الهكرز يضربون بقوة .. والعالم يتخبط في مواجهتهم
المجد – خاص
المتابع لأخبار الهاكرز يلاحظ أنه في الآونة الأخيرة قد أصبحت هجماتهم تزداد كماً ونوعاً عن ذي قبل، حيث أصبحت الهجمات أكثر عدداً وأشد ضراوة وتسبباً بالخسائر في أنحاء مختلفة من العالم، وذلك برغم كل الجهود الهائلة والأموال الطائلة المستثمرة في مكافحة الجرائم الإلكترونية بأنواعها. بالرغم من كل ذلك، فما زال حلم الإنترنت الآمن يبدو بعيد المنال.
ففي موجة من الهجمات، قام هكرز من دول عديدة بإختراق مواقع عديدة في أنحاء العالم، تشمل مواقعاً شرطية وخدمية وأمنية وقضائية وعسكرية أيضاً ! وأبرز ما نجم عن ذلك تخريب مضخة مياه ضخمة في ولاية تكساس الأمريكية من قبل المخترقين مما آذى نظام الصرف الصحي هناك، كما تم تخريب عدد من المواقع التابعة لإدارات شرطية وقضائية مختلفة في أمريكا وأوروبا والهند، وإنتهاءً بإختراق المواقع العسكرية الأمريكية وسرقة معلومات حساسة منها وتقنيات عالية جداً أثارت الغضب الشديد في الأوساط الأمريكية وردود فعل سنرصدها فيما يأتي.
ففي إحدى الهجمات قام هكرز من خارج الولايات المتحدة بإقتحام خادم (Server) لإحدى الشركات الأمريكية وعثروا فيه على قاعدة بيانات للتحكم في الآلات الصناعية، وإستخدموها للدخول إلى لوحة تحكم عن بعد بمضخة للصرف الصحي في ولاية تكساس، وقاموا بإرسال تعليمات تخريبية تسببت في تعطلها واحتراقها، وأثار هذا العمل ردود فعل غاضبة بينما أعلنت وسائل الإعلام أن وكالة الأمن الداخلي الأمريكية و الإف بي آي "يفحصون المسألة".
وفي مكان بعيد مكاناً ولكن ليس ببعيد موضوعياً، قام مجموعة من القراصنة بإختراق موقع شرطة الطرق السريعة في ولاية ماهاراشترا في الهند، وقاموا بوضع عبارات على صفحته الرئيسية تؤكد إختراقهم له، وتنسب عملية الإختراق ل(جيش بنغلاديش الإلكتروني).
وغير بعيد عن جيش بنغلادش الإلكتروني ! كان بعض الباحثين الأمنيين مجتمعون في مؤتمر MalCon الذي يقام سنوياً في الهند، ولقد عرض أحد الباحثين إضافة من برمجته تظهر عجزاً خطيراً في الويندوز 8 ، الإضافة البرمجية إسمها Bootkit، وهي نوع من اضافات Rootkit، ولكنها متخصصة في الإختباء في منطقة الإقلاع boot لتسجيل اي كلمات مرور حتى لو كان النظام مشفراً بالكامل! الطريف ان احد اهم الأسباب لقيام مايكروسوفت بإصدار النسخة الثامنة من الوندوز هو إضافة دعم خاصية جديدة إسمها Trusted Platform Module – TPM مهمتها منع أي إمكانية لتفعيل برمجيات Bootkit !
ورغم أن الإنتكاسة السابقة لم تكن بالسهلة، لكنها لم تكن آخر المطاف، فقد كانت انتكاسة الإدارة الأمريكية بفقدان خطط وخرائط تقنية ومعلومات فنية عسكرية ونتائج أبحاث عسكرية تكلفت بلايين الدولارات حصل عليها هكرز يعتقد انهم صينيون هي الإنتكاسة الأكبر التي تسببت فيها هجمات الهكرز لهذا العام، مما دعا البنتاجون ولأول مرة على الإطلاق إلى التهديد علناً بالرد عسكرياً على أي محاولات إختراق تستهدف نظمه العسكرية والأمنية!
وبرغم خطورة التهديد العسكري كونه يصدر من الجيش الأمريكي، إلا أن الخبير التقني قلل في حديث مع موقع المجد من أهمية هذا التحذير، معتبراً أن الأمر تكتنفه صعوبات عملية جمة، وأضاف : تحديد مصدر الإختراق بدقة وعقاب المسؤولين عنه عسكرياً في دولة أخرى ليس بالأمر السهل، معتبراً التهديد (مجرد دعاية لتخفيف تذمر الشركات الخاصة التي تتعامل معه كونها ترزح تحت ضغط الهجمات المكثفة دون رد من البنتاغون، مما كلفها حتى الآن قرابة تريليون دولار أمريكي).