تقارير أمنية

“المنزل الآمن” أحد أساليب التجسس وجمع المعلومات

المجد- متابعات

كان الصحافي الأمريكي سيمور هيرش هو أول من كشف في مقاله بصحيفه "نيويورك تايمز" عام 1974 عن خبايا عمل المخابرات الأمريكية المركزية ودور العملاء في العاب الحرب والتجسس واستخدام البيوت والمخابئ السرية أو الآمنة. وكشف جون ماركس في كتابه "البحث عن عميل"، المنشور عام 1979، عن بعض من العمليات السرية للوكالة في مدينه سان فرانسيسكو، مشيرا الي انه يوجد ما لا يقل عن ثلاثة منازل آمنه في سان فرانسيسكو (في ذلك الوقت).

ولكن ما "المنزل الآمن"؟ ومن أين جاء المصطلح؟ وما معايير ومستويات الأمان فيه؟ ولماذا ارتبط دائما بالعمل المخابراتي؟

تقول بعض التقارير والأبحاث المتعلقة بعمل المخابرات المركزية الأمريكية، أن البيت الأمن "Safe House" كان – تقليديا – هو الملاذ الآمن للجواسيس للتجمع والانخراط في العمليات السرية. وتعرف وكاله المخابرات المركزيه "البيت الامن" بانه منزل يبدو بريئا من الظاهر، بينما تستخدمه المخابرات في القيام بأنشطه ذات طبيعة أمنيه عاليه الأهمية.

أما تعريف قاموس المصطلحات العسكريه، فيربط مصطلح "المنزل الامن" بحمايه الابرياء او بالمناول واماكن العمل التي تقيمها منظمه لغرض إجراء النشاط السري او الخفي في مكان امن نسبيا.

ووفقا لألن دالاس، مدير المخابرات المركزيه في عهد الرئيس الأميركي الأسبق ترومان، فان مفهوم "المنزل الآمن" أو المخبأ والملاذ كان موجودا علي مر التاريخ، وطالما كانت هناك عمليات تجسس فان الحاجة إلي منازل آمنه ستظل موجودة. ويشير دالاس إلي ان الوكالات المخابراتيه دائما ما تملك عقارات أو أماكن آمنه حول العالم، والكثير منها لا ينسب إلي الوكالة وتتعدد نوعيه المنزل الآمن من مخازن ومستودعات إلي شقق أو شركات وهميه.

ولسريه العمليات المخابراتيه، فان المعروف هو امتلاك الوكاله لعدد كبير من المنازل الآمنة في كل انحاء العالم، لكن لا يمكن كشف عدد تلك المنازل او مكانها، الذي عادة ما يتغير بين الحين والاخر. وتكشف بعض الوثائق والكتب (بعد رفع السريه عنها) عن بعض الدول التي كانت مسرحا لكثير من العمليات، مثل الاتحاد السوفياتي وايران وكوبا وفيتنام والهند وفلسطين واليمن والعراق وباكستان، إضافة الي الدول الأوروبية. وقد واجهت وكاله الاستخبارات الأمريكية انتقادات حادة لعدم بذلها الجهد الكافي لمنع هجمات 11 سبتمبر.

وحديثا، كشفت عمليه اغتيال الشيخ أسامة بن لادن، في مدينه ابوت اباد الباكستانيه، عن بعض من طرق عمل المخابرات، حيث أشارت تقارير وسائل الإعلام إلي أن المخبأ الذي اغتيل فيه الشيخ أسامة بن لادن كان تحت مراقبه القوات الأميركية وفريق من الجواسيس التابعين لوكالة المخابرات الأميركية من خلال "منزل امن" في مكان قريب من مخبأ الشيخ أسامة بن لادن. وكانت آلية المراقبة من المنزل الآمن جزءا من جهود جمع المعلومات الاستخباراتيه الهائلة لتأكيد وجود بن لادن داخل ذلك المجمع.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن جمع المعلومات الاستخباراتية كان واسع النطاق وباهظ التكاليف، وأن وكالة الاستخبارات المركزية طلبت من الكونغرس عشرات الملايين من الدولارات من أموال الميزانية لتمويل العملية. وشملت عملية المراقبة من المنزل الآمن صورا بالأقمار الصناعية ومعدات تصوير بالأشعة تحت الحمراء، وأجهزة تنصت لتسجيل الأصوات من داخل منزل بن لادن ورصد أنماط التحركات وتحديد الهدف الرئيسي، واستخدام الأقمار الصناعية والرادارات للبحث عن أنفاق للهروب أسفل منزل بن لادن، وأجهزة لاعتراض الهواتف الجوالة وتسجيل المكالمات. وقد أغلق المنزل الآمن في أعقاب انتهاء العملية.

وتبقى فكرة البيت الآمن ضمن حرب التجسس والتخفي في جمع المعلومات إلا أنها باتت معروفة لدى الأجهزة المخابراتية المتصارعة كأسلوب معتمد في رصد الأهداف ونحو ذلك،  الأمر الذي يتطلب من الجهات المخابراتية المتصارعة أن تفكر بطريقة جديدة لحماية الساتر في المتابعة الأمنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى