الكيان يبحث عن حلفاء جدد في أفريقيا
المجد-
في محاولة للوقوف أمام محور الإسلامي السياسي الذي يسيطر على القرن الإفريقي يعمل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على تعميق التحالفات مع الدول المسيحية في القارة الإفريقية.
وذكرت صحيفة معاريف في تقرير مطول حول هذه القضية أن نتنياهو يعمل على إيجاد محور جديد وتعميق التحالف مع الدول المسيحية في القارة السوداء, خوفا من تصاعد الإسلام السياسي في شمال أفريقيا في أعقاب أحداث الربيع العربي.
ويشار إلى أن نتنياهو التقى مع رئيس الوزراء الكيني "ريلا أودينغا" والرئيس الأوغندي "يوآري موسباني" اللذان يزوران إسرائيل على بمناسبة انعقاد مؤتمر المياه الدولي, وفي وقت سابق اجتمع نتنياهو على هامش افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بالرئيس الجديد لدولة جنوب السودان.
وقال مسئول سياسي إسرائيلي رفيع "إن التغييرات التي بدأت في أفريقيا تؤثر أيضا على باقي دول أفريقيا التي تخشى تعزيز الإسلام الراديكالي ومن تصاعد نفوذه وتأثيره على كامل القارة", مشيرا إلى أن هذه القضية تحظى باهتمام مشترك بين الدول المسيحية والكيان اللذين يخشون من تصاعد المد الإسلامي.
وفي ذات السياق قال مصدر دبلوماسي صهيوني بارز "إن التعاون مع دول أفريقية أخرى سيستمر في المستقبل, في ظل النظام العالمي الجديد", مؤكدا ان أحد الأهداف المستوعبة في تلك التحالفات هو إحباط الجهود التي تقوم بها إيران حتى في المجال الاقتصادي.
ولفتت الصحيفة إلى أن حراكا دبلوماسيا شهدته الشهور الماضية في هذا الاتجاه تمثلت في زيارات متبادلة واجتماعات تنسقها شعبة أفريقيا في وزارة الخارجية المسئولة عن تنظيم ومعالجة هذه الزيارات.
ويشار إلى أن من بين المجالات التي يمكن للكيان أن تساعد فيها الدول المشمولة في هذا الملف, المساعدات العسكرية, والأمنية, والزراعية, والبنية التحتية… إلخ.
وفي قضية المساعدة العسكرية أصبحت دولة الكيان في هذا الأسبوع لاعبا مركزيا في الحرب التي تدور بعيدا عنها في شرق أفريقيا المتمثلة في الحرب بين الجيش الكيني والمليشيات الإسلامية المسلحة في الصومال.
وكان رئيس الوزراء الكيني قد طلب من الرئيس الصهيوني شمعون بيرس المساعدة في حربها مع الصومال, وأكد بيرس "إن الكيان دولة رائدة في مجال الأمن الوطني وأنها ستكون سعيدة في تقاسم المعرفة مع كينيا في مجال الحرب على الإرهاب", على حد تعبيره.
وعلى الرغم من أن دولة الكيان اختارت المحافظة على عدم إثارة هذه القضية في وسائل الإعلام, إلا أن رئيس الوزراء الكيني ورجاله هرعوا بالإعلان فور عودتهم عن أن طلبهم قد استجيب وأن الكيان ستسلح وتدرب الجيش الكيني.
ويشار إلى أن كينيا قد اجتاحت الصومال قبل ستة أسابيع بهدف تصفية حركة الشباب الصومالية المقربة من تنظيم القاعدة, وإقامة دولة جديدة باسم "جوف لاند" تصبح فيما بعد شريط أمني تمنع المتسللين إلى كينيا وتسمح للكينيين التخلص من آلاف اللاجئين الصوماليين المزدحمين في معسكرات على أراضي كينيا.
وفي الكيان رفضوا التعليق على تقارير حول توريد معدات عسكرية لكينيا, وفي المقابل زادت الكيان من عمليات المساعدة إلى دول القرن الإفريقي –دول منابع النيل- التي تتقاسم معا بحيرة فكتوريا, ويتوقع ان تخرج بعثة مشتركة من ألمانيا والكيان حتى نهاية العام لمناقشة مشاريع مشتركة لمساعدة المجتمع المدني, وهي المرة الأولى التي تخرج إلى المنطقة بعثة على المستوى الوزاري الصهيوني الألماني.