هل تنفجر فضيحة الجاسوس في وجه الشاباك؟
المجد – وكالات
قبل أيام بادرتنا وسائل الإعلام العبرية
بخبر عاجل أن الشاباك اعتقل جاسوساً إيرانيًا في مطار “بن غوريون” في
“تل أبيب” قبل ثلاثة أسابيع، كان ينوي إنشاء شركات تجارية لصالح الحرس
الثوري الإيراني لاستخدامها كقاعدة لضرب المصالح الصهيونية.
وفي نفس اليوم صرح ممثل عن الشرطة الصهيونية
بأن توقيت إعلان الاعتقال لم يكن صدفة، وأنه جاء بطلب من جهات عليا لخدمة المستوى
السياسي في “الكيان الصهيوني”.
وصباح الأحد الماضي، طالعت صحيفة هآرتس
الجمهور الصهيوني بتقرير تحت عنوان “أكثر اللحظات إحراجًا للشاباك منذ
تأسيسه”، عرض تساؤلات مقلقة بخصوص هذه القضية ومنها أن توقيت الإعلان جاء
مستغرباً ومكيفاً لخدمة أهداف سياسية بصورة تدعو للسخرية، فليس من مهام جهاز
المخابرات تقديم الخدمات الخارجية والدعائية لرئيس الوزراء.
فجهاز الشاباك يتبع من الناحية الإدارية
لمكتب رئيس الوزراء الصهيوني مباشرة ويعمل في مجالات متعددة، ومن بينها مكافحة التجسس
داخل الدولة، ونشاطاته تمس أقدس المقدسات الأمنية والاستراتيجية. ويعمل في الظلام وأغلبية نجاحاته مخفية،
على حد وصف الصحيفة.
وتضيف هآرتس قائلة إن طبيعة عمله سرية جداً
فعلى سبيل المثال لا يعلم الكثيرون شيئاً عن ميزانيته وظروف العمل فيه، كما أن
هنالك نكسات في تاريخه أيضًا، لعل أبرزها فشله في منع اغتيال رئيس الوزراء الصهيوني
الأسبق اسحاق رابين.
وتضيف هآرتس أنه لا يعرف حتى الآن إلى أين
ستصل قضية اعتقال المواطن البلجيكي ذو الأصول الإيرانية، وهنالك مخاوف من تحول
قصته إلى فضيحة مدوية تعصف بالشاباك.
وقد وصف المحلل العسكري لهآرتس والجنرال الكبير
عاموس هرئيل توقيت الإعلان بنبرة استهزاء وسخرية قائلاً “تقارب زمني لا يمكن
أن أصفه إلا أنه صدفة مفرحة”، فالإعلان لم يأت لا قبل يوم ولا بعد يوم من سفر
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بل جاء لحظة صعوده للطائرة – بحسب هآرتس.
واختتمت هآرتس تقريرها بالقول إن ما زاد الطين
بله هو تورط جهاز الشاباك بنشر صورة تبين فيما بعد أنها مزيفة لذلك الجاسوس
المفترض على شاطئ “تل أبيب”. وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي العبرية
صورة الإيراني “علي منصوري” بكثير من السخرية من قلة خبرة مزورها بأبجديات
تزوير الصور
!!فيلاحظ وجود اختلاف في اتجاه الظل فيها حيث
يبدو ظل العمود في خلفية الصورة باتجاه وظل منصوري باتجاه آخر ويبدو أن مركبها كان
في عجلة من أمره حتى خرجت بهذا الشكل الفاضح.
وفي النهاية فإن أكثر ما يقلق في هذه
“الصدفة ” –بحسب هآرتس- هي المخاوف من عودة جهاز الشاباك إلى أيامه
المظلمة في العقد الأول لتأسيسه حيث كان يستخدم كسلم لصعود الساسة الفاشلين عليه .