ماذا وراء افراغ النقب من العرب؟!
المجد
منذ عدة سنوات ودولة الكيان تحاول إفراغ منطقة النقب المحتل من الفلسطينيين البدو عبر هدم قراهم وعدم منحهم تراخيص والاعتداء عليهم, بهدف استغلال المنطقة كمنطقة عسكرية واسعة للجيش الصهيوني.
وقد قررت وزارة الحرب الصهيونية تنفيذ خطة لنقل عدد من القواعد العسكرية الرئيسية من المنطقة الوسطى ذات الكثافة السكانية، إلى مواقع في عمق صحراء النقب الجنوبية، واصفة الخطة بأنها "فرصة على نطاق غير مسبوق من قبل".
وتأتي الخطة الصهيونية على حساب فلسطينيي النقب العرب، الذين أعدت دولة الكيان مخططًا باسم "مخطط برافر" لتهجير حوالي 30 ألفًا منهم، من النقب إلى قرى واقعة بالقرب من القدس.
ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ المشروع الذي يرجع عمره إلى عقد من الزمان، وتقدر تكلفته بما بين 2 و3 مليارات شيقل (حوالي 700 مليون دولا) "فورًا"، ويشمل نقل مباني مساحتها 250 ألف متر مربع، تتسع لحوالي عشرة آلاف جندي، وتغطي مساحة 2.5 كيلومترًا مربعًا، وفقًا لما أعلنته المجموعة الاستشارية التي تقوم بإعداد الخطة الخاصة بالبناء.
وأعلن الجيش الصهيوني أنه سيوفر منحًا ودعمًا لإسكان عائلات الجنود الذين ينتقلون إلى الجنوب، ليكونوا بالقرب من القواعد، وذكر الجيش "الصهيوني" أن حوالي 40% من الذين سينتقلون إلى الجنوب متزوجون، و33% منهم لديهم أطفال، و60% منهم تتراوح أعمارهم ما بين 22 و30 عامًا.
ويعتزم الجيش تصفية عدد من القواعد الرئيسية الموجودة حاليًا في منطقة (تل أبيب) الكبرى، ما يخلي مساحة أربعة كيلومترات مربعة، تقع في منطقة سكنية متميزة، وفقًا لما ذكرته مجلة "جلوبس" "الصهيونية" المتخصصة في الاقتصاد والأعمال.
وذكر بيان للجيش، أن وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك صرح لعمداء المدن والمجالس المحلية التي ستتأثر بالنقل خلال اجتماع في "ديمونة"، أنه "إلى جانب نقل القواعد والعمليات إلى النقب، سيكون التحدي هو تعزيز قدرة الجيش على تحقيق أقصى تأثير اقتصادي واجتماعي يحول النقب من منطقة هامشية إلى منطقة مركزية".
وقال نائب رئيس وزراء حكومة الاحتلال سيلفان شالوم الذي يشرف على تنمية النقب والجليل على المستوى الوزاري: "إن كل ما يحدث في النقب اليوم يرجع إلى تأثير انتقال الجيش الصهيوني إلى الجنوب".
وصرح مسؤول بوزارة الحرب نقلا عن شالوم قوله: "إننا نتحدث عن خطوة تاريخية ستغير الوجه الديموغرافي، والاقتصادي، والاجتماعي للنقب".