تقارير أمنية

نظرية الكم والكيف للمخابرات الصهيونية في تجنيد العملاء

المجد – خاص

المخابرات الصهيونية تضع ضمن أهدافها إسقاط جميع أبناء الشعب الفلسطيني فهي تعتبر ذلك غاية وليس وسيلة في جمع المعلومات وتحويل المجتمع إلى مجتمع تؤمه الفاحشة وتستشري به الرذيلة، فهي لم تفتأ بكل السبل لتحقيق هذه الغاية وتعمل عليها بكافة الوسائل لتجنيد العملاء متبعة فلسفة أو نظرية الكم والكيف في الإسقاط الصهيوني.

فلسفة الكم والكيف

أحب أن اسميها فلسفة وليست بنظرية فالفلسفة تحتمل التأويل والمرونة أكثر منها النظرية هكذا هي طبيعة المخابرات في تجنيد العملاء، تحاول أن تسقط اكبر كم من المواطنين الفلسطينيين مثقفيهم وعوامهم, شيوخهم وصعاليكهم, شيبهم وشبانهم, فتياتهم ونسائهم الكل تحت طائلة الاستهداف، لكنها ترسم خط أخر موازي للإسقاط الكمي تعمل علية في نفس الوقت وهو الإسقاط الكيفي أو النوعي.

 

تحاول المخابرات الصهيونية أن تنتقى من الحصيلة الكمية المتعددة الشخصيات والقدرات قدرات خاصة ونوعيات خاصة تكون وازنة ومؤثرة في مواقع ومفاصل حساسة، فهي تحتاج لهذه النوعية الانتقائية من الأشخاص لتبلور معلوماتها بشكل اكبر دقة وأكثر تأثير في الواقع وفي المراحل القادمة.

 

لعل سائل يقول: إذا ما حاجة المخابرات الصهيونية إلى الكم رغم أن الكيف والنوعية من العملاء صاحب التأثير الأكبر؟! نقول له صاحب النوعية المنتقاة من العملاء له تأثير في صنع قرارات المخابرات وتوجهاتها وخططها المستقبلية لكن الكم من العملاء هو المؤثر بالشارع والمثير للمشاكل والبلبلة والشائعات وخلافة…، هو الخط الذي يعمل على الأرض وينتشر بأكبر مساحة جغرافية وهو المحرقة في أي مواجهة بينما تحتفظ المخابرات الصهيونية بعملائها النوعيين ولا تزج بها في الميدان وفي مناطق الاحتكاك.

 

ميزات وعيوب

بلا شك تجنيد جيش من العملاء بحاجة إلى متابعة أوسع واكبر وبحاجة إلى تلبية رغبات أكثر فالكلفة التي تتكبدها دولة الاحتلال ليست بقليلة في هذا الجانب، فكلما ارتقي العميل من مرحة العشوائية الكمية إلى النوعية التخصصية يجب أن ترفع من كلفتة وتزيد من الإغداق علية لتحقيق اكبر قدر من جمع المعلومات وأداء المهام المنوط به.

 

وبالوقف علي الوجه الأخر الايجابي من هذه الفلسفة وميزاتها أنها تنشر جيش من العملاء لنقل إحداثيات رجال المقاومة ونشر الفتنة والخوف والهلع والفساد والرزيلة بين أبناء الشعب، بينما العميل النوعي يدرب بالعمق في مفاصل المقاومة المركزية والحساسة.

 

مكافأة نهاية الخدمة

لكلٍ له جزاؤه فالأول (العميل الكمي العشوائي) بعد الانتهاء منه يتم إنهاء خدمات بفضح أمره لأبناء شعبة ويترك لعقابهم، أما العميل(النوعي الكيفي) فيتم تصفيته خوفا من أن يبوح بما في داخلة من أسرار تضر عملاء آخرين أو وسائل وأساليب المخابرات الصهيونية، ففي ختام سنوات من العمل مع المخابرات الصهيونية تكون مكافئة نهاية الخدمة للعملاء هي الموت مع اختلاف الفاعل.

 

تكامل الأدوار

تبنى هذه الفلسفة على تكامل الأدوار بين العملاء سواء المستقطبين كمياً أو نوعيا لان دولة الاحتلال تحاول أن تغطي القلة العددية لعناصر الجيش في أي صراع بزيادة التخابر وكشف رموز حجر رشيد "العدو العربي" في هذا السياق يقول رئيس شعبة الاستخبارات الصهيونية الأسبق شلومو غازيت أن توفر المعلومات الإستخبارية الدقيقة منحت الجيش الصهيوني دائماً القدرة على توجيه ضربات قاصمة وخاطفة للجيوش العربية وحركات المقاومة الفلسطينية، وهذا ما أدى إلى تقليص فترات الحروب مع الدول العربية، الأمر الذي سمح بعودة الحياة الطبيعية إلى مسارها في دولة الكيان بسرعة كبيرة.

 

 من ناحيته يقول الخبير الأمني الصهيوني "أمير أورن" أن قدرة دولة الكيان على الحصول على استخبارات " ممتازة " مكنها من الاحتفاظ بجيش نظامي صغير، بحيث أنه لا يتم استدعاء قوات الاحتياط إلا في حالة تم شن حرب هجومية على الدولة.


ويؤكد أورن أن حقيقة اعتماد الجيش الصهيوني على 70% من قواه البشرية على قوات الاحتياط، يعني أن قدرة العرب على إطالة أمد أي حرب سيؤدي إلى نتائج كارثية على دولة الكيان، من هنا كانت هناك دوماً هناك حاجة ماسة إلى معلومات إستخبارية دقيقة عن " العدو العربي ".  وان الكم رغم كلفتة والكيف رغم حساسيته مطلوب، ليكتمل المشهد ويحقق الجيش الصهيوني النصر في أي حرب قادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى