اعترافات لعميل خدم الموساد 23 عاماً (الجزء الثاني)
مرحلة عمالته بين 2006 وحتى نيسان 2009 بإدارة الضابطين جوني وجوزيف:
– بعد انتهاء حرب تموز 2006 فتح جهاز الإرسال بينه وبين العدوّ وتحدث الى مشغليه، وتم تحديد موعد للقاء به والذي كان في بانكوك بتاريخ 28/12/2006، وقد تميز هذا اللقاء بالتوتّر بين العميل والضابط جوني الذي اعتبر انّه خذلهم خلال الحرب حيث كانوا بحاجة ماسّة اليه، وكان ردّ العميل انه كان بين خيارين إما الاهتمام بطلباتهم أو أمنه وأمن عائلته وقد اختار الخيار الثاني.
– اللقاء الثاني كان مع جوني أيضا والذي سلّم إدارة العميل للضابط جوزيف وقد تابع معه الأخير في هذه المرحلة، وقد استمرّت اللقاءات في بانكوك على وتيرتها المرتفعة وبمعدل لقاء كل ستة أشهر، وكانت تجري ضمن الإجراءات الأمنية المتبعة، وتعقد اللقاءات في صالة مخصصة لاجتماعات رجال الأعمال وفي فنادق متعددة، وكانت الزيارة تستمر أسبوعا يتم خلاله اللقاء به بمعدّل لقاءين في اليوم الواحد قبل الظهر وبعده، وخلال هذه المرحلة كانت التدريبات طفيفة لأنّ ما يحتاجه من تدريب كان تلقّاه سابقا، وقد تميّزت هذه المرحلة بطلبات نوعية من جانب العدوّ، فضلا عن قيام العميل بتوجيه من المشغّل بإجراء تحديث للمعلومات التي كان قدّمها عن الأماكن التي تعرّضت للقصف خلال الحرب، وتلك التي لم تتعرّض للقصف بهدف تحديد طبيعة الأهداف التي لم تقصف وما إذا كانت لا تزال مشغولة من قبل المقاومة أو انّه حصل أي تبدل في وجهة استخدامها، كما قام بتحديد الأبنية التي تمّ تشييدها بعد الحرب والتي كانت أهدافا للعدو بهدف تحديد طبيعة ووجهة استخدامها.
– اقتصرت تدريبات العميل خلال لقاءاته بمشغّليه على عدد من برامج الحاسوب والتشفير، إضافة إلى الدونغلات (جهاز تخزين و تشفير البرامج المهمة).
– في موضوع الاتصالات كان يطلب من العميل تغيير الخط الأمني باستمرار وفتح الخط من حين لآخر وتبييض الرقم من خلال الاتصالات الوهمية مع شركات وما شابه، ونشير إلى أن مهمة الخط الأمني اللبناني هي فقط لتحديد موعد أو للاطمئنان وما شابه وقد تم تزويد العميل برقم أجنبي للاتصال عليه من الهواتف العمومية ومن خارج منطقته في حالة الطوارئ امّا التواصل الاساسي من استلام للبرقيات الأمنية فكان يتم عبر جهاز الإرسال والاستقبال الموصول بالحاسوب، وفي الجانب المادي كان العميل يتقاضى مبلغا ماليّا يقارب الـ 12000 $ في كلّ رحلة (كل ستة اشهر) عدا عن الهدايا.
أبرز ما نفذه العميل في هذه المرحلة من طلبات العدو كان التالي:
• الاستفادة من عمل العميل في وزارة الأشغال وتكليفه من قبل الوزارة بتركيب جهاز سكانر لفحص محتويات الشاحنات والسيارات العابرة من وإلى سوريا، وتسجيل أرقامها ومواصفاتها وأسماء السائقين وتكليفه بالتأكد من تشغيل الدولة لهذه الأجهزة والنتائج المحصلة.
• التوجّه إلى معبر القاع بالاستفادة من ساتر عمله في الوزارة حيث لا يوجد على المعبر جهاز سكانر وذلك لرصد حركة الشاحنات وتهريب الأفراد بين سوريا ولبنان.
• مراقبة حركة عبور السيارات المفَـيّمة التي تدخل وتخرج الى ومن سوريا عبر المصنع وتحصيل ارقام لوحاتها وأوصاف اصحابها وان كانت تخضع لاجراءات تفتيش ام لا، وعدد ركابها.
• تحصيل معلومات عن المعسكرات في منطقة البقاع، اضافة الى السيارات التي تتردّد اليها ومسح الخطوط المؤدية اليها وتحديد احداثياتها.
• تحديد احداثيات الاماكن التي تمّ استهدافها وتدميرها في منطقة بعلبك الهرمل خلال حرب تمّوز 2006.
