الأبعاد الأمنية للاستيطان الصهيوني في القدس
المجد- خاص
يقول البروفيسور "إسرائيل شاحاك"، رئيس لجنة حقوق الإنسان في دولة الكيان، "يجب اعتبار المستوطنين جزءاً حيوياً من النظام الأمني الصهيوني، أسوة بالجيش والشاباك" من هنا تم اعتبار الاستيطان في فلسطين جزءًا لا يتجزأ من الفكر والأيديولوجية الصهيوني، التي قامت بوصفها أداة استعمارية، وجزء من مشروع استعماري إحلالي دولي يخدم مصالح المنظومة الرأسمالية الاستعمارية الدولية.
ما هو الاستيطان؟
الاستيطان: هو ظاهرة إنسانية قديمة مارستها شعوب مختلفة عبر التاريخ ، حيث عرفت الشعوب والحضارات القديمة أنواعًا مختلفة من الاستيطان والهجرات، وتقو م هذه الظاهرة أساسًا على وجود أماكن جذب تهاجر إليها جماعات بشرية لتتعايش مع المجتمعات الموجودة، وتندمج فيها دون اللجوء للعنف.
لكن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني الذي يهدف إلى استغلال الأرض بدون سكانها، وهذا النوع الاحلالي، حيث يحل العنصر السكاني الوافد محل العنصر السكاني الأصلي، ليكون مصيره الطرد أو الإبادة، هذا هو النوع الذي ينتمي إليه الاستيطان الصهيوني.
بدايات الاستيطان :
سجل التاريخ، بداية التسلل الاستيطاني الصهيوني إلى فلسطين عام 1882 ، إذ اقتصرت عمليات الاستيطان اليهودية حتى القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1889 على إنشاء 22 مستوطنة، وبعد تأسس المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر بال بسويسرا عام 1897 ، توسعت عمليات الاستيطان لتشمل مناطق جديدة من فلسطين، حتى وصل عدد المستوطنات في عام 1914 إلى ( 47 ) مستوطنة وفي عام 1918 أصبحت مساحة الأراضي التي كان يملكها اليهود حوالي ( 2.5 %) من أراضي فلسطين.
وشهدت فترة الانتداب البريطاني طفرة في عدد المستوطنات حيث ارتفع عددها ليصل إلى ( 304) مستوطنة.
وقام الاحتلال الصهيوني بفرض نظام صارم من الحصص في البناء لأبناء الشعب الفلسطيني في القدس على مدى سنوا ت، بهدف الإبقاء على نسبة مئوية للفلسطينيين من سكان القدس عند ( 26 %) ، وقد تبنت الحكومة الصهيونية هذا الموقف منذ 1973 ، حيث وصلت نسبة البناء عند الصهاينة ( 90 %) من نسبة البناء العام في الجزء الشرقي من المدينة المقدسة.
من أهدف النشاطات الاستيطانية بالقدس تحقيق الأغراض الأمنية التالية :
– العمل على خلخلة الكثافة السكانية للفلسطينيين في القدس حفاظا على الأمن من خلال تخفيفها عبر عدم السماح لها بإعادة ترميم وتوسيع وبناء البيوت، لإجبار الفلسطينيين على الرحيل إلي مناطق أخرى، وإيجاد أغلبية سكانية يهودية كبيرة في المدينة "الموحدة" تشكل بلا منازع عاصمة للكيان.
– إحكام السيطرة الصهيونية على القدس بحكم موقعها الاستراتيجي المهم، فهي تقع في وسط فلسطين وتشكل خاصرة للضفة الغربية، وتقع على جبال عالية ترتفع عن سطح البحر بحوالي
– عملت دولة الكيان على استيطان الأراضي الزراعية وإبعاد المزارعين عنها، وإقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية عليها، وشق الطرق الالتفافية بغرض فرض طوق الأمني وعزل سكان القدس عن محيطهم الفلسطيني العربي في القرى.
تجارب أمنية:
عندما أجبرت دولة الكيان على الانسحاب من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة بعيد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ، تعلم الصهاينة درسا، حيث ربطوا السياسة بالأمن فقد وجدت دولة الكيان إن الخريطة الأمنية الصهيونية في حدودها التي أقيمت عليها نتيجة لحرب 1948هي حدود يصعب الدفاع عنها وذلك من وجه النظر الصهيونية وكان لابد من تنفيذ مخطط الاستيطان لضمان امن دولة الكيان.
حدود دولة الكيان كما حددها بن غوريون تتمدد باستمرار، مع مدى ما تصل إليه قوة جيشها، فدولة الكيان هي أول دولة في العالم الحديث يجري إعلان قيامها دون أن يصاحب هذا الإعلان بيان يحدد الخطوط على الأرض وموقعها على الطبيعة.
أهمية سيطرة دولة الكيان علي القدس
سيطرة دولة الكيان على المدينة المقدسة والمناطق المحيطة بها حيوي لدولة الكيان للحفاظ على أمنها وعلى خطوط مواصلاتها لذلك كان الاستيطان في القدس ببعده الأمني خارج نطاق الجدل الصهيوني، حيث حظي بإجماع كامل من القوى الصهيونية، وتحت جميع الحجج وفي مقدمتها الأمنية، من هنا كانت فلسفة الاستيطان تمثل خطوط تمركز متقدمة لمجمعات صهيونية تحمي التجمعات الأساسية داخل دولة الكيان وكانت تقام فوق مواقع استراتيجية تعمل دولة الكيان من خلالها علي السيطرة علي المواقع الحساسة وربط مجمعاتها بطرق أمنة والسيطرة علي منابع المياه والمناطق المرتفعة، هكذا كانت فلسفة دولة الكيان بإنشاء مستوطناتها.