في العمق

محللون: تهديد الاحتلال لغزة هدفه استعادة قوة ردعه الضائعة

المجد- خاص

أكد عدد من المحللون المختصون بالشأن الصهيوني أن التهديدات الصهيونية المتتالية بضرب قطاع غزة والتي كان آخرها تهديد رئيس هيئة الأركان "بيني غانتس", ما هي إلا محاولة لاستعادة قوة الردع التي ضاعت بعد حربي لبنان وغزة.

وأشار المحللون في أحاديث منفصلة لموقع "المجد الأمني" إلى أن التهديدات بشن الحرب تأتي أيضاً في سياق رفع المعنويات لدى الجيش الصهيوني والمواطنون الصهاينة, في ظل الدعم الكبير والقدرة الجيدة التي وصلت إليها المقاومة في قطاع غزة.

وقال محلل مختص في الشئون الصهيونية إن تهديدات الاحتلال بالتصعيد ضد قطاع غزة تندرج في إطار الحرب النفسية، والتعبير عن مأزق في الكيان على ضوء المتغيرات الإقليمية"، موضحاً أن الموقف الإقليمي والدولي في المنطقة لا يسمح بعملية كبيرة على غرار عملية "الرصاص المصبوب".

وشدد على أن الظرف الإقليمي والدولي ساهم في بدء انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وأدخل الشعب المصري في معادلة العلاقات الإسرائيلية المصرية بعد ثورة 25 يناير، فأصبح الدور المصري المعارض للمؤامرات الإسرائيلية واضحاً وجلياً.

وكانت دراسة صهيونية صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ في جامعة "تل أبيب" أكدت أن نشوب حرب في قطاع غزة ستؤدي إلى نشوب أزمة ومواجهة بين مصر والكيان، وقد تنجذب الأولى لذلك نتيجة لحالة غضب وإحباط لدى الشعب المصري لأسباب قد تتعلق بصعوبات داخلية، سياسيًّا واقتصاديًّا، والتي تزايدت وتفاقمت حدتها عقب سقوط نظام مبارك.

وعاد المحلل للقول إن دولة الكيان بدأت تفقد حساباتها في المنطقة نتيجة الربيع العربي كما الولايات المتحدة وسط قدرٍ كبير من الغموض، لاسيما وأن الموقف التركي الذي يمر بمرحلة من التزام الحياد سيكون متشدداً وقوياً ضد الكيان في حال انتهكت حرمة غزة، مؤكداً أن "كل هذه الظروف لن تسمح بتكرار حملة "الرصاص المصبوب ضد غزة".

الجهاديين وسيناء

من جهة أخرى يشير محلل آخر إلى أنه في حال أرادت دولة الكيان التصعيد في قطاع غزة فلن تكون بمنأى عن ادخال أطراف "غير رسمية" في المعركة, مثل زيادة عدد الجهاديين في منطقة سيناء وانطلاق هجمات جديدة عليها ما يجعل  حدودها الجنوبية الغربية واسعة.

وفيما إذا كانت دولة الكيان تريد من خلال تصعيدها الانتقام لما ضاع من هيبتها بعد إتمام صفقة التبادل، أكد المحلل أن دولة الكيان لديها إحساس أن المقاومة حققت إنجازاً وانتصاراً كبيراً من خلال الصفقة على المستوى الأمني والسياسي والعسكري وأن ذلك ساهم في تقويض قوة الردع لديها أمام المقاومة، الأمر الذي جعلها تبحث طريقة للانتقام واسترداد الكرامة.

ونوه إلى أن "استخدام دولة الكيان للعنف غير المتناسب مع قدرات الفلسطينيين وحجم الخسائر الذي تحملها الطرف الأخير في غزة وتمسكه بعدم الإفراج عن شاليط إلا بتحرير الأسرى، أوصل رسالة للكيان أن موجات العنف مهما تصاعدت ضد الفلسطينيين لن تحقق ما يرنو إليه الإسرائيليون من إنجاز وترميم قوة الردع لديهم".

وأضاف بأن دولة الكيان ظنت بعد عملية "الرصاص المصبوب" أنها استطاعت إعادة قوة الردع مرة أخرى، لكن على طول العامين المنصرمين لم تنجر شيئاً بل إن قوة الردع لديها قُوضت وأصيبت في الصميم من جديد إثر تنفيذ صفقة التبادل".

وختم  بأن الاحتلال يحاول فقط التصعيد ضد غزة أحياناً لإجبار المقاومة على إطلاق مزيد من القذائف الصاروخية في محاولة منه لإصلاح الخلل في نظامه الدفاعي الصاروخي، واستعادة المصداقية له أمام العالم بعد إحراز المقاومة الفلسطينية خرقاً كبيراً له من خلال وصول قذائفهم الصاروخية إلى أهدافها باستخدام تكتيكات عسكرية جديدة ومتوازنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى