قتله لسانه وأهلكه حب الظهور
المجد – خاص
لم يدرك
أمجد أن كلماتٍ خرجت من بين فلتات لسانه ستجعل منه أسيراً بين الجدران، أسيراً ليس
كباقي الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، بل يعيش في بلده وبين أهله، ولكن يخشى
الخروج من عرينه خشية أن يحدد المخابرات الصهيونية مكانه، فيلتزم التخفي، ويقتل كل
يوم ألف قتلة ندماً على تلك الكلمات.
كانت
البداية عندما انضم أمجد إلى أحد فصائل المقاومة في قطاع غزة، وبعد فترة قصيرة من
انضمامه للمقاومة، وخبرته الكبيرة في مجال
الإلكترونيات، استطاع أمجد تصميم لوحة إلكترونية أذهلت الجميع.
استطاعت
من خلالها المقاومة توجيه ضربات قاسية لقوات الاحتلال، حيث استخدمت اللوحة
الإلكترونية لتعطيل أجهزة الكشف والمراقبة عند العدو.
أيقنت
أجهزة المخابرات الصهيونية أن هناك خطر يهدد أمنها، وأنه لابد من الحصول على مصمم
اللوحة حياً أفضل من الحصول عليه ميتاً، فهي تريد التعرف على تلك اللوحة وآلية
عملها.
بعد ثلاثة
شهور من تصميم واختبار اللوحة الإلكترونية، صدم أمجد بما أخبرته به الأجهزة
الأمنية في قطاع غزة، فقد أخبرته بعدم السفر من القطاع والالتزام بالحيطة والحذر
الشديدين.
كان هذا
التحذير لأمجد بعد أن ألقت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة على أحد العملاء الذين
يعملون لصالح الاحتلال، والذي بدوره اعترف أن مهمته في الفترة الأخيرة هي مراقبة
أمجد وتحركاته.
لقد
تمكنت أجهزة المخابرات الصهيونية من معرفة مصمم اللوحة، بعد أن تحدث أمجد “الذي
لم تسعه الدنيا من الفرح” إلى بعض أصدقائه أنه هو من قام بتصميم اللوحة،
متفاخراً بعقليته الفذة والقوية في مجال الإلكترونيات.
لم يمضِ
على عمل أمجد في المقاومة سوى سنة واحدة، ليصبح بعد ذلك مطلوباً ومطارداً لقوات
الاحتلال الصهيوني، لقد ضاقت عليه الدنيا بما رحبت، بعد أن لم تسعه فرحاً، وأصبح
لسان حاله يقول قتلني لساني وهلكني حب الظهور، فلم يعد يعرف في الدنيا سوى لغة
التخفي عن أنظار العدو وعملائه.
نصائح
وإرشادات:
–
من كَثُر كلامه كَثُر سقطه، فلذلك فاحذر من الثرثرة الزائدة.
–
لا تعطِ المعلومة إلا لصاحبها، حتى ولو كنت تثق بمن حولك.
–
ابتعد عن حب الفضول، ولا تبحث عن المعلومة التي لا تخصَك.
–
تذكر أن اللسان سيف قاطع لا يؤمن حده والكلام سهم نافذ لا يمكن رده.