• رصد حركات الشاحنات وخطوط التهريب بين عرسال ونحلة والنبي سباط حتى سرغايا والقيام بعدة جولات لتحصيل المعطيات المطلوبة.
• التردّد الى طريق بلدة حام معربون سرغايا المتصلة مع الاراضي السورية وتحصيل المطلوب كما في خط عرسال.
• تحديد احداثيات مراكز المقاومة التي يتمّ استحداثها والعناصر التي تعمل فيها وسياراتهم وأرقام لوحاتها.
• متابعة مخازن الصواريخ والسلاح والتردّد الى مزارع الابقار والهنغارات الكبيرة ومسحها ضمن نطاق بعلبك الهرمل، اضافة الى مسح الكاراجات ذات مواصفات محددة.
• متابعة نشاط بعض مسؤولي المقاومة تحركاتهم في منطقة البقاع لا سيّما من تربطه بهم صلة قرابة وتحديد علاقاتهم والمتردّدين اليهم والعاملين معهم.
• مسح شامل لكافة الاعمال التابعة لشبكة اتصالات المقاومة في مدينة بعلبك مع خرائط واحداثيات وفحص مستجدات ومتابعة دائمة.
• مسح مقاهي الانترنت الممتدة بين كسارة، سعدنايل، وتعلبايا وتحصيل اسماء اصحابها وأرقام هواتفهم وعددها اربعة محلّات.
مرحلة قطع علاقته بالعدو
بين نيسان 2009 وحزيران 2011:
في نيسان 2009 وبعد لقائه الاخير مع العدو في بانكوك قرّر العميل قطع علاقته بسبب الخوف والقلق الذي أصابه جراء اعتقال العملاء وتهاوي شبكاتهم فعمد ومن تلقاء نفسه لقطع العلاقة، وقام بإتلاف الاجهزة التي بحوزته، وبعد تحطيمها قام بتوزيعها على عدة اكياس نفايات ووزّعها على عدد من الحاويات المتواجدة على الطرقات بين بعلبك ودروس والاجهزة التي تمّ تلفها هي:
– جهاز الارسال القديم المخبّأ في ساعة الحائط.
– منظار النيغاتيف "قديم".
– جهاز متطوّر كان يستخدمه حتى تاريخ تلفه مخبّأ داخل عدة الهندسة.
– اقراص مدمجة للصور الجوّية القديمة.
– معدّات الحبر السرّي والتي كان ما يزال يحتفظ بها.
– خط خلوي امنيّ مع ماكينة.
– كتاب فك الشيفرة.
– انتين جهاز الارسال الذي كان فوق سطح المنزل.
– أبقى العميل اجهزة اللاب توب والستيريو في المكتب ومنذ ذلك الحين قطع علاقته بالعدو ولم يتواصل معهم بأي وسيلة وكذلك لم يتلقّ منهم ايّ اتصال.
نشاط العميل بعد قطع علاقته بالعدو 2009- 2011:
– عام 2010 أحيل العميل الى التقاعد من وظيفته في وزارة الاشغال العامة حيث حصل على تعويض صرف وقدره مائة مليون ليرة لبنانية.
– في العام نفسه انتخب عضوا في مجلس بلدية بعلبك، وقد نجح في الانتخابات بدأ المشاركة بنشاطات البلدية وتمّ تعيينه رئيس لجنة الاشغال وأوكلت اليه مهمّة الاشراف على اعمال صيانة الطرقات والتزفيت.
– في ايلول من عام 2010 سافر العميل الى ايران بمعيّة رئيس البلدية المدعو هاشم عثمان والاعضاء حيدر بلوق واسامة شلحا تلبية لدعوة تلقتها البلدية وبلديات آسيا من بلدية مشهد وذلك لحضور مؤتمر حول التنظيم المدني، وزار الوفد بلدية اصفهان بدعوة من رئيس بلديتها حيث تمّ تكريمهم، بعدها زار الوفد مدينة قم والتقوا محافظ طهران الذي خصص لهم برنامج استقبال، وعاد العميل بعد عشرة ايام برفقة الوفد.
– في نيسان من عام 2011 زار العميل تركيا بدعوة من رئيس بلدية اسطنبول للمشاركة في مؤتمر بلديات آسيا وكان برفقة رئيس البلدية وزوجته وأقيمت فعاليات المؤتمر في اسطنبول وكان من المشاركين فيه رؤساء بلديات الغبيري، الشياح، بيروت وبنت جبيل وقد خصّص المؤتمر لانتخاب رئيس تنفيذي لمجالس بلديات آسيا ودامت الرحلة اربعة ايام.
