مختصون : الكيان سيشن حرب على غزة لردع العرب
المجد- خاص
مع تزايد التهديدات الصهيونية بتوجيه ضربة عسكرية ضد قطاع غزة, يتساءل الكثير من المواطنين والمهتمين بالشأن الصهيوني حول مدى جدية هذه التهديدات ومدى فعاليتها في الوقت الراهن.
عدد من المختصين بالشأن الفلسطيني أكدوا خلال مشاركتهم في ندوة سياسية أمنية عقدها المركز العربي للبحوث والدراسات بعنوان "جدية التهديدات الصهيونية على غزة"، أن التهديدات جدية وتأخذها الفصائل على محمل الجد، متوقعين أن تواجه بمقاومة فلسطينية قوية في حال تنفيذها.
حتمية الحرب
من جهته أكد د. عدنان أبو عامر المحلل السياسي ورئيس قسم الصحافة والإعلام في جامعة الأمة أن الحديث متواتر في الأسابيع الاخير عن الحرب, مشدداً على أنه خرج من أدراج الحرب النفسية ليصبح واقع على الأرض لدى صناع القرار في دولة الكيان.
وأضاف :"وقد يبدوا للمتابع سير الوضع في الكيان على الصعيدين العسكري والأمني أن لسان حال قادة الاحتلال يقول ليس هل سنشن حرب حرب في غزة أم لا ولكن تطرح الأسئلة الخمسة متى وكيف وأين ولماذا؟ ".
وتابع :"اظن أن الصهاينة مشغولين في الحديث عن طبيعة الميدان والآليات والمكان لضرب غزة خلال الفترة المقبلة والساعة الرميلة بدأت في العد".
وبين أبو عامر أن دولة الكيان تطرح عدة أسئلة قبل الحرب من ضمنها الوسائل والأهداف, مشدداً على أن الكيان يدرك أن أي حملة بدون سياسية تكون "هوجاء".
وفيما يتعلق برسالة الحرب المقبلة على غزة أشار المحلل المختص في الشئون الصهيونية إلى أنها ستكون للدول العربية المجاورة للكيان والتي تحولت من النقيض للنقيض "دول الربيع العربي".
واستطرد :" اعتقد أن الحملة القادمة موجهة للعرب أن ابقوا منشغلين بمشاكلكم الداخلية واتركوا غزة والتحذير".
وكانت دولة المؤسسة العسكرية في دولة الكيان عقدت 16 ورشة عمل قبيل الحرب على غزة للخروج باسم مناسب إلى أن وقع الاختيار على "الرصاص المسكوب".
طبيعة الحرب المتوقعة
وحول طبيعة الحرب المقبلة توقع أبو عامر أن تكون الضربة كالأولى, مستدركاً :"ويبدوا أنها أقل من حرب وأكثر من تصعيد وهذه تقديرات أمينة تستند على معطيات ميدانية وسياسية".
وعن التحرك العربي المتوقع في حال شنت حرب على غزة قال أبو عامر :" ما يجري في الدول العربية لا يشكل كابح لأي قرار بالحرب على غزة, لأن ما نتصوره أن يجري في الدول العربية فعاليات شعبية ولن نشهد تحريك للجيوش العربية المجاورة باتجاه الاراضي المحتلة".
فيما بتعلق بأهداف الحرب المدانية أوضح أن الكيان يسعى لهدفين الاول :"اظهار أن غزة فيها تحشيد عسكري كبير ضد دولة الكيان وبات فيها جيش نظامي للمقاومة , ومن جهة أخرى يريد استكشاف ما لدى المقاومة من أسلحة وصلت عبر الأنفاق".
وختم بأن المقاومة مطالبة بعدم كشف ما لديها من عتاد وخطط عسكرية في وقت مبكر, داعياً الفصائل للعمل بطريقة استراتيجية عبر مفاجئة الاحتلال على مراحل مختلفة بقدراتها العسكرية.
استعدادات المقاومة
الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم أكد أن حركته تأخذ التهديدات الاسرائيلية بمحمل الجد وتستعد لأي حرب أو تصعيد من الممكن أن يشنه الاحتلال ضد قطاع غزة خلال الفترة المقبلة.
وقال برهوم :" نضع التهديدات الصهيونية من الناحية السياسية في اطار الحرب النفسية, وندرك أن الاحتلال يمتكلك ماكينة اعلامية كبيرة وحشد أوربي وأمريكي كبير يمثلون غطاء فعال له, لكن المقاومة وحركة حماس أكثر استعدادا في كل لحظة للحرب ونعمل لندافع عن ارضنا وشعبنا لرد أي هجوم".
وأشار إلى أن حركته تستخدم أسلوب كسر المعادلات في التعامل مع العدو الصهيوني عبر أسلوب النفس الطويل والصمود والثبات والهجوم في ذات الوقت, موضحاً أن حماس استطاعات فرض توازن نوعي على الاحتلال قبل الحرب وأثناءها وبعدها.
ولفت الناطق باسم حماس إلى وجود حالة عربية جديدة تسعى حركته لاستغلاها, تتمثل عبر رصيد شعبي ورسمي عربي يساند القضية الفلسطينية والعدو بات يحسب له ألف حساب.
وبين برهوم أن دولة الاحتلال تقوم على برنامج عسكري أمني وليس برنامج سياسي , مبيناً أن من يفوز بالانتخابات الصهيونية ذاته الذي يطرح أقوى برنامج يحمي دولة الكيان ويجمع صناع القرار في العالم لدعم كيانه ماليا وعسكرياً وسياسياً.
وأضاف :" هذا الكيان لم يقم على برامج سياسية بل البرنامج العسكري والأمني, ولم تأتي فيه حكومة ببرنامج سياسي سوا ان كل شيء حول من سيؤمن على دولة الكيان ومن سيحصل على سلاح فتاك ويقتل أكثر ومن يستطيع احراز ضربات استباقية هنا وهناك ليقول انه الأقوى, وهناك تنافس بين قادة الاحتلال في من يستطيع العمل ارتكاب جرائم أكثر.
ولفت برهوم إلى أن قادة الكيان يتمتعون بعنصر الغباء والعنصرية, وهذا الأمر ظهر في حرب لبنان وغزة وعبر سفينة مرمرة وغيرها, مشيراً إلى أن قادته بارعين في خسارة الحلفاء واظهار حماقاتهم أمام العالم
وفيما يتعلق بالاستعدادات الصهيونية لضرب غزة أوضح برهوم أن الاحتلال يريد من هذه التصريحات إلهاء الصهاينة في العدو الخارجي كي لا يلتهوا بمشاكلهم الداخلية.