الديموغرافيا الصهيونية بين الهجرة والتهديد الأمني
المجد- خاص
سعت منذ النشأة الأولي دولة الكيان علي تشجيع الهجرة إلى دولتهم المغتصبة للعمل على زيادة ديموغرافيا السكان بالمقارنة مع السكان الأصليين للأرض الفلسطينية، من روسيا ومن ألمانيا وأوروبا الشرقية وبكثرة لم يسبق لها مثيل وتنقسم الهجرة اليهودية قسمين هما:
ما يسمى بالهجرة الشرعية :وهي الهجرة التي وافق عليها الانجليز، الهجرة غير الشرعية :وهي هجرة اليهود إلى فلسطين دون علم الانجليز. وقد صرح المندوب السامي على فلسطين عام
نسبة وتناسب
كشف استطلاع نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، على موقعها على الشبكة أن نحو 40% من الإسرائيليين يفكرون بالهجرة والعيش في دولة آخري في حال تسنى لهم ذلك. وقالت الصحيفة إن نتائج هذا الاستطلاع مفاجئة في ظل المعطيات الرسمية لدائرة الإحصائيات المركزية.
أسباب الهجرة
بلا شك كان للواقع الأمني اثر كبير في رغبة الكثير من الصهاينة بالهجرة فاستهداف رجال المقاومة عاصمة الأمن والأمان (تل أبيب) كان بمثابة تحطيم حصن لم يكن بمخيلة الكثيرين من الصهاينة اجتيازه، فجيل الكيان المستحدث لا يؤمن بالفكرة التي اعتنقها الأجداد بذاك العمق العقائدي نحو حلم تكوين الدولة، هذا الجيل الذي يبحث عن مصالح شخصية عصرية، لا يؤمن بالعسكرية والحرب يفضل ان يعيش بأي مكان بسلام بعيد عن الحرب والموت والصواريخ.
من هنا وجد هذا الجيل أن أحلامه الدنيوية وحبة للحياة ومتاعها اصطدم مع الصراع العربي الصهيوني ومع تهديد المقاومة، لذا اثر ان يغادر بأحلامه الوردية بعيدا عن الرعب والخوف ولم يكترث بوطن الأجداد المزعوم لان وطنه ينحصر بتحقيق طموحاته وأحلامه الخاصة.
الأمن المزعوم!!
طالما تغنت دولة الكيان بأمنها وبمعداتها العسكرية التي تكفل لدولة الكيان الأمن والأمان لمواطنيها، لكن هذه الأموال التي تصرف علي امن الكيان والتي تمثل أكثر من نصف ميزانية الدولة لم تغني ولم تسمن من جوع وتهاوت مع أول صاروخ سقط في قلب عاصمة الأمن والأمان، لقد ضج الكثيرين من الصهاينة من كثرة الإنفاق علي المؤسسة الأمنية وتناسوا المؤسسة الاقتصادية ليرتفع معدل الفقر والبطالة ليختم المشهد بدولة فاشلة امنيا وفاشلة اقتصاديا حتى أنها لم تستطع تعويض متضررين الحرب، كل هذه الأسباب كانت دافع لمواطنين الكيان المستحدثين في التفكير بالهجرة بعد غياب الأمن ومصدر الرزق.
المحيط المشئوم!!
إن الواقع الأمني الذي تمر به دولة الكيان لم يكن يوما ولا في أضغاث أحلامها تتصوره، ولا حتى في أحلك كوابيسها، فحراس حدودها سقطوا وأصبحوا من موالين إلى معادين، والمقاومة انتقلت من مرحلة الحجارة إلى مرحلة الصواريخ، فالجنوب رعب مرتقب وإيران عدو شرس وسيناء موطن المجهول والخطر القادم من الجنوب وغزة خنجر بالخاصرة، والضفة بركان يستعر يوشك ان ينفجر، والكيان بين صبية من القيادات يتلاعبون بمصيرها بعد غياب ملوك النشأة وظهور المستحدثين الذين لا يؤمنون كثيرا بالوطن القومي لليهود.
الكيان إلى أين؟؟
سؤال اعتقد أن قادة الكيان يطرحونه كل يوم وأكاد اجزم أن لا احد يستطيع أن يجيب علية فالواقع الأمني يشير الى ان دولة الكيان تذهب الي المجهول في ظل غياب سياسة واضحة وتخبط على المستوي القيادي والأمني وهذا ما ظهر جليا في حرب غزة فشل امني وفشل قيادي في إدارة المعركة وانتهوا إلى صراعات داخلية واستقالات وخلافات كان لها التأثير الأكبر لشعور المواطن الصهيوني بعدم الاستقرار والتفكير بالهجرة بعيدا عن الصراعات القائمة داخليا وخارجيا، وهذا ما سنشهده في الأيام القادمة فالديموغرافيا سترجح كفة أصحاب الوطن الأصليين وستشكل الزيادة السكانية الفلسطينية في الأعوام القادمة خطر امني أخر للكيان.