الكيان يشعل حرباً نفسية ضد غزة لتبرير عجزه
المجد- خاص
اشعلت الوسائل الاعلامية الصهيونية بوشاية من الأجهزة الأمنية وقيادة الجيش الصهيوني حرب نفسية ضد قطاع غزة, في محاولة لتبرير عجزها والتخفيف من موقفها المحرج أمام الجمهور الصهيوني.
فخلال الفترة الماضية ازدادت التصريحات الصهيونية بضرب قطاع غزة, ولا يكاد يخلوا أسبوع إلا ونسمع خبر عن الاستعدادات الصهيونية لضرب قطاع غزة, فتارة تدريبات لدخول غزة بالجرافات, وتارة صنع مدينة مشابهة لغزة, واليوم نسمع عن انشاء سرية جديدة على غرار الفصائل الفلسطينية.
الحقيقة التي يجب أن يدركها الفلسطينيون أن هذه التصريحات رغم وجوب الحذر منها تعمل ضمن الحرب النفسية التي تمارس ضد قطاع غزة الذي انتفض وكسر جميع محاولات التركيع ومحاولات استعادة قوة الردع الصهيونية.
الاحتلال يتحدث في حربه النفسية بشكل متواصل على لسان قادة الجيش الصهيوني عن امكانية شن حرب على قطاع غزة لمنع استمرار اطلاق الصواريخ من قطاع غزة, وهذه التصريحات للأسف تم تناولها من قبل بعض وسائل الاعلام بطريقة غير صحيحة, وبطريقة (نسخ – لصق) دون تفحص لمغزى هذه الرسائل الاعلامية التي يوجهها أرباب الحرب النفسية الصهاينة.
يجب أن يدرك الجميع أن الوضع غير مواتٍ للاحتلال كما كان في السابق لشن هجوم على غزة, وهذا لا يعني أننا لا نتوقع غدرالاحتلال, لكن يجب أن ندرك أو الوضع المحيط بالكيان يختلف عما كان عليه في السابق, ومعنى الحرب على غزة أن ( الحرب الاقليمية الشاملة) ستندلع في ظل المتغيرات المتسارعة.
فمثلاً :
لو شنت دولة الكيان حرب على غزة فهذا سيؤدي لتوحد الشعب المصري والتفاته لقضية غزة بما ينهي التجاذبات الداخلية والفتن المتلاحقة التي تستفيد منها دولة الاحتلال بشكل كبير, والكيان لا يضمن الموقف الشعبي المصري في هذه اللحظة, ربما تتشكل جبهة مقاومة شعبية جديدة على الجانب المصري مع الحدود الصهيونية, وربما يزحم الملايين لاجتياز الحدود.
أما الأردن التي تسعى للاستقرار ويخاف ملكها على عرشه في ظل الثورات العربية وفي ظل الغليان في الشارع الأردني سيكون لها موقف مغاير بشكل كامل من حيث الشكل والمضون عما كان عليه في السابق, وبأقل قليل لن تستطيع الأجهزة الأمنية الأردنية والصهيونية مجاراة زحف جماهيري ضخم لنصر أهلهم في فلسطين .
وهنا نسرد لكم تحليل للتصريحات الصهيونية الأخيرة والتي نشرها مركز عكا للدراسات الصهيونية :
1. إن تصريحات بني غانتس قائد هيئة أركان جيش الاحتلال تشير إلى أن هناك تقدير عسكري لدى الجيش بأن إستمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه المدن الصهيونية أمر غير مقبول لدى قيادة الجيش، ويجب التصدي لها بما قد يصل لدرجة الحرب.
2. أما تصريحات قائد المنطقة الجنوبية وقائد فرقة غزة السابقين وإن كانت تأتي في إطار تقدير الموقف المذكور في النقطة (1) لكن التفصيل الذي أورده "جلانت" هو تفصيل غير منطقي، فكيف يريد أن يدخل لعمق غزة بالجرافات وكيف يريد القيام بعملية سور واقٍ جديد؟؟ .
إن ما تحدث به "جلانت" إنما يأتي في إطار العجز الصهيوني أمام التعامل مع غزة. الأمر الذي يضطر القادة العسكريون لأن يخرجوا عن طورهم في أطروحاتهم بشأن غزة، ولعل الدليل الذي نسوقه على ذلك بجانب عدم موضوعية الطرح هو أن تعاظم المقاومة في غزة لم يكن إلا في عهد "جلانت" و"تشيكو تامير" واللذان لم يستطيعا أن يوقفان تعاظم المقاومة في غزة بكل السبل حتى بالحرب التي شُنت عام 2008-2009 والتي أدارها "جلانت" ذاته.
3. أما تصريحات القادة العسكريين الذين صرحوا مطلع نوفمبر الماضي حول عدم رضاهم، ثم أن المستوى السياسي أعطاهم الضوء الأخضر فإن هذه التصريحات التي تواترت إنما جاءت في اليوم الأخير من تلك المواجهة وذلك للضغط على الحكومة في غزة وعلى مجموعات المقاومة لتهدئة الأمور، وما يُثبت ذلك ان هذه التصريحات كانت تأتي في الإعلام في حين أن وزارة الدفاع كانت تُجري اتصالات مع السفير المصري لوقف التصعيد في غزة عبر تهدئة الجبهة من الطرفين.
إضافة للتحليل السابق لكل تصريح فإن هناك مجموعة من العوامل العامة التي تدفع قيادة الجيش للذهاب نحو هذه التصريحات:
4. قيادة الجيش الصهيوني ترى نفسها محرجة أمام الجمهور الصهيوني، حيث أن المستوى السياسي لا يسمح لها بممارسة العمل العسكري ضد قطاع غزة كما كان سابقاً وفي المقابل فإن الصواريخ تتساقط على المدن الصهيونية ذات الوزن السكاني الكبير فضلاً عن الصواريخ التي تصيب التجمعات الصهيونية المحيطة بقطاع غزة.
5. كما يرى الجيش أن القيود التي يفرضها المستوى السياسي تنزع قوة ردعه أمام المقاومة الفلسطينية وتقلل من هيبته أمام الجمهور الصهيوني لذا فإنه ما يفتأ عن المناداة بضرب غزة كلما تساقطت الصواريخ.
6. إن الجيش مضطر لرفع معنويات الجمهور الصهيوني وفي مقدمته جنود الجيش وذلك حتى يشعر هؤلاء بأن الجيش غير راضٍ عما يحصل وأنه في إطار الترتيب لوقف سقوط هذه الصواريخ ( وهذا ما نقرأه في تصريح قائد المظليين، وتصريح غانتس أمام الجنود المستجدين للواء جولاني)