في العمق

المقاومة وضعت نتنياهو أمام ثلاث سيناريوهات تنتهي بالهزيمة

المجد- خاص

لا زالت تخيم على قيادة دولة الكيان الصهيوني حالة من التردد والحيرة الشديدين بشأن اتخاذ موقف محدد حول غزة ظهر ذلك من خلال الإعلان عن توسيع العملية والتهديد بهجوم بري في ظل الحديث عن التهدئة ما يؤكد عجز دولة الكيان عن تحقيق إعادة قوة الردع في الضربة الأولى والمتمثلة في اغتيال القائد العسكري لحماس محمد الجعبري  لأن تقديراتهم الأمنية كانت بحاجة للقليل من العقلانية لا العنجهية والتهور.

فقد مثلت سرعة استجابة المقاومة للتعامل مع الحدث وحجم ردها المذهل والمزلزل الفرصة القوية للسيطرة على قواعد اللعبة دون انتقالها ليد العدو، حيث جاء الرد ليطال المدن الرئيسية في دولة الكيان عبر صواريخ طويلة المدى، وهذا ما لم يكن في حسابات القيادة الصهيونية ما وضعهم في مفاجئة أفقدتهم صوابهم وأنستهم هدف الاغتيال.

مع دخول المعركة يومها السابع يتضح أن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو غير قادر على حسم موقفه كقائد ورئيس للحكومة فبات على مفترق طرق ثلاث أو خيارات وهي:

أولاً/ الدخول مباشرة في تهدئة غير مشروطة، بعد الحصول على صيد ثمين أو توسيع القتل و الاستنزاف والتدمير  لمختلف المجالات في المجتمع، وله أسبابه:

        الإفلات من شروط المقاومة وبالأخص رفع الحصار ووقف الاغتيالات.

        حماية الجبهة الداخلية وتفادي الخسائر الاقتصادية الكبيرة والمتلاحقة.

        تفادي التورط في وحل غزة.

        التفرغ للانتخابات البرلمانية.

        التفرغ للملف النووي الإيراني.

        التفرغ لمعالجة المخاطر التي بدأت نشأت على الحدود مع سوريا.

فيعلن أن العملية قد حققت أهدافها، وسيستعرض بالأرقام ما قام به من قصف وتدمير. وهذا سيمثل هزيمة فادحة له لعدم استعادة قوة الردع، الإمساك بقواعد اللعبة بعد أن جلب للمدن الصهيونية مصائب مستديمة لم تكن موجودة قبل الاغتيال جراء وصول صواريخ المقاومة لها، حيث ستتعرض للقصف من جديد في أقرب دورة تصعيد جديدة.

ثانيًا/ الدخول في تهدئة مشروطة ترعاها أطراف دولية، وله أسبابه:

        حماية الجبهة الداخلية وتفادي الخسائر الاقتصادية الكبيرة والمتلاحقة.

        تفادي التورط في وحل غزة أي الابتعاد عن العملية البرية.

        التفرغ للانتخابات البرلمانية.

        تجنب الصدام مع مصر وتسجيل موقف لفتح آفاق أخرى تدور في عقل نتنياهو (يريد أن يناور بها مع مصر).

        التفرغ لمعالجة المخاطر التي بدأت نشأت على الحدود مع سوريا.

فيتم التوقيع والإعلان على التهدئة مقابل أن يلزم كل طرف بشروط الآخر، وهذا فيه مخاطرة بالنسبة لنتنياهو لأنه عندما اغتال الجعبري لم يتوقع الأمور تصل لهذا الحد، وبالتالي سيصبح أضحوكة لمزايدات الانتخابات، وهنا تغيرت أهداف عملية الاغتيال ليدفع نتنياهو أضعاف ما يأخذ.

وسيكون في موقف لا يحسد عليه سيما وان أحد أهم شعاراته الانتخابية قبل انتخابه رئيساً للحكومة إسقاط حكم حماس، وهو بذلك قد قدم لحماس نصرًا على طبق من ذهب.

ثالثاً/ الدخول في عملية برية كبيرة وطاحنة، وله أسبابه:

        زيادة الضغط على حماس وإيقاع أشد الخسائر فيها لإخضاعها وإعادتها للعصر الحجري وبالتالي يكون قد اعتقد انه أعاد قوة الردع لنفسه.

        توجيه رسالة لمصر ولدول الربيع العربي.

        توجيه رسالة لإيران وحزب الله.

وهو هنا سيذل كل جهده وسيدفع بكل ما أوتي من قوة لتحقيق انتصار عسكري وأخذ استسلام من حماس، إلا أن الواقع الميداني والظرف الإقليمي لا يعطيه ما يتمنى فدخول غزة مهمة مرعبة يكون فيها قد ضحى بمستقبله السياسي لما ينطوي عليه من مخاطر على جيشه وقواته التي فقدت القدرة على مواجهة المقاومة وأسلحتها.

وبالتالي فهو سيقع في هزيمة تجرها دولة الكيان وتقربنا من تحقيق التحرير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى