10 أسباب تمنع الكيان من احتلال سيناء
المجد- خاص
يتخوف قادة الكيان الصهيوني الأمنيين والعسكريين من (الانفلات الأمني) الحاصل في شبه جزيرة سيناء خاصة بعد الثورة، وأثر ذلك على المدن والمستوطنات الصهيونية.
فقد أكدت دراسة صهيونية، أن سيناء تتحول بوتيرة سريعة إلى مركز لعدم الاستقرار، ونقطة انطلاق محتملة لما يسمى بـ (للإرهاب)، ومصدر للتوتر بين مصر والكيان الصهيوني ، وأن التطورات في سيناء يمكن أن تنهى حالة السلام الثنائي الهش بين مصر و(إسرائيل).
ووجه حزب (إسرائيل أرضنا) اليميني المتطرف، دعوة لإعادة احتلال شبه جزيرة سيناء بعد الثورة مباشرة، زاعمًا أنها جزء لا يتجزأ من (الأراضي الصهيونية) التي أوصت التوراة شعب (إسرائيل) باستيطانها.
ووزع الحزب بيانا بعنوان "إعادة احتلال سيناء"، اشتمل على كلمة ألقاها يسرائيل آريئيل حاخام مستوطنة يميت الصهيونية، طالب فيها بإعادة احتلال سيناء فورًا، وزرعها بالمستوطنين اليهود، تنفيذًا لأوامر التوراة، محذرًا من تداعيات ثورة 25 يناير على الأوضاع السياسية والإستراتيجية للكيان خلال السنوات العشر المقبلة.
وأجرى موقع المجد الأمني دراسة أمنية معمقة، تبين من خلالها أن قضية إعادة احتلال سيناء ليس بالأمر اليسير، حيث جاءت سيناء لتضع ضغطًا أمنيًا كبيرًا وهاجسًا على كاهل (إسرائيل) من الناحية الأمنية.
وحسب الدراسة، فإنّ ما يصدر من دراسات وتصريحات صهيونية لا يُعبر بالضرورة عن توجهات رسمية للحديث عن إعادة احتلال سيناء، وإن كان الاعتقاد السائد هو أن من يعدون مثل هذه الدراسات هم من القادة الأمنيين والعسكريين السابقين الذين يشغلون الآن رئاسة مثل هذه المراكز.
وبينّت الدراسة أنّ هذه الدراسات التي يقوم بها رجال الأمن الصهاينة تأتي في إطار التهديد والتخويف من أجل الضغط على الجانب المصري لزيادة السيطرة وضبط الأمن في سيناء.
أسباب عجزها
وأوجزت الدراسة الأمنية بعد حديث مع عدد من الخبراء السياسيين والأمنيين عدة أسباب تجعل من احتلال الكيان الصهيوني لسيناء أمر مستحيل في الفترة الراهنة، وتتمثل في ما يلي:
أولاً: احتلال سيناء يحتاج ميزانية أمنية كبيرة جدًا، وهذا ما لا يتوفر لـ(دولة الاحتلال)، من الناحية الاقتصادية التي تعانى بشكل كبير، والتي أفرزت الاحتجاجات في الجانب الاقتصادي والاجتماعي التي لم تنتهي بعد.
ثانيًا: احتلال سيناء يحتاج إلى عدد كبير من الجنود، وإلى إمكانات بشرية ضخمة، من أجل البقاء فيها والسيطرة عليها، وهو ما لا يتوفر لدى الكيان الصهيوني خاصة مع ضعف الانتماء لدى الجنود وقلة نسب التجنيد.
ثالثًا: التفكير في احتلالها سيزيد من كاهل ميزانية الأمن التي قلصتها الحكومة الصهيونية في الآونة الأخيرة، كما أن الميزانية الأمنية لهذا العام كانت محط خلاف كبير، حيث كثر الحديث عن تقليصها.
رابعًا: المشكلة الأمنية الكبيرة التي تواجه (إسرائيل) في سيناء ليست إعادة احتلالها، بل وضع فيها من يُحسن السيطرة عليها بشكل يضمن سلامة أمن الكيان.
خامسًا: (إسرائيل) تدرك تمامًا أن فتح ملف سيناء، يعنى إعادة فتح ملف اتفاقية "كامب ديفيد"، وهو ما يُشكل هاجس لدى قيادات الكيان الأمنية والعسكرية، لان عدد الجنود المصرين الذين يُسمح لهم بالدخول إلى سيناء بعدتهم وعتادهم محدود جدًا، وبالتالي فان الطلب من المجلس العسكري المصري، أو أي قيادة جديدة لمصر، بالحديث حول الأمر، يتطلب إعادة النظر في عدد الجنود المصريين، مع العلم أن هناك زيادة لعدد الجنود قد وافقت عليه (إسرائيل) بعد الثورة، تخوفًا من فقدان السيطرة الأمنية في سيناء، ومع ذلك فان هذا العدد غير كافي على الإطلاق.
سادسًا: سيناء حسب اتفاقية "كامب ديفيد" مقسمة إلى ثلاث مناطق، منطقة يُسيطر عليها الجيش المصري بسلاح خفيف، ومنطقة تسيطر عليها قوات دولية، ومنطقة يدخلها الجنود المصريين بأسلحتهم الثقيلة، وهذه التقسيمة بهذا الشكل تجعل من سيناء منطقة أمنية مُخترقة من الناحية الصهيونية، ولا يمكن (لإسرائيل) أن تُحمّل الجانب المصري مسؤولية الأمن فيها منفردة، لأن الأمن المصري لا يفرض سيطرته الكاملة عليها.
سابعًا: الكيان الصهيوني لا يستطيع السيطرة على سيناء، لكبر حجمها وسهولة الإختراقات الأمنية من خلالها.
ثامنًا: مستقبل سيناء بالنسبة لـ (إسرائيل) مجهول، ولا يمكن أن يعود الكيان إليه لأنه سيغرق فيه، كما غرق من قبل في جنوب لبنان وهرب منه في جنح الظلام، ولا زال يُعاني منه، وكما فعل أيضًا في غزة، فلا يعقل أن يعود الكيان مرة أخرى إلى وحل صحراء سيناء.
تاسعًا: الوضع العربي اليوم مختلف تمامًا عما كان عليه سابقا، حيث كانت (إسرائيل) في السابق تحدد زمان ومكان المعركة، أما اليوم فانتهى هذا الأمر، لأن التحول في الوطن العربي من ثورات وتغير أنظمة، يجعل من الصعب على الكيان الصهيوني القيام بأي مغامرة ضد أي دولة عربية، وعلى وجه الخصوص مصر، لما لها من مكانة في الأمة العربية.
عاشرًا: أي تحرك صهيوني تجاه احتلال سيناء سيؤدي إلى توتر شديد في المنطقة، وهو ما يخشاه الكيان بسبب الثورات العربية والعزلة الدولية التي تُحيط به.