هل جهاز الثريا آمن؟
الثريا عبارة عن هاتف يجمع بين مزايا الهاتف الثابت والنقال، فهو يشبه إلى حد كبير الهاتف النقال لكن مع فرق بسيط، أنه يستخدم الاقمار الصناعية بالإضافة للشبكات المحلية.
يقع مركز شركة "الثريا" في دولة الإمارات العربية، حيث تقوم الشركة بتوفير خدماتها من خلال مزودي خدمات معتمدين، وتشمل الخدمات على الصوت والرسائل القصيرة وإرسال البيانات والفاكس والبريد الصوتي وانتـظار وتمرير المكالمات، كما أن النظام العالمي لتحديد المواقع الـ GPS يتوفر كميزة أساسية مدمجة بالهاتف، كما يمكن الاستفادة من خدمة إظهار هوية المتصل وحجز أو حظر المكالمات وتحويل المكالمات إضافة إلى ميزة الاتصال الجماعي.
تغطي الشركة معظم دول العالم حيث يمكن استخدام هاتفها للإرسال والاستقبال عندما تكون في منطقة تغطيتها، كما أنه بالإمكان استخدام الهاتف بوضعية GSM في المناطق المخدومة من قبل الشبكات المحلية في الدولة والتي وقعت مع شركة الثريا اتفاقيات تجوال وذلك بغض النظر عن الموقع.
هل الثريا آمن ؟
كما الحال مع جميع الأجهزة التقنية فلا بد من ثغرات، والثغرة في هذا الهاتف تكمن في كونه لاسلكياً، وكحال غالبية الاتصالات اللاسلكية يمكن باستخدام تقنيات متطورة تملكها الدول والحكومات التنصت على اتصالاته ورسائله الصادرة والواردة، كما يمكن تحديد مكان المستخدم بسهولة خلال دقائق.
حيث اتضحت ثغرات الهاتف بشكل كبير خلال الثورات العربية، حيث يشكل هاتف الثريا متنفسا لناشطي الثورات عند تعطل الشبكات المحلية، لكن ما لبثت هذه المحاولات أن وجدت من يرصدها ويتجسس عليها.
أفاد نشطاء سوريين أن النظام يستخدم رادارات متحركة محمولة على سيارات تسمى "فان" حيث يمكن لهذه الرادارات أن تحدد إحداثيات مستخدم الثريا بدقة في مدة لا تتجاوز دقيقتين، كما أن هناك أجهزة اضافية في سيارة "فان" تقوم بالتشويش على أجهزة الثريا وقطع الاتصال عنها.
من جهة أخرى، تفيد التقارير الاستخباراتية أنه تم التجسس على هواتف الثريا في ليبيا حيث قال مسؤول بالمجلس الانتقالي "لقد حصلنا على معدات تقنية من دول عربية وغربية، حيث بات بإمكاننا أن نتجسس على كل مكالمات نظام القذافي سابقاً"، وباستخدام هذه التقنيات تم تعقب سيف الاسلام القذافي، وتتبعه عن طريق التصنت على هاتفه الثريا.
وتفيد تقارير أيضاً أنه باستخدام تقنيات حديثة قام حلف "الناتو" بالتجسس على مكالمات الرئيس الليبي السابق معمر القذافي ورصد مكانه في سرت ومن ثم قام الحلف بقصف موكبه والذي جرح على إثره ثم قتله على يد الثوار.
بعض الارشادات في حال الخطر لتجنبه:
§ أغلق هاتف الثريا بشكل كامل في حال عدم استخدامه، واتفق على أوقات معينة للتواصل مع جهات الاتصال لديك، حيث تفيد التقارير أن يمكن رصد مكان المكالمة خلال فترة بين (10- 5) دقيقة فقط، لذلك استخدم الجهاز لمدة لا تزيد عن 5 دقائق ثم أغلقه نهائياً.
§ استخدم هاتف الثريا في أماكن مختلفة بعيدا عن البيت أو العمل أو مكان التواجد المعتاد، وذلك لعدم تعقب الأماكن التي تتواجد بها.
§ استخدام الثريا من مكان واحد فترات طويلة حتى لو متقطعة، يعطي دلائل بأن صاحب الهاتف يسكن في هذا المكان أو تحليلات قد تؤدي إليك، ولذا كن حذرا فلا تقوم بتشغيل الشريحة ذات الأهمية إلا في أماكن بعيدة عن تواجدك.
§ احرص على تغيير الشريحة وهاتف الثريا معاً، حيث توجد أكواد مصنعية في الشريحة والهاتف يمكن تعقب أحدهما فيما لو تم تغيير الآخر.
طبعاً هذه الإجراءات تتخذ في الظروف الأمنية الأشد قسوة، وفي الحالات الأمنية الأقل خطراً يمكن إبقاؤه مفتوحاً طوال الوقت ولكن يجب على الأقل تعطيل الاتصال عبر شبكات GSM وإبقاء الاتصال مفعلاً عبر الأقمار الصناعية فقط.
كما أنه مع اشتداد الثورات العربية فقد نشر عسكري عربي متخصص في الاتصالات نصيحة لمنع تتبع هاتف الثريا، تتلخص في بناء غرفة مخصصة للاتصال عبر الثريا من صاج (حديد) متر بمتر وارتفاع متر ونصف أو مترين مع تغليفها بالكامل بورق القصدير حتى أرضيتها.. وأن تترك الغرفة بلا سقف ومنها يتم الحديث بالثريا .. لأن الموجات لن تنطلق أفقيا حينها بل عموديا مما يصعب عملية تحديد موقع الهاتف إلا من طائرة تطير فوق المكان مباشرة.
ويعلق ناقل النصيحة بالقول: وهذا كلام صحيح 100 % .. فالحديد بالذات يمنع انبعاث كل اشكال الأمواج الكهرومغناطيسية ..
وعندما يقولون: تم الاجتماع في غرفة مؤمنة ضد كل أشكال التنصت الإلكتروني فإنهم يقصدون علباً فولاذية أبعادها 2 * 2 * 2 متر .. وهى موجودة في كل سفارات أمريكا في العالم.