مرحلة إحياء العلاقة بدءاً من حزيران 2011 بإدارة الضابطين جوزيف و«ابو الياس»:
– في حزيران 2011 ونتيجة الضائقة المادية ارسل العميل من رقم امني كان يستخدمه في التواصل مع مشغّليه الاسرائيليّين رسالة الى مجيب صوتي بريطاني كان قد زوّد به سابقا من قبل العدو حيث عرّف عن نفسه انّه الياس خوري صديق البرت جوزيف الذي كان يعمل معه منذ 20 سنة وقد كان آخر لقاء بينهما منذ سنتين في بانكوك وهو يطلب اللقاء العاجل به في بانكوك.
– في تموز 2011 سافر الى تايلند بعد ان تمّ استدعاؤه وهناك بادر لشراء خط هاتف تايلاندي اتصل بواسطته برقم مجيب صوتي حيث حصل اللقاء في سفارة العدو بعد ثلاثة اسابيع لانشغال الضابط جوزيف حيث وبعد استقباله من قبل الضابط بحرارة، برّر له قطع الاتصال بسبب كشف شبكات العملاء ومصادرة اجهزة شبيهة بالاجهزة التي كان يستخدمها، وفي المقابل أعلمه الضابط انّ تجديد العلاقة بينهما يتم من خلال تخطيه الاختبار على البوليغراف، والذي سيخضع له في اليوم التالي، وكانت نتيجة الاختبار والذي تمّ داخل السفارة سلبية على السؤال المتعلق بمصير التجهيزات التي ادّعى العميل انّه رماها في مكبات النفايات، وتقرّر إعادة الاختبار في اللقاء التالي على ان يتم تغيير الخبير بحسب شرط العميل، بعدها تقاضي مبلغ 8000 $ وعاد الى لبنان وبوصوله ارسل رسالة على رقم مجيب صوتي بلجيكي يعلم العدوّ فيها عن وصوله بخير.
– تاريخ 28/12/2011 عاود العميل السفر الى تايلاند ونزل في فندق "مامري بوليفار" وهذه المرة لم يتردد الى السفارة وخضع للاختبار على البوليغراف في (بيت آمن سرّي) على يد خبير جديد وقد استطاع تخطّي الاختبار بنجاح، وبعد تهنئته من جانب جوزيف قام الاخير بتعريفه على ضابط الادارة الجديد ابو الياس (داخل احد الفنادق) وقد أعدّ الضابطان للعميل خلال هذا اللقاء برنامجا تدريبيّا اضافة الى تسليمه اجهزة امنية جديدة.
– تمّ تدريب العميل من قبل خبير اتصالات وحاسوب على كيفية استعمال حاسوب من نوع acer يحوي جهازي ارسال واستقبال كما تمّ تدريبه على كيفية استعمال الدونغلات: واحد للصور الجوّية، وواحد لحفظ المعلومات والثالث للتشفير.
– تمّ تزويد العميل بالحاسوب الذي تمّ تدريبه عليه اضافة الى عدد من الفلاش ميموري.
– في الاتصالات زوّده العدو برقم مجيب صوتي نمساوي وطلب منه تلف خطه الخلوي اللبناني الذي استخدمه عند إحياء العلاقة واستبداله بآخر جديد على ان يترك له رقمه على المجيب الصوتي، كما طلب منه الاشتراك بخدمة انترنت في مكتب "العميل" والتدرب على استخدام الشبكة.
– كلّفه العدو بالبرنامج التالي:
• متابعة شبكة اتصالات المقاومة في منطقة بعلبك.
• تحصيل معلومات عن المعسكرات في شمسطار طاريا، فعرا ومرجحين.
– كان من المفترض حصول لقاء بين العميل ومشغليه في ثايلاند في 18/5/2012 إلا انّه لم يستطع مقابلة الضابط بسبب انشغال الاخير وتخييره بين الرجوع الى لبنان او الانتظار اكثر من اسبوعين، فقرّر العميل العودة، بعدما ارسل له جوزيف زميلا له قدّم له مبلغ 5000 $ تكاليف السفر وأعلمه بأنّ المواضيع يتمّ بحثها مع جوزيف بعدما اشتكى العميل من عدم تمكّنه من تشغيل الحاسوب والبرامج داخله، وبالتالي لم يستطع تقديم ايّ معلومات في هذه الفترة.
انقطاع علاقته بالعدو:
– بعد عودة العميل الى لبنان حاول على مدى شهر التواصل مع الضابط جوزيف عبر رقم المجيب الصوتي فكان دائماً يجد رسالة متروكة له وهي انّ جوزيف مشغول حاليّا ولا يستطيع الاجابة، ومن قتها انقطعت علاقة العميل بمشغليه وتابع حياته بشكل طبيعي.