الثورات العربية ستدفع الكيان لزيادة ميزانية الأمن
المجد- خاص
أكد عدد من المحللين المختصين في الشأن الصهيوني أن دولة الكيان ربما تقدم خلال الفترة المقبلة على زيادة ميزانيتها السنوية لتفوق 60 مليار شيكل, في ظل تزايد المخاطر الناجمة عن الربيع العربي وصعود الإسلاميين في المنطقة.
وتتخوف دولة الكيان من صعود جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم في تونس ومصر وليبيا, الأمر الذي يعني تزايد فعالية العداء العربي المحيط لدولة الكيان, فالكيان لا يجد أمامه بد من متابعة الثورات والعمل الأمني الداخلي والخارجي للتعامل مع متغيراتها التي لا يمكن تغيير مسارها.
وأشار المحللون في أحاديث منفصلة مع موقع "المجد الأمني" إلى أن دولة الكيان باتت تشعر بالخطر الحقيقي على وجودها في المنطقة, فهي تدرك أنها المحيط لم يعد كالسابق فسوريا وحزب الله وإيران من الشرق والشمال, فيما مصر وتونس وليبيا من الغرب والتي تعتبر مد استراتيجي مهم بالنسبة لغزة التي تقود حكومتها حماس.
ويقول محلل مختص في الشأن الصهيوني :" على أية حال في ظل الثورات العربية سواء حدثت حرب أو حالة سلام فإن دولة الكيان ستستمر في زيادة ميزانيتها الأمنية لأنها تدرك أن حالة الحرب تحتاج للكثير من الموارد والدعم, وأيضاً حالة السلام مثل الحرب لأن حالة العداء للدولة الصهيونية يزداد يوماً بعد يوم".
وأشار إلى أن دولة الكيان تتخوف من حالة السلم في المنطقة لأنها تخاف من مباغتتها بهجوم أو حرب من قبل الأطراف المعادية لها في المنطقة, موضحاً أن هذا سبب رئيسي يدفعها لزيادة ميزانيتها.
تهديدات كبيرة
فيما يؤكد محلل آخر أن الاحتلال من المستحيل أن يسمح بتقليص ميزانيته المخصصة للأمن والجيش، وذلك لسببين هما: "إمكانية أن تنقلب الأوضاع في الشرق الأوسط في وقت قصير، وهذا ما حدث خلال الأشهر الستة الأخيرة، فالوضع اليوم ينذر بخطر سيطرة الإسلاميين على الحكم في مصر وتونس وعدد آخر من الدول".
وأضاف :"أما السبب الثاني فيتمثل في أن الكيان يخاف من مبادرة المقاومة للقيام بالحرب، لأن العداء للكيان سيظل موجوداً في المنطقة لأعوام كثيرة مقبلة", مؤكداً أن الوضع غير مستقر لدولة الكيان خلال السنوات المقبلة وهذا يتطلب زيادة في الدعم للجيش والاستخبارات.
ويرى المحلل أن الجيش الصهيوني يواجه في الوقت الحالي تهديدات كثيرة ومختلفة, فصواريخ المقاومة اللبنانية التي تهدد معظم المدن الصهيونية، والسبيل الوحيد لوقف إطلاقها حسب وجهة نظر الجيش هو الدخول في حرب برية, مؤكداً أن بإمكان المقاومة الفلسطينية استهداف مناطق واسعة من الكيان سواء بالقصف الصاروخي أو بالعمليات الفدائية، والحل هنا شبيه بالحل في لبنان.
ولفت إلى أنه بمقدور سورية أيضاً أن تقصف بالصواريخ كل مناطق الكيان، ولا توجد طريقة لوقف هذا القصف أثناء الحرب إلاّ عبر السيطرة الحرب أو تهديد النظام.
وتابع :"من جهتها تستطيع إيران في وقت قريب تهديد الكيان بالسلاح النووي، إلى جانب الدعم الذي تقدمه إلى كل من للمقاومة في المنطقة ويمكن أن نضيف إلى هذا كله حالة عدم الاستقرار التي تعانيها السلطة العسكرية في مصر، الأمر الذي سيضطر دولة الكيان في حال نشبت الحرب إلى إرسال قوات إلى الحدود مع مصر من أجل منع خرق محتمل لاتفاقية السلام".
وختم بأن كل هذه الأمور تدفع دولة الكيان لزيادة ميزانيتها, أو اللجوء لجهة داعمة تدعمها بشكل كبير خلال أي مواجهة, مرشحاً أن تكون السلطات الولايات المتحدة.
تدعيم الجيش
فيما يقول محلل صهيوني :" بسبب هذه الظروف الجيش بحاجة إلى زيادة ثلاثة ألوية، ومضاعفة قوة نيرانه على المدى البعيد، ورفع مستوى التدريبات بدءاً من الأفراد، وصولاً إلى هيئة الأركان العامة، كذلك يجب تدعيم الدفاع عن الجبهة الداخلية في وجه الصواريخ بواسطة شراء عتاد جديد وعصري".
وتابع:"من أصل مبلغ 50 مليار شيكل، هو مجموع الميزانية العسكرية للجيش الصهيوني، هناك نحو 11 مليار مخصصة للتطوير وللتسلح وللتدريب، أمّا ما تبقى فهو مخصص للمحافظة على قوة الجيش, من هنا فإن تخفيض نحو 3 مليارات شيكل من ميزانية الجيش سيكون على حساب التدريبات والتسلح والتطوير، ومعنى ذلك الإضرار بنحو 20 بالمائة من قوة الجيش".
ولفت إلى التقليص سيدفع الجيش الصهيوني للاكتفاء بشراء ست منظومات من القبة الحديدية، فضلاً عن تضرر مشروعي العصا السحرية وصاروخ حيتس (المخصصان لاعتراض الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى).
وبين أن الميزانية التي أُقرت ستصل في العام 2012 إلى 58 مليار شيكل, ووفقاً للحسابات فإن التقليص المقترح سيوازي نحو 9 مليارات شيكل وليس نحو 3 مليارات، الأمر الذي سيلحق ضرراً لا يُحتمل بالقدرة الدفاعية للكيان.