ماذا يجرى فى القدس؟
فى الوقت الذى تركز فيه وسائل الاعلام على العام الستين لنكبة فلسطين، التى احتلت زيارة الرئيس الامريكى جورج بوش ومشاركته فى احتفالات الكيان الصهيونى بإقامة الكيان المساحة الاكبر فى تغطيتها سواء من الجانب المحتل او المنكوب، وفى الوقت الذى يتحدثون فيه عن السلام، تبتعد القدس عن المداولة، باعتبار انها خارج نطاق البحث حتى لو اشيع انها عكس ذلك.
الحديث عن القدس، ومن الجانب الصهيوني، ليس سوى حديث عن التهويد والاستيلاء على ما تبقى منها وتهجير سكانها، فالمخططات التى وضعت للقدس، يتم تحقيقها بتسارع ملحوظ، فبعد الحفريات التى لم تتوقف تحت المسجد الاقصى، هناك خطة واسعة لتركيز عملية الحفريات فى القدس المحتلة فى تسعة مواقع، بتمويل من جمعيات استيطانية يمينية، تهدف إلى تغيير وجه البلدة القديمة، وتوسيع السيطرة اليهودية على المدينة المحتلة.
تركز سلطة الآثار غالبية نشاطاتها فى منطقة القدس المحتلة، حيث تنوى البدء فى عمليات حفريات كبيرة وبعيدة المدى فى تسعة مواقع، وذلك وفق ماصرح به مدير سلطة الآثار، اما المنظمات الممولة، فهى منظمات معروفة ببرنامجها السياسى القائل بتطبيق ترحيل العرب، وبتهويد كل المنطقة الممتدة من بيت لحم الى رام الله” القدس الكبرى”، وعلى راس هذه المنظمات الصهيونية العنصرية، “عطيرت كوهانيم” و”إلعاد”، والتى تهدف صراحة إلى تهويد مدينة القدس.
بحسب خبراء فى الآثار ممن يعرفون المنطقة أن الخطة المعروضة هى “خطة عملاقة”، من الممكن أن تغير وجه البلدة القديمة.
وقد نقل عن أحدهم قوله إن السياق السياسى للخطة واضح تماماً، فالهدف من هذه الحفريات هو توسيع السيطرة اليهودية على البلدة القديمة، كما ان أحد كبار العاملين فى سلطة الآثار، اشار فى مؤتمر لأكاديمية العلوم، الى ان “جزءاً كبيراً من هذه الحفريات هو علم آثار مجند”، كما صرح عدد من كبار المسؤولين فى سلطة دائرة الآثار مؤخراً أنه “لديهم إحساس بأن عملية الحفريات فى البلدة القديمة هى اكبر مما يعلن عنه.
وبالرغم من ان هذه الحفريات تجرى من قبل سلطة الآثار، إلا أن جزءاً كبيراً منها يتم بتمويل من جمعيات استيطانية، تعمل على الاستيطان فى القدس المحتلة. وتقوم جمعية “عطيرت كوهانيم” بتمويل الحفريات شمال البلدة القديمة، وتحت كنيس “أوهل يتسحاك” الذى يقع فى الحى الإسلامي، على بعد 150 متراً من أسوار البلدة، وفى المقابل تقوم جمعية “إلعاد” بتمويل الحفريات فى حى سلوان “ما يسمى مدينة داوود”، بالإضافة إلى موقعين آخرين، كما يقوم ما يسمى “صندوق تراث حائط المبكى”، وهى جمعية حكومية، بتمويل الحفريات فى 3 مواقع أخرى قريبة من “حائط المبكى” “البراق”، من بينها فى القسم الغربى منه، وفى بوابة المغاربة.
بالتزامن مع تلك الحفريات. وبهدف محاصرة اى احاديث لإدخال القدس فى اية مفاوضات، تنشط الاستطلاعات حول المدينة التى تهدف الى ارسال رسالة الى الحكومة مفادها ان الحديث عن القدس “خط احمر”، اخر هذه الاستطلاعات يقول:
ان 59 فى المائة من اليهود يرفضون ان يطرح مستقبل القدس ويناقش على طاولة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بالرغم من نفى الحكومة الاسرائيلية لذلك.
ان 71 فى المائة يرفضون التنازل حتى عن احياء عربية للسيادة الفلسطينية، ويرفضون ايضاً التنازل عن البلدة القديمة وعن السيادة على الحرم القدسى الشريف.
الحفريات الجديدة ليست وحدها التى تجرى بتلك السرعة، فقد انجزت حفريات اخرى فى باب المغاربة، هدفها اتاحة دخول أكثر من 300 شرطى دفعة واحدة إلى ساحة الحرم، وإجراء تغيير كبير فى التوازن المحيطى الحساس فى منطقة الحرم الشريف ومحيطه، وإلى إجراء تغيير جوهرى فى التنقل والحركة فى هذه المنطقة، وتغيير الوضع القائم منذ العام 1967، وفتح المجال لتدفق اليهود بأعداد كبيرة إلى باحة المسجد.