تناقضات المجتمع الصهيوني ستزيد الخروقات الأمنية
يرى الدارس لواقع (دولة الاحتلال الصهيوني) المكتظة بالتناقضات المختلفة والمتعددة، مدى أهمية الجيش الصهيوني بالنسبة للدولة، بمعنى أنه لو زال الجيش زالت الدولة المزعومة.
وتبدو (إسرائيل) أمام أعين العالم الدولة القوية المتماسكة التي تتمتع بقوة عسكرية وأمنية هائلة، ونظام ديمقراطي تعددي، ولكن النظرة القريبة المتأنية توضح حجم التناقضات الاجتماعية والطبقية داخل المجتمع الصهيوني، وثقل العبء الأمني وآثاره الاقتصادية، وانعكاس كل ذلك على التماسك الداخلي وتعمق التناقضات الداخلية والتفاوت الاجتماعي والفقر.
وحسب خبير في الشؤون الصهيونية، فإنّ زوال الكيان الصهيوني سيحصل، حتى لو حُيّدت جميع الأخطار الأمنية والعسكرية المُحدقة بدولة الكيان.
وقال الخبير الأمني: "تتعدد تناقضات المجتمع الصهيوني بين قومية ودينية وطبقية وعرقية، والتي لو تُركت على حالها، ستتفاقم وستمثل كل واحدة منها قاصمًا مؤلمًا لهذه الدولة، وبذلك فإنّ مهمة الجيش العمل على إذابة جميع هذه الطبقات والقوميات المختلفة في الهوية الصهيونية، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى تعقيد المُشكلة، والهروب من الجيش".
وأضاف في حديث لموقع المجد الأمني: "لذلك يعمل الجيش على زرع المفاهيم الأيدلوجية، ويُعزز مبدأ الانتماء للوطن، ويعمل على تعليم اللغة العبرية الأم لكل قادم من دول الشتات، -كما يقولون-".
وبينّ أن التكوين النفسي والاجتماعي للصهاينة سيُحولهم إلى قنبلة موقوتة في مجتمعاتهم، "بحيث يشعرون أنهم يشكلون الخط الأمامي للدفاع عن هذه المجتمعات، وبالتالي فهم أصحاب الحق في نيل الخطوة الأكبر فيها، وإلا فهم أدوات التوتر والتفجير بين الجيش والحكومة".
ويتوّقع أن استمرار ذلك التناقض والتغيرات الاجتماعية، سيزيد من الخروقات الأمنية للكيان الصهيوني في المراحل المُقبلة، على اعتبار اختلاف أهداف كل طبقة وفئة، ما سيزيد من ضعف الاتجاه في تحقيق خيار واحد، معتقدًا أن حرص الكيان على الانتصار في الحرب الأمنية الإلكترونية جاء نتيجة لفشله في إحداث تغيير أمني جذري في قطاع غزة، وفق قوله.
وبينّ أن الترتيبات الأمنية والعسكرية تحتل حيزًا مهمًا في عقيدة الكيان الصهيوني، مضيفًا: "ربما يكون هناك توجه من قبل حكومة الاحتلال إلى إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية التي تشهد هشاشة ملحوظة، كما أنها ستستهلك الفترة المُقبلة في العمل على إعادة ترابط الجيش".