الكيان يعود للتهدئة بعد فشله في إيقاف المظاهرات !
المجد- خاص
بعد أن فشل الاحتلال الصهيوني في إخماد جذوة المظاهرات الاجتماعية في المدن المحتلة عبر التصعيد مع فصائل المقاومة في قطاع غزة, عاد من جديد للتهدئة, معلناً فشله في إيقاف المظاهرات الداخلية وعدم تحمل سياط المقاومة عليه.
وكانت دولة الكيان قد اختارت التصعيد مع قطاع غزة بالأمس لعدة أهداف كان أهمها إلغاء المظاهرات الاجتماعية التي كان من المقرر أن تخرج في المدن المحتلة, إلا أن إصرار المقاومة على الرد واستمرار المظاهرات الداخلية دفعته لإيقاف تدحرج عجلة التصعيد, إضافة لخروج المظاهرات في ذات الوقت.
وتظاهر عشرات الآلاف في دولة الكيان الليلة الماضية احتجاجا على غلاء المعيشة وللمطالبة بالعدالة الاجتماعية، وهم بذلك يواصلون تفعيل هذه الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة في تاريخ إسرائيل والتي رأت النور خلال الصيف.
وقال رئيس لجنة الدفاع في الكنيست شاؤول موفاز من حزب كاديما المعارض إنه "يجب على الحكومة أن تناضل على الجبهة الأمنية وعلى الجبهة الاجتماعية بنفس الطريقة".
وكان أكبر تجمع للمتظاهرين في (تل الربيع المحتلة)، وخرجت مظاهرات مماثلة في القدس وموديعين وكريات شمونا وإيلات وهود هشارون، بينما ألغيت مظاهرة كانت مقررة في مدينة بئر السبع في الجنوب بسبب تعرض المناطق هناك لقصف صاروخي من قطاع غزة. وأكد المتظاهرون أن هذه الاحتجاجات تمثل انطلاقة جديدة في دولة الكيان بعد انقطاع استمر شهرين.
حشد كبير
وفي (تل الربيع) نزل إلى الشارع أكثر من 70 ألفا حسب المنظمين، ولكن هذا التحرك على أهميته ظل دون المظاهرات الضخمة التي جرت خلال الصيف، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام.
وكان القسم الأكبر من المتظاهرين في (تل الربيع)من الطلاب والأزواج الشبان. ورفعت في المظاهرة لافتة ضخمة كتب عليها "جيل يطالب بمستقبل أفضل"، إلى جانب لافتات أخرى كتب عليها "الشعب يريد زيادة الموازنة" و"عدالة اجتماعية" و"المزيد من المساكن العامة".
واحتشد المتظاهرون في ساحة إسحاق رابين أمام مقر البلدية تحت شعار "العودة إلى الشارع". وتعاقب على منبر المظاهرة في (تل الربيع) عدد من الخطباء بينهم طلاب إضافة إلى مغنين شعبيين.
تعبئة
ودعا منظمو هذا التحرك على موقعهم الإلكتروني إلى التعبئة "لمطالبة الكنيست والحكومة بإلغاء موازنة 2012 وتقديم موازنة اجتماعية جديدة تأخذ مطالب السكان في الاعتبار". وكتب المنظمون "اخرجوا بكثافة لتظهروا لقادتنا المنتخبين أننا لا نزال هنا".
ودعا المنظمون أيضا إلى تجمعات احتجاجية في شمال الكيان في حيفا وكريات شمونا، وفي جنوبها أيضا في بئر السبع وإيلات وكذلك في القدس.
وتشكل هذه المظاهرات اختبارا بعد تهدئة اجتماعية استمرت شهرين تم خلالها تفكيك المخيمات التي أقيمت في شوارع مدن عدة.
ووصلت الحركة الاحتجاجية إلى ذروتها في أغسطس/آب الماضي عندما واظب المتظاهرون على الاحتجاج كل يوم سبت. وفي الرابع من سبتمبر/أيلول الماضي احتشد نحو نصف مليون إسرائيلي في أكبر مظاهرة عرفها تاريخ دولة الكيان.