غزة تنتصر على المؤامرة… سجين يعجز سجانه
المجد – خاص
غزة نقطة في بحر العالم لا تكاد تذكر من حيث المساحة وعدد السكان،
لكنها تؤرق الكثيرين ممن يتآمرون عليها، تتحمل ما لا يتحمله احد تذبح وتقتل وتحاصر
وتبقى صامدة تنتفض على سجانها وتصرخ في وجه الباطل، يريدونها ان تعيش كما يعيشون
يرقصون ويمرحون ويسرحون ويمرحون لكن بلا كرامة وعزة يساقون كالأغنام كما يأمرهم
سيدهم، لكن غزة تعودت ان تسوق جلادها وتؤرق أحلامه.
كان لابد ان تذعن غزة لجلادها … وكان لابد من ترويضها، حوصرت غزة من
البر والبحر حتى عندما قررت أن لا تموت وحفرت أنفاق لها تحت الأرض دمروا انفاقها،
ليس مسموح لها ان تعيش بكرامة، حوربت غزة ونزفت وانتصرت لأنها لا تملك السلاح بل لأنها
تملك الإيمان بقضية عادلة نقية من الخيانة والمؤامرة والتنازلات.
المتأمل جيدا يدرك أن هناك جهات علنية تتمثل بالكيان ومؤسساته الأمنية
وجهات خفية من الدول العربية المتآمرة مع الغرب ومع الصهاينة تسعى إلى تدمير غزة وإخضاعها
لاتفاقيات عفنة لم يجنى منها الشعب الفلسطيني سو مزيد من المعاناة والتشرد واغتصاب
الأرض.
كانت البداية من المخابرات الصهيونية وكانت الأيادي عربية باسم تمرد
ولا ندرى كيف يدعون لتمرد السجين على نفسه وكأن السجان والطاغية والمستعمر والمفرط
هو صاحب الحق والمظلوم والسجين هو الظالم تناقضات غريبة.
كانت البداية حصار أكثر من مليون ونصف مواطن يتنفسون فقط من معبر واحد
يدخل لهم ما لا يسمح لهم بالموت ويبقيهم تحت المعاناة، وتأمروا على إغلاق الأنفاق
وتأمروا على تقليص كمية الكهرباء وتأمروا على خلق أزمة الوقود وتأمروا على إثارة
الفتن والكراهية والخلاف، دفع الملاين من اجل ان تسقط غزة… وغزة لاتسقط!!.
اجتمع الطغاة من مخابرات صهيونية وأمريكية وعربية ولم يتركوا مؤامرة
ولا طريق لإسقاط غزة وخنقها وقتلها الا سلكوه،ومازالت المؤامرة مستمرة لإشعال حرب أهلية
وتمرد واقتتال داخلي،غزة سجين قهر حارسه و حطمت كل أحلام الكيان ومخططاته على أعتاب
بابها.
غزة لن تنكسر لان فيها رائحة الشهداء وعبقهم يتنفسه أهلها كل صباح غزة
لن تنكسر لان فيها رجال أبطال يرفضون الخيانة والتفريط والخونة مهما اختلفوا بينهم
هذه هي غزة وهذه هي ثقافة أهلها تأمروا كما شئتم وأنفقوا كيفما شئتم فغزة تلفظ
الخونة وتحتضن الرجال الرجال هذه هي غزة وتلك هي مؤامراتكم.