العملاء الهاربون يعيشون الذل والمهانة في الكيان
المجد
يعيش العملاء الهاربون لدولة الكيان سواء من الأراضي الفلسطينية أو من لبنان أوضاعاً ملؤها الاذلال والمهانة, بعدما رماهم مشغلوهم كالكلاب الضالة, فليس لهم رعاية أو اهتمام إلا الفتات.
هذا الحال كشفت عنه التقارير الاعلامية الصهيونية التي تناولت قضايا ووضع عملاء جيش لحد اللبناني الذين هربوا إلى دولة الكيان إبان الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان.
ونقلت إذاعة الجيش الصهيوني عن أحد جنود جيش لبنان الجنوبي ويدعى رامون أبو ظاهر قوله "أنا أشعر أن حياتي قد انتهت فلا يهم إن مت غدا أو بعد ذلك وما أشعره في نفسي أن الدولة الصهيونية لا تعنيها كرامتي فوضعي الاقتصادي والصحي والاجتماعي سيئ وهذا يدفعني بأن أسال نفسي لماذا أنا على قيد الحياة ولماذا أنا هنا".
أبو ظاهر هرب من لبنان عام 2000 تاركاً خلفه أبنائه وزوجته لعيش في الكيان وهو يقيم في شقة بمفرده منذ ذلك التاريخ في ظروف معيشية صعبة.
وأشارت إذاعة الجيش إلى أن 2800 جندي من أصل 7000 جندي من جيش لبنان الجنوبي الذين فروا إلى الكيان بقوا فيها بينما عاد الأغلبية أدراجهم إلى لبنان بعد أن طلبوا العفو من حزب الله, وبعضهم هاجر إلى دول أجنبية.
ومن بين من بقوا الضابط "ايلي ابو كارم" الذي خدم في جيش لبنان الجنوبي وله أربعة من الأبناء ويعمل كرجل حراسات براتب متدني يعادل الحد الأدنى من الرواتب في الكيان.
وقال أبو كارم للإذاعة "إن لم تعمل زوجتي فلن نحصل على الطعام في المنزل فراتبي اصرفه على دفع فاتورة الكهرباء وضريبة الأملاك وإيجار الشقة فالحياة هنا صعبة للغاية".
ولفتت الإذاعة إلى أن وزارة الأمن اشترت شقق لـ110 من عوائل الضباط الرفيعين الذين ترعاهم الوزارة, بينما يتلقى قرابة 360 عائلة معونة بقيمة 800 شيكل كمساعدة من أجل دفع أيجار الشقق السكنية.
وبشكل عام فإن دولة الكيان تنفق سنويا أقل من 3 مليون شيكل فقط على من ساعدوها طوال الأعوام التي كانت تحارب فيها بجنوب لبنان.
من جانبه قال رامون أبو ظاهر: "إن دولة الكيان قررت قبل عشرة سنوات دفع تعويضات لجنود جيش لبنان الجنوبي مقابل خدمتهم ولكن على مدفوعات شهرية تتراوح بين 1500 شيكل إلى 2000 شيكل, ولكن هذه المدفوعات ستتوقف نهاية هذا العام والمستقبل المقبل يقلقنا".
وأضاف "إن ما يقلقني هو تدهور الوضع وعودته إلى الحال الذي كنا عليه إبان وصولنا إلى دولة الكيان عام 2000م حيث لم يكن لدينا ما نأكله ونحن قلقين بخصوص مستقبلنا بعد عام 2012م".
وتابع قائلا "انظروا إن 70% من أبنائنا يتجندون لصفوف الجيش الصهيوني ونحن حتى هذه اللحظة جنود في الخدمة وأنظر في نهاية المطاف هم لا يحموننا وما الذي نريده مجرد منزل يؤوينا نحن وأبنائنا".
وأشارت الإذاعة إلى أن وسائل الإعلام اللبنانية تتابع قضية جنود جيش لبنان الجنوبي ويحاول أن يسلط الضوء على تهميش وإهمال دولة الكيان لمن خانوا بلدهم وتعاونوا مع دولة الكيان.
من جانبه قال الوزير الصهيوني يوسي بيلد –المكلف بمتابعة ملف هؤلاء الجنود- "يجب وضع الأمور في سياقها فليس هناك فئة من المجتمع الصهيوني تحصل على معونة مالية بقيمة 800 شيكل كمساهمة في دفع إيجار الشقة, فدولة الكيان منذ اثنا عشر عاما وهي تقدم المساعدات لهم وبعد هذه السنوات علينا أن نقول لهم عليكم أن تهتموا بشئونكم بأنفسكم".
وختم مراسل الإذاعة تقريره بالقول "إنني التقت صور في السابق لرامون أبو ظاهر وهو يبحث عن الطعام في حاوية النفايات فهو يتقاسم الفقر مع الصهاينة الذين يسكنون في حيه ولكن حسب اعتقاده القدر مغاير" وأبو ظاهر يقول: "الصهيوني بإمكانه تدبر نفسه بينما أنا لا استطيع تدبر أمري".