المخابرات الصهيونية اوهن من بيت العنكبوت
أن مثل أساليبها المخابرات الصهيونية في إسقاط العملاء كمثل خيوط العنكبوت فقد اقتربت يوماً نملة من بيت عنكبوت تتفحَّصُهُ، فرأَتْ خيوطه واهية، وفي ناحية منه، كمنت العنكبوتُ، ساكنة هادئة، تأمّلَتْها النملة زمناً طويلاً.. لم تبارحْ مكانها! رفعتِ النملةُ رأسها، وقالت للعنكبوت ألا تخرجينَ من بيتك؟! فأجابت ولمَ الخروج؟ لتعملي كما نعمل، أنا لا أعمل، وكيف تكسبين قوتكِ؟! ، أكسبه وأنا قاعدة هنا.استريحي جانباً، وانظري ما أفعل. مكثتِ النملةُ، لترقبَ ما سيجري.
بعد حين.. جاءت ذبابةٌ، تطنُّ وتطيرُ، وهي مسرعة طائشة هائمة على وجهها، فعلقَتْ بشبكة العنكبوت، اندفعَتْ نحوها، وأخذَتْ تلفُّها بخيوطٍها ، كافحتِ الذبابةُ لتفلتَ، فلم تستطعْ خلاصاً، فجعلَتْ تصرخ:ارحميني ضحكتِ العنكبوتُ ساخرةً، وظلَّتْ تكفِّنها بخيوطها، حتى سكنَتْ حركتها، بدأَتْ تمتصُّ دماءها، حتى ما انتهت، ألقتْ بها بعيداً، وتلفتت إلى النملة قائلة: عرفْتِ كيف أكسبُ قوتي؟ فردت النملة لقد عرفْتُ انك تكسبينه بالخديعة والمكر والاحتيال والظلم بينما أنا اكسبه بالجد والعمل، وانك تسكنين البيوت المهجورة الخربة التي يقصدها الضالين لطريقهم التائهين بلا هدف.
هكذا حال أسليب المخابرات الصهيونية هي اوهن من أن تسقط أو أن تنسج حول المجتمع النظيف والشباب الملتزم إنما تنسج في الخرابات المهجورة لتصطاد الضالين والتائهين من الأشخاص الهائمين على وجوههم.
أزمات داخلية وخارجية للمخابرات الصهيونية
أجهزة المخابرات الصهيونية تعاني من مجموعة من المشاكل اهمها التالي:
أولا: مشكلة في تجنيد عملاء جدد
بعد سلسلة فشل خارجية لعملياتها وسلسلة فشل أخرى في الداخل من تجنيد عملاء جدد وسقوط عملائها بين أيدي أجهزة الأمن في غزة وخلو بنك المعلومات من أي معلومات ذات قيمة عن تحركات وعتاد المقاومة، وكشف أساليبها في استقطاب وإسقاط عملاء جدد وملاحقة عملائها وكشفهم خلق حالة من الإحباط بين عناصر المخابرات في الاستقطاب للعمالة.
ثانيا: مشكلة في إرسال أموال عبر النقاط الميتة:
لم تترك رجال المقاومة وأجهزة الأمن من مكان إلا نشرت عناصرها لمراقبة كل مشبوه وكل وجه جديد بالمنطقة فكان من الصعب على العملاء توزيع الأموال علي نقاط ميتة لعملاء أخريين، والإمساك بأغلب العملاء ممن يقومون بتوزيع الأموال علي النقاط الميتة، مما أدي أي عدم مصداقية لرجل المخابرات لإيصال الأموال لعناصره على الأرض من العملاء.
ثالثا:ملاحقة وكشف العملاء:
لقد أبدعت أجهزة الأمن في صيد العملاء لدرجة جعلت رجل المخابرات "يشد شعرة" عندما قام احد عملائه بإخباره انه مطلوب لأجهزة الأمن في غزة وانه سيعترف عن كل شيء، عندها صرخ رجل المخابرات "وشد شعرة" وشعر أن كل ما يبذله من جهد ومال ووقت ذهب أدراج الرياح في ظل أساليب متقدمة ووعي امني راقي لرجال الأمن في غزة لمتابعة وكشف العملاء بسهولة.
حكمة رجال الأمن في صيد العملاء
لن نكون مبالغين لو قلنا لكم أن أجهزة الأمن في غزة تقف على بعد خطوة من أي عميل وأحيانا تسبقه بخطوة وترصده بحكمة وتأني وهو لا يعلم انه مرصود، وان أمره قد كشف.
فهي تتبع أسلوب راقي ليس في كشف العميل بل من يساند ويعمل معه، لقد أصبحت أجهزة الأمن على دراية كاملة بكل أساليب المخابرات الصهيونية وتتوقع خطواته القادمة بدقة.
فقد استطاعت كشف العديد من العملاء بكل سهولة من خلال عدة أساليب ابتكرتها وطورتها في اصطياد العملاء. كما كان لأسلوب الترهيب والترغيب من العفو عن التائبين من العملاء ومعاقبة المذنبين بشدة اثر كبير في كشف العديد من العملاء. فقد عملت على إعادة التائبين بسرية إلى المجتمع دون كشف أمرهم، والتشهير بمن لم يسلم نفسه وقتل البعض منهم عقاب لهم علي ما اقترفت أيديهم.
إحباط يسري في عروق أجهزة المخابرات الصهيونية
أن الجزع والخوف الذي يسرى في أوصال المخابرات الصهيونية من الحملات الشرسة التي تشنها أجهزة الأمن في غزة وإفلاس بنك المعلومات سبقه إفلاس في التجنيد واصطياد عناصرها، خلق هاجس امني لم تشهده دولة الكيان من قبل فالحملات المستمرة ضدها وضد عملائها أرهقت النسيج ألعنكبوتي الواهي أصلا وأحدثت فيه فجوات متعددة على كل الأصعدة كان لها الأثر الأكبر في خلق حالة من عدم التركيز واتخاذ أساليب عشوائية وغير مدروسة، أدت إلى كشف مزيد من عملائها وتشديد الخناق على تحركات البقية الباقية التي ربما قد تكون مرصودة من أجهزة الأمن ولم يحن الأوان لقطفهم حتى ينضجون بالشكل التي تراه الأجهزة الأمنية، عندها لن ينفعهم الندم وسيكونون عبرة لمن خلفهم من العملاء.