الإف بي آي يعجز عن فك تشفير أقراص صلبة

المجد- خاص

اعترف الإف بي آي بالهزيمة بعد محاولات مضنية طوال عام كامل لفك تشفير أقراص صلبة محمية بكلمات مرور صعبة تعود لمصرفي برازيلي!

وتعود القصة إلى القضية المعروفة باسم ساتياغراها Satyagraha، حيث تم إتهام المصرفي البرازيلي دانيال دانتاس فيها بتبييض الأموال لصالح شبكات تهريب مخدرات.

ورغم أن التحقيق الرسمي في القضية بدأ في العام 2008 حينما ألقي القبض على دانتاس وبحوزته خمسة أقراص مشفرة باستخدام برنامج تروكربت، إلا أن التحقيق ما زال مفتوحاً في القضية لأهميتها.

وقد قامت السلطات البرازيلية في حينه بمحاولة الحصول على معلومات الشبكات التي يعمل معها دانتاس و المخزنة على الأقراص الصلبة المشفرة.

وبعد محاولات مضنية وفاشلة من قبل المعهد الوطني للجريمة في البرازيل INC التابع للحكومة البرازيلية طوال أشهر، تم الاستعانة بالإف بي آي الأمريكي.

ولأشهر أخرى، أجرى خبراء الإف بي آي العديد من المحاولات لفك كلمة المرور دون جدوى، مما حدا بهم في نهاية المطاف وبعد عام من المحاولات الفاشلة المستمرة إلى إعادة الأقراص المشفرة إلى البرازيل كما هي بعد عجزهم عن فك تشفيرها.

المصادر البرازيلية قالت أن المصرفي إستخدم نظام AES للتشفير، وذلك بإدارة من برنامج تروكربت TrueCrypt المعروف. وهو برنامج مفتوح المصدر ومنتشر الاستخدام على نطاق واسع.

الفشل في فك تشفير الأقراص التي يرفض صاحبها تسليم كلمات مرور فتحها إلى اليوم يظهر ضعف الإف بي آي في مواكبة التقنيات الحديثة ومدى قوة أنظمة التشفير المستخدمة في عالم اليوم، حيث يعد نظام AES للتشفير – والذي يعتمده TrueCrypt بشكل إفتراضي – من أقوى النظم المعروفة في مجال التشفير.

يذكر أن خوارزميات التشفير الحالية تعتبر آمنة لتخزين المعلومات السرية، وذلك عالمياً من قبل الحكومات ومعاهد الأبحاث الأمنية والباحثين في مجال الأمن التقني. 

بل إن هناك قوانين في الدول المتقدمة ترخص بشكل رسمي للوكالات الحكومية والأجهزة الأمنية بتخزين معلومات مصنفة سرية جداً بإستخدام خوارزميات التشفير الآمنة.

ورغم أن مجتمعات ومراكز الأبحاث التقنية والباحثين التقنيين في أنحاء العالم يتسابقون في محاولة إحراز تقدم في مجال توفير وسائل قوية لكسر التشفير في زمن معقول لما قد يوفره ذلك لهم من شهرة وأرباح تجارية وأكاديمية إلا أن هذه المحاولات ظلت بعيدة عن النجاح حتى الآن.