الشاباك هو الذي يدير الدولة
عرب 48
هآرتس: دافنا غولان ـ [[.. احتفلنا مرة أخرى بعيد “الحرية” بينما لا يزال غلعاد شاليط في الأسر. تحدثنا عن الخروج من الظلمة إلى النور الكبير، ولكننا أبقينا الاتصالات لإطلاق سراح المخطوفين في الظلمة. عودونا على أن مستقبلنا متعلق برجال الشاباك الذين يجرون مفاوضات سرية، وتوقفنا عن السؤال حول ما يجري من أجل إطلاق سراح المخطوفين. فلماذا لا نتحدث مع كل جيراننا؛ حماس وفتح وحزب الله ورئيس سورية ومصر ودول العالم العربي، عن إطلاق سراح المخطوفين، وعن وقف إطلاق الصواريخ، وعن المصالحة؟
نحن نفاخر بالديمقراطية وبحرية المعلومات في إسرائيل، ولكننا نعطي رجال الشاباك إدارة واقعنا بالرغم من كونهم يعملون في الظلام. ليس لدينا أية فكرة عن خارطة مستقبلنا، ولكن يطلب منا منذ سنوات ألا نسأل أسئلة أكثر من اللازم.
منذ العام 1967 قامت إسرائيل بسجن أكثر من 700 ألف فلسطيني، أي خمس الفلسطينيين. وبحسب تقرير هيئة الأمم المتحدة الأخير فإن إسرائيل تحتجز 11 ألف أسير فلسطيني، بينهم 118 امرأة فلسطينية و 376 طفلا، بشكل مخالف للقانون الدولي، وخارج المناطق المحتلة. ويقرر الشاباك من من بين الأسرى يستحق الزيارة، ومن من أبناء العائلة يمنع من الدخول إلى البلاد.
من الممكن، كبادرة حسن نية، في البداية إطلاق سراح 800 معتقل إداري فلسطيني، المسجونين في إسرائيل لمدة شهور بدون محكمة. يجب إطلاق سراح هؤلاء الأسرى الذين لم تقدم ضدهم لائحة اتهام، ولا يعرفون لماذا يتم احتجازهم لشهور، وأحيانا لسنوات، في السجن بدون محاكمة، كمرحلة أولى في إطلاق سراح المخطوفين والأسرى السياسيين. من الممكن أن يكون إطلاق سراح الأسرى المرحلة الأولى في عملية المصالحة، مثلما حصل في الكثير من دول العالم.
عمليات المصالحة في العالم لا تتم في الظلام، وإنما في النور. وهي تشمل مباحثات علنية وبشهادات الضحايا والاعتراف العلني بالألم، وبالحقوق وبحلول وسط من قبل كل الشركاء. ففي لجان السلام والمصالحة في جنوب أفريقيا شهد 22 ألف شخص، وسمع الملايين شهاداتهم في التلفزيون. لقد أتاح إسماع الشهادات أمام لجان الحقيقة للضحايا بأن يرووا قصصهم ويحصلون على اعتراف بها، وأتاحت للكثيرين من سكان جنوب أفريقيا سماع حجم الاضطهاد في نظام الابرتهايد للمرة الأولى، ووفرت للمجتمع الإمكانية لمواجهة آلام الماضي من أجل بناء مستقبل عادل أكثر.
في إسرائيل يفضلون إجراء محادثات سرية، وعدم سماع الرواية الفلسطينية. ونحن نكرر ونروي قصة العودة المجددة إلى بلاد آبائنا. ما هي رواية الفلسطينيين الذين عاشوا هنا، عندما كانت بلادهم أيضا؟ لماذا لا نريد أن نستمع إلى روايتهم، رواية طرد مئات الآلاف من بيوتهم في عام 1948، وهدم القرى ونهب الأملاك؟ لماذا لا نستمع إلى حلمهم بالعودة إلى بيوتهم في يافا واللد والرملة؟ وعن حياتهم تحت الاحتلال، عندما تغلق الجامعات لمدة سنوات بأمر من الحاكم العسكري؟ لماذا لا نستمع إلى الأطفال الذين يكبرون في بيوت مزدحمة طيلة شهور من الإغلاق، وعن الحواجز والجدران وضرب أبناء العائلة وإذلالهم واعتقالهم، وعيشهم بدون حقوق؟ لقد حان الوقت للتحدث مع الفلسطينيين عن الطريقة التي سنعيش بها هنا سوية. فهل لا يوجد من نتحدث معه؟ لماذا لسنا على استعداد للتحدث معهم كلهم عن كل شيء، عن الماضي وعن الحاضر وعن المستقبل؟
وهل من الممكن أن غلعاد شاليط في الأسر، وإطلاق الصورايخ يتواصل لأنه لا يوجد من نتحدث معه، أم لأننا لا نريد أن نسمع ماذا يوجد لدى القادة الفلسطينيين ليقولوه؟ علينا أن نتحدث بصوت عال، في النور، مع الجميع، عن الماضي والحاضر والمستقبل، عن العيش في جيرة معقولة، بدون خطوط حمراء وخضراء، وبدون شروط مسبقة، ، فقط كيف نعيش هنا سوية وعلى انفراد يهودا وعربا بسلام]]..