آسروا شاليط لم يتركوا آثارًا رقمية
المجد-
تعتبر صفقة التبادل الاخيرة بين العدو الصهيوني والفلسطينيين ضربة موجعة بكل المعايير لدولة الاحتلال الصهيوني، وذلك بعد أن فشلت أجهزة الاستخبارات التابعة للكيان بشكل لا لبس فيه في الوصول لمكان الجندي جلعاد شاليط.
فبعد اكثر من 5 سنوات كانت سقطة مدوية لكل من الشاباك والوحدة 8200 التابعة لأمان التابعة للجيش، هاتان الهيئتان اللتان كلفتا بالبحث عن معلومات وفق التخصص المناط بهما من خلال العملاء على الأرض، والتتبع التقني والمراقبة الالكترونية في رصد معلومة عن الجندي شاليط.
حسب كتاب صهاينة إن المعلومات المتوفرة لدى هذه الأجهزة أو الوحدات لا ترتق حتى لجهة تنفيذ عملية يمكن من خلالها تحرير جلعاد شاليط بالقوة.
الصحفي يوسي ميلمان يقول أن فشل الشاباك و الوحدة 8200 هو الذي عزز فكرة الذهاب لإبرام الصفقة مع الفلسطينيين لفك أسر شاليط.
وحسب ميلمان فإن المعلومات وفي حال توفرت بشكل جيد يجب الأخذ بالاعتبار الفجوات القائمة بين المعلومات والتي من شأنها أن تؤدي الى الفشل، مثلما حدث في حالة ناحشون فاكسمان في بلدة بير نبالا في الضفة الغربية المحتلة، حيث كان يخيل للجيش أنه يمتلك معلومات كاملة، لاحقا يتبين أن غياب معلومة صغيرة مثل- وجود باب اضافي في المبنى الذي احتجز فيه فاكسمان- وبسبب فجوات في المعلومات، انتهت العملية نهاية تراجيدية حيث قتل فاكسمان ونير بوراز الذي كان في وحدة الانقاذ، كما يقول ميلمان.
إن مرور طول فترة أسر شاليط داخل القطاع لم يكن سوى إعطاء أمل من قبل حكومة نتنياهو الحالية لتتمكن المخابرات من الحصول على معلومات عن شاليط بعد الحرب على غزة، الا أن نتنياهو فهم هو الآخر تدريجيا أن المخابرات لا تستطيع توفير معلومات وأن الخيارات أمامه مسدودة.
من جهة ثانية، قالت صحيفة هآرتس أن الشاباك كان ينتظر أن تقترف المقاومة أخطاء تساعده في الحصول على معلومات عن مكان شاليط، وذلك بسبب تأخر الشاباك وعدم قدرته على تجميع معلومات ذات دلالة، بالإضافة لإجراءات فريق الحراسة المحيط بجلعاد شاليط حيث حرصوا على عدم استعمال الهواتف الخليوية أو الأرضية أو أجهزة اللا سلكي أو الكمبيوتر، فلم يتركوا اثارا رقمية، الأمر الذي احبط مخطط العدو وأفشل مهمة التنصت والتعقب و فك الرموز من قبل "الشاباك" ووحدة 8200.