تقارير أمنية

العمليات العسكرية تطغي على الدور التجسسي لدى السي آي أيه

المجد-

يرى خبراء ومسئولون سابقون أن وكالة الاستخبارات الأمريكية السي آي أيه تنفذ عمليات عسكرية وشبه عسكرية تكاد تطغي على دورها التقليدي والمعروف في التجسس والاستخبارات.

فالغارة الاميركية في ايار/مايو التي اسفرت عن قتل اسامة بن لادن رمزت الى "عسكرة" السي آي أيه فقد عملت القوات الاميركية الخاصة التي نفذت الغارة تحت امرة سي آي ايه.

كما قتل الجمعة رجل الدين الاسلامي اميركي المولد انور العولقي في غارة جوية في اليمن، حيث أكدت التقارير بأن طائرة اميركية بدون طيار تابعة لسي آي ايه فضلا عن وسائل عسكرية اخرى نفذت الغارة.

ويرى الخبراء أن هجمات الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر وما تلاها جعلت الذراع شبه العسكري للسي آي أيه يوسع نطاق عمله على مدار العقد الماضي، حيث انطوت عملياتها على ضربات بطائرات بدون طيار فضلا عن عمليات اغتيال تستهدف المسلحين في مناطق تمتد من باكستان وحتى الصومال.

ومنذ بدايات سي اي ايه خلال الحرب العالمية الثانية شجعت "هيئة الخدمات الاستراتيجية" في ظل رئاسة بيل دونوفان القيام بضربات شبه عسكرية وعمليات تخريب جريئة خلف خطوط العدو.

من جهته يقول مايكل هايدن الذي خدم كمدير للوكالة ما بين عامي 2006 و2009 لفرانس برس "سي آي ايه تشبه اليوم اكثر من اي وقت مضى هيئة الخدمات الاستراتيجية التي انبثقت عنها".

وفي العمليات من قبيل غارة بن لادن وغيرها من العمليات السرية تكون اوامر الاطلاق والعمل التكتيكي في يد قوات العمليات الخاصة، غير ان السلطة العليا تبقى لسي اي ايه، ومن ثم يمكن للولايات المتحدة كحكومة ان تنفي صلتها بتلك العمليات ولا يمكن تعقبها قانونيا.

وتشرف سي اي ايه على كتيبة من ثلاثة الاف عنصر في افغانستان لخوض العمليات ال وبات لديها الان جيل جديد من الضباط المتمرسين على ترصد العناصر المطلوبة.

كما باتت وكالات استخبارية اميركية اخرى، مثل وكالة الامن القومي بما لديها من تقنيات تنصت، تركز بشكل متنام على دعم القوات في افغانستان وعلى العمليات الخاصة في مناطق اخرى.

وخلافا لحقبة فيتنام، ادى انتشار فرق سي اي ايه عاملة عن كثب مع القوات الخاصة في ساحات الحرب الى تعزيز "ثقافة مشتركة" بين الجنود والجواسيس، حسبما يقول رافاييل راموس الباحث في المركز الاوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والامن في بروكسل.

ويصر مسؤولو الادارة الاميركية ان سي اي ايه خاضعة لمراقبة الكونغرس وللرئيس، غير ان بعض المسؤولين السابقين والمحللين يقولون ان الوكالة قد تهمل بعض المهام الاستخبارية الحيوية الاخرى.

وسيكون على المدير الجديد لسي اي ايه الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس ان يتجنب إيلاء جل الاهتمام للضربات العسكرية على حساب عمليات التجسس الحيوية وتحليل المعلومات، حسبما يقول ريتشارد كون استاذ التاريخ بجامعة نورث كارولاينا.

ويقول كون الذي يعتبر مرجعا في العلاقات المدنية-العسكرية "لقد تضاءلت اهمية الوظائف الاستخبارية الاستراتيجية الرئيسية وتحليل الاستخبارات والتوقعات طويلة الامد".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى