في العمق

عملية ريشون لتسيون.. براعة في التنفيذ وتكتم أمني دقيق

المجد- خاص

مرت قبل عدة أيام الذكرى السنوية الحادية عشر للعملية الاستشهادية
البطولية في منطقة “ريشون ليتسيون” التي نفذها الاستشهادي الأردني محمد
معمر الذي لم يعلن عن اسمه لسنوات طويلة وفق خطة أمنية لحماية مساعديه في العملية.

هذا الاستشهادي الخفي الذي لم يتوقع أحد أن ينفذ عملية استشهادية توقع
عشرات القتلى في الاحتلال، ولم يعلن عن تنفيذه للعملية إلا بعد عدة سنوات من
استشهاده، وكل هذا يعود لحسة الأمني وقدرته على اخفاء ما يخطط له.

بتاريخ السابع من مايو من العام 2002 ترجل الاستشهادي الأردني محمد
معمر مخترقاً  الحواجز والحصون الصهيونية كافة، ليسير بخطىً واثقة نحو مكان التنفيذ
دون أن يشعر به أحد، ليفجر نفسه في نادي صهيوني للقمار.

وقد استخدم الاستشهادي والخلية المنفذة له أفضل الأساليب للإفلات من
الحواجز العسكرية، بدءاً بعملية نقل الحزام الناسف وحقيبة المتفجرات، والتي استخدم
فيها طرق اخفاء وتمويه وسير في طرق وعرة، وصولاً إلى عملية ادخال الاستشهادي
لمنطقة تنفيذ العملية وهي في قلب الكيان الصهيوني دون أن يتم ايقافهم أو تفتيشهم
وهنا يعتبر اختراق أمني كبير ضد الاحتلال.

داخل النادي:

وقد كانت حنكته الأمنية عندما لم يشعر أحد في النادي الذي دخله بما
تحويه الحقيبة التي كانت على كتفه، فملابسه وشكله صيغت بطريقةٍ أمنيةٍ بارعة فكانت
سبباً بعد توفيق الله في نجاح تنفيذ العملية.

بل ظهرت براعته الأمنية وعدم لتفه للأنظار جليةً عندما تنكر بزي مواطن
صهيوني وتسلل في الملهي الليلي “شيفلد آفرايم” بمدينة “ريشون
ليتسيون” الصهيونية جنوب تل الربيع المحتلة دون أن يتعرض لأي عملية تفتيش
ويمكث في المكان قرابة الساعة الكاملة حتى يتمكن من نقله للمكان من العودة إلى
قواعدهم سالمين دون أن يشك بهم أحد.

حتى أن أحد الصهاينة الذي كان داخل النادي الليلي قال :” لم
أشتبه في أي شخص موجود في الصالة؛ فقد بدا أن الجميع صهاينة”.

وقد تمكن الاستشهادي من زرع حقيبة المتفجرات داخل الملهي لتنفجر ويفجر
نفسه معها بحزامه الناسف في صهاينة آخرين.

سبب عدم الاعلان عن اسم الاستشهادي :

لأن الاستشهادي
هو رأس الخيط الذي ستنطلق منه المخابرات في البحث والتحقيق عن الفاعلين، فعند
اختيار الاستشهادي تقوم المخابرات الصهيونية باعتقال كل من هم في مدينته للتحقيق
معهم حوله لكن عندما يتم اختياره من منطقة أخرى فلن يعرف بأمره أحد.

فابن مدينة جنين
حينما يفجر نفسه ويكون قد جُهز من مدينة رام الله فهذا يُصَعِب على المخابرات العمل،
والتأخير كذلك في إعلان اسم الاستشهادي يربك العدو، بقدر ما يكون الجميع من أبناء شعبنا
ينتظر من أين خرج الاستشهادي لكي يسجله أبناء مدينته ومنطقته في سجل المجد الخاص بهم.

 

الملامح الأمنية في العملية :

– مثلت ضربة كبيرة
لمنظومة الأمن والاستخبارات الصهيونية التي فشلت في الكشف عن العملية ومنفذيها قبل
وأثناء وبعد تنفيذ العملية.

– قدرة الاستشهادي
على اختراق التحصينات والحواجز الصهيونية دون أن يلفت الانتباه إليه.

– البراعة الأمنية
لدى الاستشهادي والمجموعة المخططة وقدرتهم على انتقاء مكان مناسب يمكن من خلاله
ادخال متفجرات دون كشفها.

– براعة
الاستشهادي في الافلات من التفتيش الأمني الذي يجري على مداخل الملاهي الليلية
الصهيونية.

– القدرة الأمنية
على دخال حقيقة لنادي دون شعور الأمن بها.

– اختيار الزي
والتنكر الجيد الذي أبعد الشك عن الاستشهادي.

– سيطرة
الاستشهادي على أعصابه وعدم اظهار التوتر الأمني.

– قدرة الاستشهادي
على البقاء في المكان لساعة كاملة دون أن يشعر به أحد من الصهاينة، واتاحة الفرصة
أمام الخلية التي نقله من العودة لقواعدها.

– التكتم وعدم
الاعلان عن الجهة المنفذة للعملية لحماية الخلية.

وأعلنت “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الذراع العسكري
لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في العام 2009 من غزة عن هوية
الاستشهادي محمد معمّر من الأردن بعد سنوات من اخفاء مسئوليتها عن العملية، وأوقعت
20 قتيلاً و60 جريحاً في الجانب الصهيوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى