الأمن المجتمعي

ثغرات تهدد بيوتنا

المجد – خاص

نبني بيوتنا ونجْعل أساساتِها وقواعدَها متينة, لتدوم طويلا,  أو
لنتلافى خطر الانهيار على رؤوس ساكنيها, ونحصّن نوافذها بالقضبان الحديدية لصدّ
أيّ أذى, لننعم براحة بال وسكينة وأمن.

المصيبة العظمى, والطّامّة الكبرى, عندما يكون البيت من الدّاخل مصدرَ
خطرٍ يهدّدُ ساكنيه, فيكون أحدُ أفراد الأسرة مجرمًا, وآخر ضحيّة, ضحيّة ضربٍ
مُبرِح, أو تحرّشٍ جنسيٍّ واغتصاب, أو اعتداء، فهذه التهديدات سهلت المهمة على
ضباط المخابرات الصهيونية، في إسقاط بعضهم في وحل العمالة.

فقد استطاعت المخابرات الصهيونية أن تستغل بعض هؤلاء الأفراد في
الحصول على معلومات، ووظفت المخابرات الصهيونية أحد هؤلاء العملاء لمراقبة وتعقب بيت
عمه القيادي المقاوم، والذي تم استهدافه بعد ذلك هو ومجموعة من رفاقه.

وآخر طلبت منه المخابرات الصهيونية، تسليم بعض المعلومات الموجودة على
جهاز اللاب توب الخاص بوالده، مقابل مبلغ من المال، هذا الجهاز كان يحتوي على خطط للمقاومة،
وهيكليات، وأماكن تخزين السلاح، وغيرها.

وتمكنت قوات الاحتلال من اغتيال أحد قيادات المقاومة المطلوبين لها،
بعد أن أكدت زوجته لمتصل مجهول، أن زوجها مشغول ولديه ضيوف، وأبلغت المتصل
بالاتصال في وقت لاحق.

ومن جهة ثانية تمكنت المخابرات الصهيونية من زرع جهاز تنصت في بيت
يعود لقيادي مقاوم، عن طريق صديق نجله الأكبر، ليسقط البيت على رؤوس ساكنيه بعدها
بأشهر قليلة.

هذه الحالات قليلة جداً في مجتمعنا الفلسطيني، بل هي شواذ، ولكن علينا
بالحيطة والحذر الشديدين، وسد هذه الثغرات التي تمكن العدو من النيل منّا، أو
إلحاق الضرر بمجتمعنا.

إنّ ظاهرة فقدان الأمن الأسريّ, من شأنه أن يزيد حياتنا بؤسا وشقاء,
فنحن كنا وما زلنا نطمح أن ننعم بأمن وأمان خارج البيت وداخله, فكيف إذا أصبح
البيت مصدر خطر يتهدّدنا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى