الأمن التقني

بالصور: “المعطف الأزرق” يتحكم في تفاصيل الإنترنت!

المجد – خاص

في ظل التطور الكبير في تكنولوجيا الإتصالات والإنترنت وما ترتبط به من قضايا ومشكلات على الصعيد العالمي، ظهرت الحاجة إلي تطوير تكنولوجيا مضادة للمراقبة والتحكم فى الإتصالات وشبكة الإنترنت لأغراض أمنية وسياسية على حد سواء.

حيث شهد العالم مؤخرا صراعا كبيرا في تطوير تكنولوجيا التجسس ومراقبة الشبكة العنكبوتية بشكل خاص حيث شهد العالم ظهور أجهزة أمريكية وأخرى إنجليزية وفرنسية ليس من شأنها فقط المراقبة بل التحكم الكامل فيما يتم عرضه من محتويات على شبكة الإنترنت. فما هي هذه الأجهزة وما هي قدراتها وإمكانياتها، هذا ما سنتطرق إليه في موضوعنا.

 

فواحدة من أكبر الشركات في تطوير هذه التكنولوجيا على مستوى العالم هي شركة"Blue coat" الأمريكية وتعد سلسة أجهزتها " ProxySG 9000" هي الأعلى من حيث المواصفات والأداء والكفاءة على مستوى العالم.

 

  

تعمل هذه الأجهزة بتكنولوجيا متطورة تمكنها من التجسس ومراقبة مستخدمي الشبكة العنكبوتية وتسجيل أي إتصال يقومون به سواء كان الإتصال عاديا أو مشفرا (مسألة فك رموز الإتصال مسألة أخرى)، كذلك يمكنها حجب إمكانية البحث عن كلمات دلالية بعينها ومنع المستخدم من الوصول إلى نتائج أو حتى البحث عن هذه الكلمات في محركات البحث المختلفة، وهذا الأسلوب تتبعه الأجهزة الأمنية والأنظمة السياسية القمعية في بعض دول العالم لمنع المستخدمين في بلادها من الوصول أو إستخدام مواقع معينة مما يعد إقتحاما وتدخلا غير مبرر في خصوصيات المواطنين ومستخدمي الإنترنت في هذه الدول.

 

وفيما يلي نعرض مواصفات أحد الأجهزة كما توضحه الشركة المنتجة على الموقع الخاص بها حيث توضح الشركة إمكانيات الجهاز المختلفة في التحكم ومراقبة وحتي حجب المحتويات على شبكة الإنترنت.

 

وهنا توضح الشركة إمكانية التحكم في ما يتم عرضه من مقاطع فيديو على الشبكة العنكبوتية

وبالإضافة إلى التحكم في ما يتم عرضه من مقاطع فيديو، تعرض الشركة إمكانية الجهاز في التحكم في الوصول إلى بعض المواقع من عدمه، كذلك إمكانيتها في التحكم في المحتوى الذي يتم عرضه بل وتفاعل المستخدم مع المحتوى من حيث وضع مشاركات أو رفع أو إرسال صور أو بريد إلكتروني بل والشئ ذاته بالنسبة لمواقع التواصل الإجتماعي كما هو موضح فى الصورة.

 

 

 

وعلى النقيض نجد أن هذه التكنولوجيا ليست متاحة للجميع حول العالم، حيث تتبع الشركات المنتجة سياسة لتأمين إستخدام هذه الأجهزة ومنع إستخدامها للقمع (على الأقل بشكل علني)، فتضع الشركات المنتجة حظرا لبيع هذه الأجهزة إلى أجهزة أمنية وأنظمة سياسية بعينها مما تعرف بالقائمة السوداء "Black list". وعلى الرغم من كل هذه الإحتياطات والسياسات الصارمة التي تتبعها الشركات المنتجة إلا أن هذا لم يقف حائلا أمام وصول هذه الأجهزة إلى بعض الدول الواقعة تحت هذا الحظر بطريق غير مباشرعن طريق وسطاء أو دول صديقة.

ففي الحين ذاته أشارت بعض التقارير في مطلع الشهر الجاري أن النظام السوري قد إستخدم أجهزة مراقبة الإنترنت للمراقبة والتحكم في المواقع والمحتوى المعروض بها وكذلك الشبكات الإجتماعية وهذه الأجهزة من إنتاج شركة "Blue coat" الشهيرة.

 و بالرغم من كون سوريا على رأس القائمة السوداء التي يحظر بيع هذه التكنولوجيا إليها  فإن التقارير أشارت إلى أن عدد كبير من كبار مزودي خدمات الإنترنت في سوريا إستخدموا هذه الأجهزة منذ عام 2005، حيث حصلت سوريا على أكبر عدد من الأجهزة تم بيعها في صفقة واحدة وهي أربعة عشر جهاز وهو ما يمكنها من التحكم الكامل في شبكة الإنترنت لديها، ويصل مجموع ما تملكه سوريا من هذه الأجهزة حوالي 25 جهازا دخلت سوريا عبر وسيط موجود في دبي وبعضها من الحكومة العراقية والإيرانية.

وأظهرت التقارير أن النظام السوري إستخدم هذه الأجهزة في حجب العديد من مواقع الإنترنت وصفحات شبكات التواصل الإجتماعي التي تنشر معلومات حول الثورة فى سوريا ومنع أكثر من 26 ألف محاولة إتصال بمواقع معارضة للنظام السوري تغطي أحداث الثورة السورية بالإضافة إلى تعقب وإعتقال ناشطين سياسين معارضين للنظام عبر تتبع ومراقبة نشاطهم على شبكة الإنترنت.

في الحين ذاته ذكر على لسان "ستيف داهيب " وهو نائب رئيس شركة Blue Coat قوله  "لا نريد أن يتم إستخدام أجهزتنا من قبل الحكومة السورية أو من قبل أي بلد آخر يطبق عليه الحظر التجاري الأمريكي. ونحن في الشركة نعرب عن خالص أسفنا وحزننا البالغ على الضحايا والمعاناة البشرية التي يعايشها الشعب السوري".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى