لا غالب ولا مغلوب… متى يكون لفلسطين
فلبنان بتاريخها وحربها الداخلية تهم الجميع من أبناء العالم العربي والإسلامي والمسيحي، وكذلك فلسطين بتاريخها وحروبها الخارجية ومنازعاتها الداخلية تهم الجميع من أبناء العالم العربي والإسلامي والمسيحي، فهذا اتفاق بين الحالتين لا ينكره أحد.
أما الأمر الآخر الذي يتفق عليه الجميع أيضاً من المستفيد من التصالح اللبناني بين المعارضة والموالاة؟؟ ومن المستفيد من التصالح الفلسطيني بين فتح في الضفة وحماس في غزة؟؟
ومن خلال الإجابة عن السؤالين السابقين يتضح لنا أن الثمرة التي جناها المتحاورون اللبنانيون تختلف عن الثمرة التي سيجنيها المتحاورون الفلسطينيون –إذا قدر لهم ذلك- وما ذلك على الله بعزيز، فشتان شتان بين الثمرة التي ظاهرها جميل وطعمها مر وبين الثمرة التي ظاهرها غير جميل وطعمها حلو.
أبين وبكل بساطة، وأنا لست السياسي المتربع في الفقه السياسي، أن الحالة اللبنانية وتصالحها الآن يعود بالخير على الشعب اللبناني في ظاهره، ولكنه يبقي السياسة الصهيوأمريكية على تواجدها في الساحة اللبنانية، وعدم التصالح وسيطرة المعارضة على الساحة اللبنانية يضر ويخرب ويقضي على ظاهرة تحقيق الرؤى الصهيوأمريكية، لذا صدرت الأوامر من رأس الكفر والشر والظلم بأنه لا بد من التصالح والتراخي من أجل بقائه معشعشاً في أرض لبنان المقاومة والتحرير.
وكذلك الحالة الفلسطينية وتصالحها الآن يعود بالخير على الشعب الفلسطيني ويقويه في وجه المحتل المغتصب لأرضه والمتحايل على ضعاف العقول من أبناء شعبه الفلسطيني، ويعيد للوطن لحمته، ولكن هذه القضايا مجتمعة لا يريدها رأس الكفر والشر والظلم وربيبته الصهيونية، فهم يرغبون بالتفسخ الفلسطيني وهم يمنعون الحوار الفلسطيني وأن الفلسطينيين في جزء من الوطن مسلوبي القرار تجاه الحوار.
فالجامعة العربية التي استطاعت أن تصلح بين اللبنانيين وإن كان ظاهرياً، هل باستطاعتها أن تصلح بين الفلسطينيين؟؟ أم أن نتائج التصالح الفلسطيني تضر كما أسلفنا بالشر وأهله (أمريكا وإسرائيل)، والأنظمة العربية المهترئة غير قادرة على مخالفتهم، وهي رهن إشارتهم لتلبي ما يرضيهم.
من يحرر هذه الأنظمة من الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، ويجمع المتخاصمين الفلسطينيين في أي مدينة عربية مهما كبر نفوذها أو أصغر، ويخرج الفلسطينيين بعدها لا غالب ولا مغلوب ويعيد للوطن لحمته ويعود الشعب الفلسطيني موحداً أمام ثوابته، أمام عدوه الحقيقي، أمام حقوقه الشرعية الذي يعترف بها القاصي والداني إلا أهل الشر والظلم والعربدة، وأظنهم كثير في هذا العصر.