سؤال لا يقلق إسرائيل
أحمد عمرابي
من سيكون الرئيس القادم للولايات المتحدة؟
هذا التساؤل ليس مصدر قلق على الإطلاق للقادة الإسرائيليين بكل ألوان طيفهم، الآن وقد حسمت نتيجة الانتخابات التمهيدية الأميركية على صعيد «الحزب الجمهوري» وصارت على وشك الحسم على صعيد «الحزب الديمقراطي» تبرز ثلاثة أسماء: «الجمهوري» جون ماكين و«الديمقراطيان» باراك أوباما والسيدة هيلاري كلينتون.
وبالتالي يمكن القول دون أي تردد: إن أحد هؤلاء الثلاثة سيكون الرئيس القادم المنتخب للولايات المتحدة عند إجراء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، وذلك بعد أن تحدد النتيجة النهائية لمسلسل الانتخابات التمهيدية الجارية فوز أوباما أو كلينتون ليكون منافس الحزب الديمقراطي ضد جون ماكين.
ما يسعد القادة الإسرائيليين ويجعل قلوبهم مفعمة بالسكينة والاطمئنان أن الشخصيات الثلاث المتطلعة إلى منصب سيد البيت الأبيض ورئاسة القوة العظمى الأولى في العالم يتعاركون مع بعضهم البعض حول من هو أشد حباً وإخلاصاً والتزاماً نحو الدولة اليهودية إلى درجة التسول السياسي وابتذال النفس.
ومع نقلات الحملات الدعائية المرافقة للانتخابات التمهيدية ظل كل من هؤلاء الثلاثة حريصاً على عرض نفسه كصديق وفي لإسرائيل، ولكن ما إن لاحت مقدمات الاحتفال بالذكرى الستين لإنشاء الدولة الإسرائيلية، حتى بلغت الخطب والتصريحات الصادرة عن كل منهم مستوى الهستيريا في سعي كل واحد منهم للتفوق على الآخر.
في أحد الاحتفالات الأميركية بعيد ميلاد الدولة اليهودية قال أوباما إن المهم في هذه المناسبة توجيه رسالة إلى كل العالم مفادها «أننا نقف وسنقف إلى جانب إسرائيل»، وبالطبع كان الخطاب موجهاً بالدرجة الأولى نحو قيادات الحركة اليهودية الأميركية التي يعلم أوباما أن استرضاءها هو الشرط الأول الذي ينبغي أن يتوافر لدى كل من يطمح إلى دخول البيت الأبيض.
وقال على الملأ: «أتعهد أمامكم بأنني سأفعل كل ما في وسعي ليس فقط لضمان أمن إسرائيل بل أيضاً لضمان ازدهار شعب إسرائيل». في هذا الصدد أيضاً أصدرت السيدة كلينتون بياناً قالت فيه: «ان إسرائيل والولايات المتحدة توحدهما قيم مشتركة وروابط صداقة قوية»، وسارع الجمهوري ماكين إلى مجاراة المرشحة الديمقراطية، فأصدر بدوره بياناً قال فيه: «يجب ألا يشكك أحد في أنه رغم استمرار التحديات فإن إسرائيل ستبقى وتزدهر».
لم يأتِ أحد من هؤلاء السياسيين الكبار الثلاثة على ذكر العرب والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، لكن المغزى بالطبع واضح فكل واحد منهم لن يكون له هاجس أعظم إذا تولى أمر الرئاسة الأميركية سوى أن يكون رهن إشارة إسرائيل ومن ورائها الحركة اليهودية الأميركية.