المخفي والمعلن في التصريحات المتصاعدة لضرب إيران
المجد- خاص
شهدت الفترة الأخيرة سيلًا من التقارير والتحليلات السياسية والعسكرية لفهم حقيقة الموقف الصهيوني من الهجوم على ايران بعد ان أعلنت دولة العدو الصهيوني رسمياً بأنها قد أصبحت جاهزة لتوجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
كافة القراءات والتقارير جاءت لتجيب على الأسئلة التالية:
– لماذا هذا الموقف ؟
– هل هناك عوامل وظروف أوجدت هذا الموقف في هذا الوقت بالذات؟
للإجابة يمكن توضيح الآتي:
– جاء هذا الموقف المتصاعد بعد تزايد المخاوف الصهيونية المتزايدة من أن إيران قد أوشكت لتكون دولة نووية تمتلك الطاقة النووية ما يجعلها لأن تمتلك قنبلة نووية خلال أشهر.
– تحاول دولة الكيان لحل مشاكلها الداخلية (الاقتصادية والاجتماعية) فتمارس الضغط والابتزاز على أمريكا لإخراجها من أزمتها الاقتصادية مقابل عدم تنفيذ الهجوم على إيران، وذلك بطريقة اصطناع سيناريو توجيه ضربة لإيران كسبيل لدفع واشنطن للإذعان والمساعدة في انهاء الازمة الداخلية.
– رغبة الحكومة الصهيونية من استخدام فزاعة الخطر الإيراني كوسيلة لحشد التأييد والدعم السياسي الداخلي الصهيوني لتمرير سياسة الليكود.
– ترى دولة الكيان الصهيوني أن التلويح بضرب إيران يدفع الكثير من الدول داخل مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة للتراجع عن دعم مشروع الدولة الفلسطينية كثمن لتراجع دولة الكيان عن ضرب إيران.
– رغبة الكيان في قطع الطريق أمام انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وبالتالي فلن يكون أمام واشنطن إما خيار الإبقاء على قواتها في العراق كثمن لعدم قيام دولة الكيان بضرب إيران، أو الإصرار على الانسحاب الأمريكي من العراق ومن ثم مواجهة تداعيات الضربة العسكرية الصهيونية ضد إيران.
– رغبة الحكومة الصهيونية في القيام بعمل عسكري ضد قطاع غزة والضفة الغربية وبالتالي فإن التلويح بضرب إيران هو السقف الأعلى .. الذي يتيح للكيان تخفيضه لاحقاً ضمن السقف الأدنى.. والذي هو في هذه الحالة القيام بعمل عسكري ضد الفلسطينيين، وتحديداً بالتركيز على قطاع غزة، والذي تشير التسريبات إلى وجود نوايا صهيونية بتعرضه لهجوم انتقامي بعد صفقة التبادل.
– رغبة دولة الكيان في توجيه ضربة عسكرية ضد جنوب لبنان، وفي هذا الخصوص فإن التلويح بضرب إيران، الهدف منه رصد تحركات حزب الله اللبناني وفهم كيفية استعداداته، بما يتيح لاستخبارات العدو استطلاع مراكز قوة الحزب العسكرية، ثم القيام لاحقاً بتوجيه المزيد من الضربات بالقدر الكافي لتدميرها بما يفسح المجال عملياً أمام المضي قدماً في مخطط ضرب إيران..
– تجد دولة الكيان أن التلويح بضرب المنشآت الايرانية سيشكل عامل ضغط على حليفتها سوريا في حال قرر الأخيرة توجيه ضربة للكيان الصهيوني إذا تعرضت سوريا للمزيد من الضغط الخارجي في أزمتها الحالية، بكلمات أخرى ما يصدر عن تصريحات ضد إيران فيه رسالة إلى دمشق مفادها أن دولة الكيان مستعدة للرد.
ويشير تحليل المعطيات الميدانية إلى أن قيام دولة الكيان بتوجيه ضربة عسكرية لإيران هو أمر ضعيف الاحتمال وذلك للأسباب الآتية:
– عدم وجود ممر جوي متاح للطائرات الصهيونية، وذلك لأنه حتى الدول التي يمكن أن توافق على إفساح المجال أمام عبور الطائرات الصهيونية، سوف تجد صعوبة بالغة في حماية نفسها من الرد الإيراني. وبكلمات أخرى إذا كانت دولة الكيان الصهيوني قادرة على حماية نفسها فإن تركيا والسعودية ستكونان في حالة انكشاف كامل أمام الرد الإيراني الكبير.
– إن دولة الكيان نفسها لن تستطيع مهما أوتيت من قوة أن تكون بمأمن من مخاطر رد الفعل الإيراني، والذي سوف ينطلق من مسافة بضعة كيلومترات من حدود الكيان الشمالية.
هذا، وفي معرض التفسيرات الأكثر واقعية للتصعيد الصهيوني، تحدثت بعض الآراء قائلة بأن الأكثر احتمالاً هو رغبة العدو في الظهور بمظهر القوي، إضافة إلى رغبتهم في الضغط على أمريكا ومجلس الأمن الدولي، وأيضاً تركيا ودول الخليج للوقوف بحزم إلى جانب جولة العقوبات الدولية الجديدة التي سوف يتم تقديمها إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية تقرير وكالة الطاقة الذرية الذي تم تسريب محتويات هو تم توزيعه بالأمس على أعضاء مجلس أمناء الوكالة.