رصاصة رابين برأس اولمرت؟
أطلت علينا الصحف الاسرائيلية وبشكل مضطرد منذ أيام بأنباء تتحدث عن تحقيقات مع أولمرت في قضايا فساد، وقد يؤدي هذا الأمر الي استقالة رئيس الوزراء الاسرائيلي مما قد يعيق عقد اتفاقيات سلام مع الفلسطينيين فهل يكون تأثيرها كنفس رصاصة ايغال عمير التي أنهت طموح بسلام شجعان كان يتحدث عنه الرئيس الراحل ياسر عرفات؟
للاجابة علي هذا التساؤل لا بد من الاشارة الي توقيت هذه التحقيقات التي تزامنت مع اعلان حماس موافقتها علي الهدنة المصرية ويرافق ذلك ضغوطات أمريكية قوية علي اسرائيل لتنفيذ التزاماتها ووقف الاستيطان والتأسيس لدولة فلسطينية ولكنهم ليسوا معنيين بعقد أي اتفاقية سلام، وفي السابق كانوا يدعوا بأن المشكلة تكمن في الجانب الفلسطيني المتمثل في حماس الرافضة لأي اتفاقية مع اسرائيل وضعف سيطرة السلطة فكان الرد عليهم من قبل بيكر الذي صرح بأن حماس توافق علي تفويض عباس للتفاوض وسبق ذلك نجاح قوات الأمن الفلسطينية بفرض القانون في مدينة نابلس رغم المعوقات الاسرائيلية، ومن ثم جاء الدور المصري بالترتيب لهدنة أجمعت عليها أغلب الفصائل الفلسطينية مما أوقع الاسرائيليين في حرج فصاروا يتخبطوا بالتصريحات الرافضة والمتحفظة علي توقف القتال ويرافق ذلك التصعيد العسكري علي الأرض لاستفزاز الفلسطينيين للقيام بعمل قد يأخذ كمبرر للتنصل من الموافقة علي الهدنة.
وأما علي الجانب الأمريكي فالادارة الأمريكية تحتاج الي تقدم علي أي صعيد وخاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي وذلك قبل مغادرة بوش البيت الأبيض لأسباب يدركها الجميع، مما خلق ضغوطا أمريكية علي اسرائيل لاحراز أي تقدم علي الأرض خاصة فيما يتعلق بالحياة اليومية للفلسطينيين واصرارها علي دولة فلسطينية هذا العام.
هذه المواقف التي ذكرناها وضعت المتنفذين علي الساحة الاسرائيلية في الزاوية وبالتالي تجبرهم علي اتخاذ قرارات تعتبر صعبة ومستحيلة ولا يمكن القيام بها فكان لا بد من كبش فداء يقدم قربان لادامة القتل ولتدمير واستهداف الشعب الفلسطيني فجاءت هذه التحقيقات التي ستؤدي الي استقالة أيهود اولمرت وتأجيل عقد أي اتفاقية مع الفلسطينيين بحجة الأوضاع الداخلية والمماطلة حتي خروج الرئيس الأمريكي من البيت الأبيض فيكون هناك رئيسا جديدا وسياسة جديدة وسنوات أخري من الظلم للفلسطينيين.
اسرائيل لا تريد السلام وليس من مصلحتها عقد أي اتفاقية تؤدي الي دوله فلسطينيه لان هذا الأمر يعطل أهم سبب في بقائها تلك الدولة التي تستهدف من قبل الارهابين ويفقد اعلامهم المنحرف أسباب التشويه لصورة العرب والمسلمين وربما يفتح اتفاق الدولة الفلسطينية ملفات أخري لا تريد اسرائيل الدخول بها كالملف النووي وبالتالي فان المكاسب الاسرائيلية من غياب الدولة الفلسطينية أعظم من التي سوف تحققها من خلال الوصول الي سلام بيننا.
اذن لا بد من وقفة فلسطينية وعربية للمطالبة بعقد مؤتمر دولي قبل نهاية ولاية جورج بوش وذلك لأخذ تعهدات اسرائيلية للالتزام بالشرعية الدولية.
وهناك أيضا واجب علي وسائل الاعلام التي تقع عليها مسؤولية فضح السلوك الاسرائيلي المماطل أمام العالم وتنظيم المؤتمرات والندوات في العواصم العربية والأوروبية ومراكز القوي العالمية، لعلنا نستطيع الزام الجانب الاسرائيلي بالجلوس علي طاولة المفاوضات بهدف الوصول للنتائج الفورية وبرزمة واحدة.