ويكيلكس يكشف شركات التجسس العالمية ومشروع “سباي فايلز”
المجد-
ذكر موقع ويكيليكس أن دولاً غربية رئيسية تقوم بتصدير نظم مراقبة شاملة حول العالم، وبيع برامج تعمل على تسهيل اعتراض المكالمات والرسائل عبر أجهزة الهاتف النقال والكمبيوتر.
وقال مؤسس "ويكيليكس" جوليان آسانج :"الحقيقة أن متعاقدي التكنولوجيا يبيعون حتى الآن نظم مراقبة شاملة إلى العديد من الدول في أنحاء العالم". وأضاف أنه على الرغم من أن اعتراض المكالمات يعد قانونيا، فإنه يؤدي إلى نشوء "دولة مراقبة شمولية".
وأوضح أن "ويكيليكس" بدأ الإفراج عن قاعدة بيانات تضم مئات الوثائق في إطار مشروع "سباي فايلز" أو ملفات التجسس، من شأنها أن تشكل "هجوماً شاملاً على الصناعة المراقبة الشاملة هذه".
وأشار آسانج إلى أنه لدى أكثر من 150 منظمة في أنحاء العالم القدرة على استخدام الهواتف كأجهزة تعقب، إلى جانب اعتراض الرسائل والاستماع إلى المكالمات.
وذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وجنوب إفريقيا وكندا بين الدول التي تقوم بتطوير "نظم التجسس" التي تبيعها إلى "ديكتاتوريين، وديمقراطيين".
وثائق سرية
وتكشف وثائق سرية لشركات غربية، عن ضلوعها في عمليات تجسس واسعة النطاق، تتركز بشكل خاص في قطاعات أمن المعلوماتية والاتصالات السلكية واللاسلكية.
نشر موقع ويكيليكس، أول امس، حزمة جديدة من وثائق سرية خاصة بشركات عالمية رائدة في مجال الإعلام الآلي والاتصالات، توضح قيامها بالتحكم في عالم الاتصالات الهاتفية والانترنت والمعلومات، والتجسس بشكل غير معلن على كافة الاتصالات عبر العالم.
وتضمنت الوثائق السرية التي كشفها ”ويكيليكس”، والتي يرتقب أن تثير ضجة عالمية غير مسبوقة، قائمة كاملة بأسماء الشركات المختصة في مجال الامن المعلوماتي، واختراق الاتصالات السلكية واللاسلكية، من بينها شركات فرنسية لها أفرع ناشطة بالجزائر، وحازت على عقود لتوريد وتقديم خدمات لمؤسسات وهيئات جزائرية عديدة، مثل شركة ”أميسيس” التابعة للمجمع الفرنسي العملاق ”بيل”.
كما ورد ضمن القائمة اسم شركة ”هيوليت باكار” المعروفة باسم ”آش بي” الرائدة في مجال المعلوماتية ونظم الاتصال، وتضمنت القائمة السوداء للشركات المتورطة في التجسس على كافة نظم الاتصال والمواصلات السلكية واللاسلكية في العالم، اسم شركة ”تالاس” التي اصبحت تشرف منذ أسبوعين على تسيير عملية دراسة ملفات طلبات ”الفيزا” لدول فضاء تشنغن.
وتضمنت الوثائق المسربة من طرف ”ويكيليكس”، بعض النماذج لمنتوجات شركات غربية مصنعة لادوات ووسائل وتقنيات التجسس، منها نموذج خاص بشركة ”اميسيس” فرع مجمع ”بيل” الفرنسي، قدم خلال صفقة اجريت مع النظام الليبي خلال عهد العقيد امعمر القذافين لتمكينه من عتاد متطور لمراقبة والتجسس على كافة الاتصالات الهاتفية والالكترونية لعناصر من المعارضة الليبية داخل وخارج ليبيا.
وكشفت نماذج من وثائق الصفقات التي عقدت بين شركة ”اميسيس” والنظام الليبي السابق، أن العتاد المقدم من طرف الشركة الفرنسية، تمثل في أجهزة تنصت على الهواتف وكافة الاتصالات السلكية واللاسلكية، إلى جانب أجهزة أخرى تتيح اختراق أجهزة الحواسيب المستهدفة وكافة رسائلهم البريدية عبر ”الإيميل”، بالإضافة الى عتاد متطور آخر مزود بتقنيات حديثة تمكن من الدخول ومعرفة كافة المواقع المتصفحة من أجهزة الحواسيب المستهدفة، دون ترك أي اثر.
وفي هذا الصدد، قال مختصون وخبراء ضالعون في قضايا الأمن الإلكتروني ان تلك الاجهزة وغيرها من التي تروجها وتسوقها شركات غربية مرتبطة بشكل غير مباشر مع اجهزة استخبارات غربية، لا تتيح فقط للأنظمة السياسية التي تبتاعها امكانية مراقبة المعارضين، بل إنها أيضا تسمح حتى للشركات المسوقة للمنتجات الحصول على نسخ من المعطيات المتحصل عليها بعد عمليات التجسس، وهو ما يكون قد حصل مع نظام القذافي، من خلال تمكين الشركات المتعاقدة مع النظام الليبي السابق من كافة المعطيات الخاصة للمعارضين محل المراقبة، بهدف الحصول على خارطة وورقة طريق تختصر الزمان والمكان وتمكن من الاتصال بهم في حالة الحاجة إليهم.