هل عمليات الضفة لغز, أم مجرد صدفة؟
المجد – خاص
شهدت الضفة
الغربية في الآونة الأخيرة عدة عمليات أقلقت العدو الصهيوني، ولا زال الغموض يكتنف
عملية قتل الكولونيل في الجيش الصهيوني يايا عوفر فجر الجمعة حيث لم يتضح بعد
الدافع من وراء العملية.
والمتابع لوسائل الإعلام العبرية يشعر بقلق كبير
لدى الصهاينة يصل إلى درجة الهوس داخل مغتصبات الضفة الغربية فتسلسل العمليات
الأخيرة يحير جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش معًا فلا رابط مشترك بين هذه
العمليات سوى التوقيت، فيما اتسمت العمليتان الأخيرتان باقتحام مغتصبتين يفترض
أنهما تحت الحراسة المشددة.
وفي هذا السياق كتب المحلل العسكري الصهيوني
المعروف رون بن يشاي مقالاً تحليليا نشره موقع يديعوت الالكترونيً حول تسلسل
العمليات الأخيرة في هذه الفترة يشير فيه إلى أن هذه العمليات تثبت بأن الظروف في
المنطقة مرشحة للاشتعال في أية لحظة.
ويقول إن “الاحداث (في الضفة الغربية) لم
تصل بعد إلى مستوى الانتفاضة ولكن الأمور في غاية الخطورة والغليان سيد
الموقف”.
وأوضح بن يشاي
في تقرير نشر اليوم أن الأجهزة الأمنية الصهيونية حائرة وعاجزة عن حل لغز مقتل الصهاينة
الثلاثة في غضون شهر وفي مناطق مختلفة بالضفة، ويقول المحلل العسكري إن عملية مقتل
الجنرال أمس الأكثر تعقيدا للجيش “الإسرائيلي” والأجهزة الأمنية حيث لم
تتوصل إلى طرف خيط لمعرفة خلفية القتل و قامت باعتقال خمسة فلسطينيين وسلمتهم
للشاباك في محاولة للتأثير على الرأي العام وعدم فقدان ثقة المواطنين “الإسرائيليين”
بالجيش وقوات الأمن “الإسرائيلية”.
وأضاف بن يشاي
بالقول أن هناك تخبط داخل الجيش وقيادته حول كيفية التعامل مع العمليات في الضفة
حيث أن أربع عمليات ثلاثة منها قتل حيَّرت المنظومة الأمنية في التعامل وذهبت تتساءل:
هل الفلسطينيين استخدموا أسلوب جديد في المقاومة؟
وقال بن يشاي إن
الشاباك أصدر تقريره الأخير قبل فترة بالقول أن هناك ارتفاع في وتيرة العمليات
المعادية ضد المستوطنين والجيش بالضفة حيث أن عمليات رشق الحجارة وإلقاء الزجاجات
الحارقة ارتفعت في الآونة الأخيرة إضافة إلى عمليات إطلاق نار على أهداف “إسرائيلية”.
ويضيف بن يشاي أن حادثة أمس تضاف إلى حادثة التسلل
الأخيرة الى مغتصبة بساغوت ولكنه يؤكد أن ما يقلق في العمليتين -حتى لو افترضنا
أنهما على خلفية جنائية- هو حقيقة تسلل فلسطينيين إلى داخل المغتصبات واستعدادهم
لقتل أول يهودي يصادفهم في الطريق، وحسب بن يشاي فهذا يعني الكثير في هذه المرحلة.
ويلفت إلى أن
التخوف الأكبر في الكيان اليوم هو من حالة تململ فلسطينية نحو انتفاضة ثالثة وهناك
من وصف الوضع القائم بالانتفاضة الصامتة حيث نشهد ازديادًا في حوادث إلقاء الحجارة
والزجاجات الحارقة وأيضًا عمليات إطلاق النار باتجاه الجيش أثناء قيامه بحملات
الاعتقال داخل المخيمات الفلسطينية، إضافة إلى ذلك العمليات الأربعة الأخيرة والتي
لا تبشر بخير.
وكتب المحلل
العسكري في تقريره أن الجيش الصهيوني يعتقد بأن العمليات الأخيرة بالضفة سببها إطلاق
سراح الأسرى في صفقة شاليط إضافة إلى إطلاق سراح الاسرى القدامى والسبب الاخر هو
ربما يكون رد فلسطيني نوعي على العمليات التي يقوم بها الجيش الصهيوني في الضفة
والتي كان آخرها استشهاد أربعة شبان في قلنديا وجنين.