الأمن عبر التاريخ

الأمن لدى القوى المعادية

المجد –
وإذا كنا اليوم بصدد الكلام عن الأمن ووجوب التربية الأمنية في العمل الإسلامي ، فقد سبقنا أعداء الإسلام إلى ذلك زمانًا وإمكانية .. بل إن هؤلاء يرصدون لأجهزتهم الأمنية التي تكيد وتتآمر على الإسلام وعلى العالم الإسلامي النصيب الأوفى والأكبر في ميزانياتهم .

ونكتفي هنا باستعراض بعض المعلومات عن ( جهاز المخابرات المركزية الأمريكية ) لندرك أية أهمية تعطى للجانب الأمني من خصومنا ..

نشأت ( وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية  C. I. A. ) في أعقاب الضربة العسكرية المفاجئة التي وجهتها اليابان إلى الأسطول الأمريكي في الباسفيك في الأربعينيات ، والتي أدت إلى تدميره بالكلية ، وكان هذا الحادث حافزًا أساسيًّا لتكوين المخابرات الأمريكية المركزية ، حتى لا تبقى القوات الأمريكية عرضة للمفاجآت .

أما مبنى مكتب المخابرات هذه فيقع في واشنطن على رقعة أرض مساحتها ثلاثة هكتارات ، ويتألف من سبعة طوابق ، تضم أكثر من ألف غرفة ، حيث تتسع بعض الغرف لأكثر من خمسمائة شخص ، وقد أعدت في المبنى ساحات تتسع لثلاثة آلاف سيارة ، ولقد كلف بناء هذا المكتب أكثر من ستة وأربعين مليون دولار ، ويقدر عدد موظفي المخابرات ـ في واشنطن فقط ـ بعشرة آلاف موظف  .

أما أجهزة المخابرات فإنها تضم : رجال التحري ، والعسكريين ، والخبراء ، والكيماويين ، ورجال قانون ، وعلماء نفس ، وعلماء ذرة ، وخبراء في السياسة والجغرافيا واللغات .

وأغلب هؤلاء يتكلم أربع لغات بسهولة بالغة ، وبعضهم يتقن ثلاثًا وعشرين لغة .

ولقد جهزت مكاتب المخابرات هذه بمصنفات وأرشيف وميكروفيلم وعقول إلكترونية وخرائط وآلات للترجمة الفورية بما يساعد على تنظيم تخزين المعلومات التي تصل من كل أنحاء العالم بواسطة العملاء والجواسيس.

وهكذا تقوم ( الولايات المتحدة ) الأمريكية ـ أو أية قوة معادية أخرى في العالم ـ سواء كانت صليبية أو صهيونية أو شيوعية ـ بالرصد والتجسس وجمع المعلومات ، ومن ثم التخطيط والتآمر على الإسلام وعلى شعوب العالم العربي والإسلامي وقضاياه المصيرية ..

فهي تقوم باشعال الفتن، وقلب الحقائق، وغسل الأدمغة ، واحتواء الفاسدين ، بما يحقق مصالحها هي ، ولو كان ذلك على حساب آلام الشعوب ودمائها وأشلائها .

المصدر

كتاب: أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي

الشيخ الراحل/ فتحي يكن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى