الشاباك يطوّر أساليبه لتجنيد فلسطينيي 48
المجد-
متابعات
يشهد الداخل الفلسطيني
في هذه الفترة حملة مخابراتية صهيونية غير مسبوقة بحجمها تهدف إلى ترهيب الشبان العرب
خاصة الجامعيين منهم والناشطين سياسياً، كمحاولة من المؤسسة الصهيونية لتجنيدهم لأجهزتها
الاستخباراتية وعلى رأسها “الشاباك”.
وحذّر المحامي عمر
خمايسي من مؤسسة ميزان لحقوق الانسان في الداخل الفلسطيني، في تصريحات صحفية من تنامي
الظاهرة، وكشف عن قيام الشاباك بتطوير أساليبه في هذا المضمار.
وأوضح خمايسي أن
“الأمر يدور حول تصعيد خطير في الاستدعاءات، وترتدي الاجهزة المخابراتية لباس
شرطة ولكن يتخفّى بداخلها رجال الشاباك، ويستدعون الشباب تحت مسميات التحقيق لكن في
الواقع يحمل في طياته عرض العمالة واغرائهم بالعمل مع الشرطة والمخابرات، واذا تم رفض
العرض من قبل الشباب الخاضعين للتحقيق يقوم رجال المخابرات بتوجيه رسائل تهديد ووعيد
للتضيق عليهم وملاحقتهم”.
وتستهدف الحملة
الصهيونية المسعورة على وجه الخصوص شرائح الشباب الناشطين سياسياً واجتماعيا وجماهيريا
او الذين ينتمون لأحزاب وحركات سياسية مختلفة، ومن حيث الفئة العمرية فعادة ما تتراوح
أعمارهم بين 18 عاما و 30 عاما . فهذه الشرائح يستدعيها الشاباك اكثر من غيرها وعلى
وجه الخصوص طلبة الجامعات من بينهم.
وعن نشاط مركز
“ميزان” في التصدي للموضوع قال خمايسي : إن المركز يتابع الموضوع منذ سنوات
طويلة وسبق له أن أصدر كتابا بعنوان “في ضيافة الشاباك” هدفه توعية الجماهير
حول كيفية التعامل مع مثل هذه التحقيقات بالإضافة الى قيامه بتقديم استشارات قانونية
في مثل هذه الحالات واصدار نشرات توعوية.
“لكن اليوم
بات جهاز “الشاباك” يستخدم أساليب جديدة ، من خلال استخدام الضغط على الذين
يتم التحقيق معهم وحتى الاتصال بأهاليهم، وعندما يكون طالب جامعي في بداية مشواره الدراسي
، يتم قرع باب الأهل بأن ابنكم في قبضة المخابرات وعليكم كأهل أن تقنعوه بالتعاون معنا
لإنقاذ مستقبله.
وهناك بعض الشباب
الذين وصلوا الى محطة الشرطة وعندما وجدوا أن لا تهم موجهة ضدهم قالوا نحن نحافظ على
حقنا بالصمت، فما كان من رجال المخابرات إلا الاتصال بأهاليهم واستدعائهم لمراكز الشرطة
ليقنعوا أبناءهم بعدم التزام الصمت والتعاطي مع التحقيقات والاجابة على الاسئلة رغم
أن هذا الإجراء غير قانوني .
وأضاف خمايسي:”من
هنا نحن نقول للشباب من باب تقديم الاستشارة القانونية إنه في حال لم تكن هناك شبهة
أو تهمة او مخالفة موجهة للشاب بشكل مباشر، فلا يوجد أي الزام قانوني للتعاون مع المحققين”.
رعب في صفوف الشباب
وانتهى خمايسي للقول:
“من خلال متابعتنا لهذه الملفات نرى أن الشاباك يقوم بتطوير نفسه وأساليب تعامله
مع التحقيقات وبالمقابل نحن نقوم بتطوير الاستشارة القانونية.
الشباب الذين يحصلون
على استشارة قانونية يصلون الى التحقيقات وهم في حالة نضوج ويعرفون حقوقهم ومن هنا
التوعية تلعب دورا مهما.
وتابع :”نحن
نقدّم محاضرات وورشات توعوية في الجامعات وفي محافل جماهيرية وقمنا باستصدار كتاب وتقارير،
لكن الموضوع ولخطورته يجب ان تتم متابعته من قبل لجنة المتابعة والحركات والاحزاب السياسية”.
واستطرد
:”لا ننسى أننا نتحدث عن أشخاص ليس لهم سوابق ومعظمهم لم يدخل تحقيقا من قبل والشرطة
والمخابرات يستغلان هذا الأمر لترهيبهم، كما يستخدمون في حالات أخرى أسلوب الترغيب
لإقناعهم بالتعاون أيضا، مقابل تسهيل أمور التعليم وتسهيل انخراطهم في سلك العمل المستقبلي،
على سبيل المثال لا الحصر”.
التصعيد يتزايد
بوتيرة عالية وهناك رعب في اوساط الشباب. نحن في مؤسسة ميزان نقوم بدورنا كمؤسسة حقوقية
ولكن القيادات في الداخل مطالبة بدور جماعي أكبر وجدي اكثر”.