هنادي .. فتاة سلمت نفسها لشاب يوم أن كان فتاة
المجد – خاص
التقى مراسل المجد.. نحو وعي أمني ((هنادي)) وهي طالبة في إحدى الجامعات، وما أن حضرت سبقت دموعها الكلمات حسرة و ندامة على ما جرى معها..
مراسل المجد: ماذا جرى معك؟
(هنادي): ما لم أخطط له..
مراسل المجد: كيف؟
(هنادي): عشت حياة غابت فيها التوجيهات والنصائح، إلى أن قُدر لي ان أقع في ورطتي هذه..
رَبَت ((هنادي)) لأب وأم موظفين، كانا مشغولين بتوفير لقمة العيش لها ولأخوتها.. اتخذت من التلفاز صديق.. وما ان انهت الثانوية العامة التحقت بالجامعة، وتعرفت على بعض الفتيات، اللواتي تبادلن معها الزيارات والرحلات فكن- صديقاتها الملاذ الوحيد في استقبال والهموم والأحزان الصادرة عن ((هنادي)).
ومع توفر عالم الانترنت وجدت ((هنادي)) وصديقاتها الوسيلة الأفضل للتواصل بشكل سلس فقررت ((هنادي)) كباقيهن شراء حاسوب وعمل اشتراك للنت لأغراض أخرى كالدراسة والبحث ونحو ذلك..
تقول ((هنادي)): ادخلته غرفتي .. وبدأت (بكسر وحدتي)… تعلمت من صديقاتي كيف اعمل البريد الإلكتروني وإجراء المحادثة الفورية (الماسنجر)، انشأت لي صفحة على الفيس بوك ونشرت عليها اهتماماتي ورغباتي واضفت من الأصدقاء الكثير.
سهرت ليالي طويلة في الحديث عبر الماسنجر مع صديقاتي، وكنت شديدة الاهتمام بصفحتي على الفيس يوك، لم يكن يشغل بالي سوى (قتل الوقت)!
وتتابع ((هنادي)) لمراسل المجد .. نحو وعي أمني في مرة من المرات دلتني إحدى الصديقات على "شر كبير" فأعطتني عنوان فتاة للتعرف والدردشة معها .. أعجبتني الفكرة وشرعت فيها .. إلا أن المصيبة التي اكتشفتها بعد شهرين أن عنوان الفتاة يعود لشاب، والمصيبة الأكبر أن هذا الشاب قد حصل على معلومات وصور خاصة مني وبرضاي يوم أن كان فتاة!!
في يوم من الأيام اتصل هذا الشاب على الهاتف النقال الخاص بي يريد مقابلتي في مكان ما، وطلب مني الموافقة فرفضت، وحاول معي مرارًا لإقناعي بأن بأنه يقصد الخير و يريد أن يشرح لي الامر عن سبب تقمص شخصية فتاة، ويرغب في الاعتذار لأنني قد تركته لكونه شاب، فقلت له أنني قد قبلت الاعتذار عن بعد، دون مقابلته، ورجوته بأن ينسى ما حصل، ويحذف ما لديه من معلومات وصور تتعلق بي- أملاً أن يتعامل وكأن الواقعة كما لو وقعت مع شقيقته!!
فوعد هذا الشاب أن يتعامل معي بمسئولية وشهامة، وأن يحذف ما لديه وكأن شيء لم يحدث..
لكن هذا الشخص – حسب اعتقادي- لم تقنعه كلماتي له التي كانت ترجف خوفًا من أن يوظف ما لديه من صور ومعلومات ضدي كما علمت في قصص قرأتها على مواقع الانترنت أو تداولتها بعض صديقات الجامعة.
و في إحدى الليالي إذ وجدت رسالة في البريد الالكتروني الوارد تطلب منى موعد للقاء في مكان ما ويحذرني مرسل الرسالة في حال عدم التجاوب فإنه سيقوم بنشر صور لي على المواقع الاجتماعية التي كنت ارتادها، حيث أرفق مع رسالة الابتزاز صورة لي بلباس غير مستور!! عندها جننت ودخلت في حالة نفسية لا يعلمها الا الله ، فبدأت بالتواصل معه عبر الإيميل لثنيه عن ذلك، وحاولت ان ارسم له صورة بأنني أقوى من ذلك التهديد، ولا يمكن الخضوع للابتزاز، فأخبرني أثناء الجدال أنه ليس الشاب الأول الذي حصل على الصور بل هو صديق له!!
تقول ((هنادي)): لاحظت على الشاب الجديد الإصرار، وأمعن في تهديدي، فاحترت لأن الحلول الممكنة قد فرغت من رأسي، وأخشى على نفسي من الفضيحة.. وهنا ازدادت تهديدات هذا الشاب المجرم.
((هنادي)) لم تستطع مقاومة تهديداته الوحشية فازدادت حالتها مرارة إلى أن قررت الاستعانة بالآخرين وأصحاب الثقات فقامت بإخبار صديقة لها يعمل شقيقها في الإدارة العامة للمباحث طالبةً المساعدة و بشكل هادئ..
عندها تم وضع خطة للإيقاع بالمجرم من خلال عمل مقابلة بين الشاب الجديد والفتاة، وتحت أعين رجال المباحث تم اعتقال الجاني حينها اعترف انه هو من مثل شخصية فتاة و الصديق الجديد لتنفيذ الاحتيال و صولاً لتحقيق الابتزاز.