الهدف الرئيس وراء أي عمل عسكري قادم ضد غزة
المجد- خاص
في ديسمبر كانون الأول عام 2008 اندلعت حرب صهيونية مدمرة على قطاع غزة كان أهم أهدافها إعادة سمعة الردع للجيش الصهيوني ردًا على صواريخ المقاومة وخطف الجندي جلعاد شاليط، حيث شنت دولة العدو عملية عسكرية بدأت بأسبوع من القصف الجوي والمدفعي أعقبه هجوم بري، استشهد فيها نحو 1400 فلسطيني معظمهم مدنيون ودمر فيها آلاف البيوت الآمنة، لم يستسلم فيها أهل غزة رغم الموت والقصف والتدمير، وحققوا فيها صمودا أذهل العالم وقواه العظمى، ولم تستطع دولة الكيان من تحقيق أي من أهدافها أو تغيير موقف المقاومة فيها، ما عرض عملية العدو التي أطلق عليها (الرصاص المصبوب) لانتقادات شديدة لما وصف بالاستخدام المفرط للقوة.
وبعد سنوات من الهدوء النسبي تصاعد الصراع مع غزة هذا العام بشكل كبير دون أن تلمس دولة الكيان أي نتائج لحرب الرصاص المصبوب الأولى 2008-2009م، كما كانت تخطط، فقد تصاعدت المقاومة وطورت من أساليبها الأمر الذي دفع الكيان للتهديد بإجراء عملية عسكرية لإعادة برمجة غزة ووقف الصواريخ.
في ظل التصعيد الأخير ومع اقتراب الذكرى الرابعة للحرب على غزة، يرى قادة الكيان أن القوة الضخمة التي استخدمت في الرصاص المصبوب لم تعد موجودة الآن لإيجاد حل سريع في غزة، وأن أي عملية اغتيال ضد قادة المقاومة قد تجئ بأشهر من الهدوء فقط ثم سرعان ما تتبخر.
القادة العسكريون، وبعد العمليات الأخيرة التي تعرض لها جنودهم على حدود غزة بدءوا يصورا لقادتهم بأن الوضع وصل إلى حد لا يطاق لإقناع المستوى السياسي بإعطاء موافقة لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة بغزة لإعادة الثقة للجيش وصيانة قوة الردع.
من وجهة نظر رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو أن دولته تحتاج إلى المزيد من تشديد الرد إلى أن يقول الفلسطينيون كفى ويتوقفون عن إطلاق الصواريخ.
خبراء ومحللون صرحوا لموقع المجد الأمني أن ما يرغب في تحقيقه قادة العدو لا يجلب النفع ولا يحقق الأهداف لأن الظرف الحالي معقد للغاية، ولم تعد غزة تشجع القادة الصهاينة في تحقيق ما يرغبون في فعله، لأن كل ما يقدم على طاولة نتنياهو اقتصر على رد الفعل دون حساب النتائج، ولم يأت القادة والمسئولين بجديد لضمان تغير قواعد اللعبة على الأرض لصالح كيانه.
فجولة التصعيد الأخيرة، كشف أن سياسة نتنياهو خلال السنوات الماضية قد فشلت في تغيير قواعد اللعبة، وكانت النتيجة واضحة ليس بتآكل سياسة قوة الردع فحسب بل باتت فصائلنا صاحبة المبادرة وقائدة الزمان والمكان في الميدان.
لقد بدأ العدو يكتشف أنه لا يوجد حلول سحرية في غزة، في ظل صرخات مستوطني الجنوب، وعدم تفهم العالم والمجتمع الدولي لإجراء عملية عسكرية على شكل الرصاص المصبوب، بالإضافة لغياب المعلومات الكافية عن التسليح الجديد المتوفر لدى المقاومة.
الواضح أن العدو يركز تفكيره الحالي على تغيير قواعد اللعبة كهدف هام في هذا الوقت بالذات لإعادة قوة الردع، وليس إجراء تغيير جذري في الوضع القائم بغزة، فالخيارات الأخرى المطروحة هي أكثر تعقيدا بالنسبة لدولة الكيان ما يتطلب دراسة الموقف السياسي والإقليمي والدولي وكذلك الميداني، وهذا يؤكد أن دولة الكيان ذاهبة باتجاه الهدوء أكثر من التصعيد في ميزان الربح والخسارة لضيق الخيارات وتعقيدات الوقع القائم.