وقف النار يعني تقوية حماس لجولة هجمات جديدة
استراتيجية هزيمة الارهاب. هي الحل
وقف النار يعني تقوية حماس لجولة هجمات جديدة
هآرتس – موشيه آرنس
الارهاب هو ظاهرة ملازمة للشرق الاوسط. الرواد الاوائل الذين قدموا الي هنا في بداية التوطن الصهيوني اضطروا منذئذ الي مواجهة العمليات الارهابية التي استمرت حتي يومنا هذا.
وخلال كل سنوات وجود دولة اسرائيل، ما اعتبر خلال سنوات كثيرة خطراً ثانويا بالمقارنة مع عدوانية الدول العربية تحول اليوم الي تهديد جدي علي الدولة في الانتفاضة الثانية عندما وصل الارهاب الفلسطيني الي مراكز المدن في اسرائيل. كل يوم تقريبا مسألة كيفية مكافحة الارهاب تحولت الي موضوع لنقاشات لا تنتهي في تلك الايام الصعبة. وكلما كانت اسرائيل تبدو كمن لا تستطيع ايجاد رد علي الارهاب الفلسطيني ـ ادّعي الانهزاميون عندنا ان هزيمة الارهاب بالقوة مسألة غير ممكنه. الاكثر حذرا قالوا انه ليس من الممكن هزيمة الارهاب بواسطة القوة وحدها ملمحين الي ان اسرائيل لا تملك مفرا إلا الخضوع لجزء من مطالب الارهابيين علي الاقل واعطاءهم افقا سياسيا .
ولكن بعد مذبحة فندق بارك في نتانيا في ربيع 2000 شرع جنود الجيش الاسرائيلي وقوات الامن بمعالجة الارهاب الفلسطيني بصورة جدية وسرعان ما اتضح ان هزيمة الارهاب بالقوة مسألة ممكنة. في الواقع تعتبر القوة الوسيلة الوحيدة لهزيمة كل مؤشر علي الاستعداد الاسرائيلي للخضوع لجزء من المطالب الفلسطينية التي كانت بلا حدود اعتبر عندهم مؤشراً علي الضعف ومشجعاً علي شن عمليات ارهابية اخري.
إلا ان الانتصار الاسرائيلي علي الارهاب الفلسطيني الذي وضع حدا للعمليات الانتحارية اليومية تسبب في نشوء مرض النسيان في عقول بعض القادة الاسرائيليين وغابت العبرة المستفادة طي النسيان بسرعة. الانسحاب احادي الجانب بصورة مخزية من جنوب لبنان الذي ادي الي اندلاع الانتفاضه الثانية بدا في نظرهم انتصاراً كبيراً ادي الي السلام في المنطقة الشمالية الي ان اغرقهم طوفان الواقع في حرب لبنان الثانية.
منطق مشوه سيطر علي ادمغة اعضاء حكومة اولمرت، وما كان الهزيمة العسكرية الاولي في تاريخ اسرائيل تحول الي هزيمة لحزب الله في نظرهم. ربما سيبدؤون أخيراً بالتصرف بمنطق اكثر عندما يرون ما يفعله حزب الله المهزوم في هذه الايام.
هم نسوا كل شيء في الوقت الحاضر ولم يتعلموا اية عبرة. رغم انهم ينفون بشدة انهم يفاوضون حماس بينما تواصل القذائف والصواريخ سقوطها يومياً علي المواطنين الاسرائيليين البائسين في الجنوب ـ يواصلون هم اجراء مفاوضات مع حماس حول وقف اطلاق النار بواسطة المصريين. بعد ان تخلوا عن استراتيجية هزيمة الارهاب يقترح قادة اسرائيل علي حماس الارهابية الآن هذه حتي هدنة تتمكن من التسلح مجدداً والتدرب والاستعداد لجولة الهجمات القادمة علي اسرائيل بواسطة الايرانيين.
كل هجوم علي التجمعات السكانية الجنوبية قوبل من رئيس حكومة اسرائيل ووزير دفاعها بتصريحات تفتقر لأي منطق. بعد التصريحات المتكررة حول عدم وجود حلول سحرية للمشكلة وعد الجمهور بأننا سنبني شبكة دفاعية قادرة علي اعتراض الصواريخ وهي في السماء. بعد ذلك قالوا لنا ان اسرائيل ستضع حدا لاطلاق النار ولكن ليس الآن وان العملية العسكرية الموسعة آخذة في الاقتراب وان قدرتنا علي ضبط انفسنا محدوده.
لم يؤثر اي من هذه التصريحات علي حماس او سكان الجنوب الذين طلب منهم ان يكونوا اقوياء وان يعتادوا علي الهجمات. بعد الهجمة الاخيرة علي عسقلان صرح باراك أن علينا ان نفكر قبل الهجوم. كان امامه عامان للتفكير ومع ذلك لم يجد الرد رغم انه بسيط وان لم يكن لطيفا ومريحا: الاهداف الإسرائيلية ستستخرج من مدي الصواريخ من خلال وجود الجنود علي الارض.
حكومة اولمرت تعلق آمالها علي وقف اطلاق النار المقترح علي الارهابيين. هذا الاقتراح يعني التزام اسرائيل بعدم الهجوم علي غزة التي اقسم قادتها علي ابادتها لذلك نقول انه اقتراح ضار وسخيف. هذا لم ينجح مع حزب الله ولا مع ايران ولن ينجح مع حماس.
طالما لم تتبن اسرائيل الاستراتيجية الوحيدة الناجحة في مكافحة الارهاب اي شن الهجمات علي الارهابيين الي ان يمنوا بهزيمة ساحقة ـ ستواصل اضعاف نفسها وسيبقي مواطنوها ضحايا للعمليات الارهابية.