الموساد وضرب المفاعل النووي السوري
المجد – خاص
كشف كتاب “الموساد – العمليات الكبرى” للبرفسور “ميخائيل
بار زوهر” كبير أدباء التجسس في دولة الكيان تفاصيل حديثة العهد، طالما نفتها
دولة الكيان عن عملية للموساد في سوريا،تلك العملية التي اكتنفها الغموض وسميت
“العملية المعقّدة”، حين قام عناصر
من وحدة “شلداغ” النخبوية الصهيونية بالوصول إلى “الهدف المعقد”،
وأشاروا إليه بواسطة أشعة الليزر لتُلقي من بعدها الطائرات الحربية الصهيونية من طراز
“إف 15” القنابل والصواريخ على الموقع لتدمره بالكامل.
البداية من لندن..
بدأت القصة في أحد الفنادق الفخمة في العاصمة البريطانية لندن عام
2007، عندما خرج أحد النزلاء من غرفته ليتبعه اثنان الي الغرفة بعد تأكدهم من مغادرته
الفندق.
وأشار الكتاب إلى أن الحديث كان عن
موظف سوري رفيع المستوى، وصل إلى لندن من دمشق، وسارع إلى إجراء لقاء في مركز المدينة.
في اللحظة التي خرج فيها الرجل من غرفته، قام رجلان بالدخول إلى غرفته وفتحا باب الغرفة
بمفاتيح مزيّفة.
ركَّب الاثنان على الحاسوب برنامج تجسس يدعى “حصان طروادة”.
من خلال هذا البرنامج تم اختراق الحاسوب النقال ونقل كل الملفات الخاصة بداخلة قبل
ان يغادرا الغرفة، من هنا كانت البداية لقصة بناء المفاعل النووي السوري.
الرجلان كانا رجلان للموساد الصهيوني، والمعلومات المنقولة كشفت عن ما
يدعى البرنامج النووي السوري، تضمن المعلومات برنامج بناء المنشأة النووية في منطقة
دير الزور، إضافة الي معلومات عن تواصل سوري ومسئولين في كوريا الشمالية للمساعدة في
بناء المفاعل.
كانت لدي الموساد معطيات سابقة بهذا الصدد جمعت بين عام 2006 وعام
2007 بواسطة جهاز الاستخبارات العسكرية “أمان” تفيد بأن السوريين باشروا
العمل في بناء مفاعل نووي في المنطقة الصحراوية القريبة من تركيا شمال سوريا، لكن المفاجئ
كانت أن إيران هي ممول المشروع بمبلغ ملياري دولار وبمساعدة خبراء كوريين، دون ان يعلم
الصهاينة والأمريكيون بشيء عن المفاعل رغم وجود إشارات بهذا الصدد.
الصدمة..
وجاء في الكتاب أنه فجأة، وقع تغييرٌ دراماتيكي جعل الصهاينة والولايات
المتحدة تضربان أخماسا بأسداس: في السابع من شباط عام 2007، وصل الجنرال الإيراني علي
رضا أصغري من طهران إلى دمشق في طريقة إلى تركيا التي اختفت بها أثارة، حيث كان من
قادة حرس الثورة الإيراني ونائباً لوزير الدفاع.
ليتبين فيما بعد ان اصغري قام بالهرب من إيران بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية
والصهيونية، وكان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير بكشف المستور عن الخطة السورية
الإيرانية ببناء مفاعل نووي في سوريا ومخططات المفاعل.
ما قبل الضربة..
فقد عمل الموساد عندها على تجنيد كل طاقاته لمتابعة خطة البناء السرية
للمفاعل، من رصد ومراقبة عبر الأقمار الصناعية وفي الميدان، واستطاع ان ينجح في تجنيد
احد العاملين في المفاعل ليقوم بتزويدهم بمعلومات وصور وشرائط مصورة عن المفاعل.
وحين اكتملت الصورة لدي الموساد بأن سوريا تقوم ببناء مفاعل نووي وان ذلك
يشكل خطر على دولة الكيان في المنطقة تم إرسال المعلومات الى الولايات المتحدة ونية
الكيان بضرب المفاعل إلا أن الأمريكيين أرادوا أدلة إضافية قاطعة تشير إلى أن المبنى
المذكور يستعمل فعلا كمفاعل نووي، وأن مواد
نووية موجودة في المكان.
إلا أن جاء الإثبات القاطع عام 2007، الذي لم يترك مجالاً للشك، أحضره
أفراد سرية تابعة لهيئة الأركان العسكرية الصهيونية “الوحدة النخبوية سييرت متكال”،
الذين خرجوا في إحدى ليالي آب، في مروحيتين عسكريتين إلى منطقة دير الزور، وبواسطة
أجهزة خاصة ، أخذوا عدداً من عيّنات الأرض وتربتها التي كانت فيها مواد مشعة. كان ذلك
الإثبات أن في المكان مواد نووية.
هذه الأدلة دفعت الولايات الأمريكية بإعطاء الضوء الأخضر للصهاينة لضرب
المفاعل وبحسب الصحيفة البريطانية، “صنداي تايمز”، اجتمع رئيس الوزراء أولمرت
ووزير الدفاع أيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني إلى جانب رؤساء الأجهزة الأمنية
وقرروا بعد جلسة طويلة تدمير المفاعل السوري. وأبلغ أولمرت رئيس المعارضة في حينه بنيامين
نتانياهو بتفاصيل الخطة الهجومية. وأضافت الصحيفة، وحدد موعد الهجوم في الخامس من أيلول
2007.
ساعة الصفر:
خرجت عشر طائرات من القاعدة العسكرية الصهيونية راموت دافيد باتجاه البحر
المتوسط. وبعد 30 دقيقة من الإقلاع تلقت ثلاث طائرات من العشر أمرا بالعودة إلى القاعدة.
الطائرات السبع الباقية واصلت سيرها وتلقت أوامر بالاتجاه نحو الحدود السورية التركية.
ومن هناك دخلت إلى اتجاه المفاعل النووي. وقال الكتاب، إنهم، في الطريق إلى هناك، دمرت (الطائرات) جهاز
رادار لتشويش القدرة السورية على التقاط اختراق الطائرات الصهيونية.
بعد دقائق قليلة، وصلت الطائرات إلى دير الزور حيث أطلقت على المفاعل صواريخ من طراز (ماوريك جو أرض)، وقنابل تزن الواحدة منها نصف طن أصابت الهدف بدقة،
ودُمر المفاعل خلال دقائق.