الجماعات المسلحة بديل عن الجيوش العربية
المجد – خاص
كان
هناك جنديا في الميدان يقابله جندي أخر من الأعداء، كان الأخر مستمر في إطلاق النار
علي الجندي دون أن يصيبه واستمر ذلك أسابيع فلفت ذلك نظر القائد فاقترب من الجندي هامسا
في إذنه باستهزاء ” منذ أسابيع وهو يطلق النار عليك وأنت لم تطلق علية
رصاصة ألا تستطيع اصطياده رد الجندي بابتسامة استطيع أن أردية قتيلا بطلقة واحدة لكنى
أخاف ان قتلته ان يأتيني جندي أخر أكثر حرفية
يصيبني من أول طلقة.
هكذا حال الكيان والجيوش العربية منذ عشرات السنين
وهي تتوعد الكيان في الرد دون أن تؤتي بالفعل حتى قررت دولة الكيان التخلص منها دون
أن تحسب حساب لجندي أخر يأتي أكثر حنكة وتدريب وكراهية يؤرق مضاجعهم.
يبدو
أن مخططات الكيان وحليفتها أمريكا ذهبت أدراج الرياح، فقد جنت على نفسها براقش لقد
سعيا إلى تدمير الجيوش العربية ليكون الجيش الصهيوني هو المتفرد بالمنطقة لكن لم يخطر
ببالهم أن في الأثر انعكاس لصعود جماعات مسلحة بديله عن الجيش تظهر بقوة في المشهد.
فقد
صرح وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون، إن منظمات “إرهابية” مسلّحة ومدرّبة
ستحل مكان الجيوش في الدول العربية في السنوات المقبلة عند حدود دولة الكيان، وإن التهديدات
ضد الكيان لم تتغير. هذه الجماعات مدرّبة ومسلحة
من أخمص قدمها حتى رأسها ويصعب لجمها ستحل مكان الجيوش في السنوات القريبة. وأضاف أن
“التغييرات في المنطقة تلزمنا بأن نتساءل كل صباح ما الذي تغيّر، وكيف ملائمة
أنفسنا للواقع المتغير”.
ونحن
أيضا نتساءل ما الذي تغير لتستبدل الجيوش التي لاتسمن ولا تغني من جوع بجماعات ربما تكون
أكثر تأثيراً في معادلة الصراع العربي الصهيوني، أم الحسابات كانت خاطئة، ولعل غزة
وتنظيماتها العسكرية كانت خير مثال فلم يتجرأ جيش بعينة أن يرعب دولة الكيان ويؤثر
في أمنه على مر عقود من الزمان، إلا أن الجماعات المسلحة في غزة ضربته في سلاحها المتواضع
في عقر دارة وأخلت توازنه وأسقطت نظريته الامنية وجيشه الذي لا يهزم المزعومتان.
يبدو
أن السحر انقلب على الساحر لتولد جماعات مسلحة أكثر خطراً وتشدداً وحقداً، تؤرق دولة
الكيان بعد أن ذوبت الجيوش العربية في مخططاتها وشرت ما تبقى منها بأموالها لتصبح جنودها
موظفين تحت إمرة الكيان ليس لهم إلا السمع والطاعة.