الأمن المجتمعي

كيف يستطيع الشباب استدراج وابتزاز الفتيات؟

المجد –

عادة ما تمر علاقة الشاب بالفتاة بثمان مراحل . وما سأذكره من
مراحل يعرفها الشباب المنحرف حق المعرفة ، ولكن المشكلة جهل الأبوان بها وكذلك
الفتاة التي يتم استدراجها وهي لا تعلم ، وهنا تأتي أهمية بيان هذه المراحل ، ولا
يمكن أن نستبين سبيل هؤلاء المجرمين إلا بكشفها . ومصالح ذكر هذه المراحل الآن
تربو على مفاسد السكوت عنها .

المرحلة الأولى:

الحصول على رقم هاتف الفتاة والاتصال بها ، وهذه أهمُّ وأخطر
مرحلة ؛ لأن الفتاةَ هنا تكون هي الأقوى ، وإذا أغلقت الباب ولم تستجب له نجت بإذن
الله تعالى .

المرحلة الثانية:

 البدء بالمكالمات ، ولا
يريد الشاب من الفتاة في هذه المرحلة أكثرَ من أن تقبل الاستماع إليه . فيجري
الحديث بينهما على حياء منها بأسلوب هادئ ولغة نظيفة ، والهدف كما ذكرت هو أن يجري
بينهما كلام فقط ، وأن تتكرر هذه المكالمات ، ويتحدث الشاب معها غالباً باسم
مستعار .

المرحلة الثالثة :

تكوين العلاقة العاطفية . إذا تكررت المكالمات فإن الميل
العاطفي يقع في قلب الفتاة بكل سهوله ، وليس ثمت أقوى في تقوية العلاقة العاطفية
من تكرار المكالمات ، ويستعمل الشاب في هذه المرحلة وسائلُ أخرى كسماع مشاكلها
المدرسية أو البيتية والسعي في حلها ، وإشعارها بصدقه وأمانته حتى تطمئن إليه ،
وأنها محلَّ اهتمامه الخاص ، حتى تتعلق الفتاة عاطفياً بهذا الشاب وربما أهداها
هاتفَ جوال ، أو رقمَ شريحةِ بطاقةٍ مسبوقةِ الدفع ، حتى تكلم بجوال آخر لا يعلم
عنه أحد من أهل البيت .

المرحلة الرابعة :

إذا تعلقت الفتاة بهذا الشاب يكثر الحديث بينهما عن جانب المحبة
والارتياح والرغبة في الزواج ، فتعيش الفتاة حينها في الأوهام ، ولا ترى في هذا
الشاب إلا صفاتَ المدح والثناء ولا ترى العيوب ، ولا تطيق الصبر عنه ، وتكون حينها
في غاية الضعف أمامه.

المرحلة الخامسة :

الخروج معه بالسيارة للمرة الأولى ، ويكون هدف الشاب منها هو
كسر حاجز الخوف ، ولذلك فإنه يكتفي بالتجول بالسيارة قليلاً ، ثم يعيدها بسرعة ،
ومع ذلك فهي خطوة جريئة تخطوها الفتاة بسبب التعلق العاطفي الذي أعمى بصرها .

المرحلة السادسة :

تكرار الخروج معها بالسيارة والنزول معها في المطاعم العائلية ،
وربما ذهب بها إلى بعض الأماكن العامة كالمنتزهات والملاهي والحدائق . ومن علامات
الريبة دخول شاب وفتاة في مطعم عائلي في الفترة الصباحية وقبيل صلاة الظهر في أيام
الدراسة .

وخلال المرحلتين السابقتين يُكثر فيها
الشاب من كلمات المديح والثناء والإعجاب ، وأنه يريد الزواجَ منها ، ويصحب ذلك
تقديم الهدايا ، ولا تكاد أن تسلم أي علاقة من هدية الجوال ، ويحاكي الشاب فيها
نفسيةَ وميولَ الفتاة ، فيكون مهتماً كثيراً بمظهره ، ونوعِ الجوال والرقمِ المميز
، واختيار السيارة المناسبة والتي قد يستعيرها أو يستأجرها . والشباب المتمرس في
استدراج الفتيات غالباً ما يكون لديه أكثر من جوال ، ويخسر خلالها أموالاً كثيرة
بسبب فاتورة الهاتف .

وخلالَ المراحلِ السابقةِ أيضاً يستميت
الشاب في الحصول على ما أمكن من المستمسكات على الفتاة بدأً بستجيل جميع المكالمات
، والاحتفاظ بما يأخذه منها من صور أو غيرها ، وربما قام بتصويرها بالتصوير
الفتغرافي أو الفديو من خلال كمرة الجوال ، أو بعض الكمرات الصغيرة التي يخفيها في
السيارة أو في المكان الذي يختليان فيه .

وهذه المستمسكات عبارة عن ضمانات يضعها
الشاب في يده ضد هذه الفتاة ، حتى يضمنَ استمرار العلاقة بها ، ويضمن عدم تبيلغها
عنه لو تابت من فعلها ، وأهم أهدافه هو أن يهددها بإيصالها إلى أهلها ونشرها في
الأنترنت إن رفضت الخروج معه والخلوة به . وبعض الشباب ينشر في الإنترنت كل صورة
لفتاة يحصل عليها . ولما ضبط أحد الشباب في حالة اختلاء وجد في سيارته ألبوماً
مليئاً بالصور لفتيات كثيرات وهن في أوضاعٍ مختلفة .

المرحلة السابعة :

الاختلاء الأشد إن صح التعبير ، ويكون في مكان خاص ؛ كالمنزل أو
الفندق أو الشقق المفروشة أو الاستراحة . وكل فتاة رضيت بأن تختلي مع شاب في مثل
هذه الأماكن ، فقد أعلنت تركها للعفاف ، ولحوقها بركب البغايا والمومسات . ويستعمل
الشباب حينها عدداً من الوسائل التي لا أرى من المناسب ذكرها والتي يتحقق بها
اغتيال الفضيلة .

المرحلة الثامنة :

بعد المرحلة السابعة تدخل الفتاة في نفق مظلم ، وتعاني من آلامٍ
نفسية ، وتدخل في دوامةٍ مليئةٍ بالمشاكلِ المعقدة . وقد وقفت على عدد كبير من هذه
المشاكل من خلال أسئلة الهاتف ولا يدرك كربها إلا من عايشها : مشكلةُ حمل السفاح ،
ومشكلةُ ستر الفضيحة بالزواج ، وحينما يتخلى الشابُ عنها ، وحينما يتقدمُ لخطبتها
فيرُفض بسبب الأعراف الاجتماعية . وتبقى هذه الفتاة بلا زواج أو تتزوج وتعيش
معاناة أخرى تنتهي غالباً بالطلاق .

 

والفتيات اللواتي يبادرن الشباب بالاتصال ، وتركب مع أي شاب
منحرف دون المقدمات السابقة هن في الحقيقة ممن مررن بالمراحلِ السابقة وتجرأن على
الفساد .

وغالباً ما تكون عرضة للتعرف على الشباب والاتصال المحرم متى ما
سنحت لها الفرصة .

إن تلك الفتاة لم يخطر ببالها حينما كانت عفيفةً أنها ستخلو
بشاب أجنبي عنها في يوم من الأيام ، ولكن اتباعها لخطوات الشيطان أوقعها في جريمة
العلاقة مع شاب أجنبي عنها . قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } ( النور 21 ) .

 

د. يوسف بن عبدالله الأحمد

أستاذ الفقه المساعد بكلية الشريعة بالرياض / جامعة
الإمام

من محاضرة 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى