أين أنتج سم اغتيال عرفات؟
المجد- خاص
معهد “نيس تسيونا” إنه المعهد البيولوجي في مدينة “ريشون
ليتسيون “، جنوب شرق مدينة تل الربيع، أكثر المنشآت الأمنية سرية في دولة الكيان،
يفرض الكيان الصهيوني رقابة عسكرية مشددة على كل مادة إعلامية تتعلق به، ويشغل هذا
المعهد 300 من العلماء والفنيين، ويضم عدة أقسام، كل منها يتضمن خط إنتاج محدد لإنتاج
أسلحة كيماوية وبيولوجية. ومعظم هذه الأقسام يتخصص في إنتاج المواد البيولوجية ذات
الاستخدام الحربي، مثل السموم التي تستخدم في عمليات الاغتيال.
ضحايا هذا المعهد :
داخل هذا القسم أنتج السم الذي استخدمته وحدة الاغتيال في الموساد المعروفة
بـ ” كيدون ” في المحاولة الفاشلة في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
خالد مشعل عام 1997م، لكن لا خلاف على إن أول استخدام لمنتجات هذا المعهد في عمليات
الاغتيال كانت أواخر عام 1977م، حيث أجاز رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق مناحيم بيغن
لجهاز الموساد تصفية وديع حداد، أحد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عبر دس مادة
بيولوجية سمية في الشوكولاته البلجيكية التي كان مولع بتناولها، غير أن هذه المادة
البيولوجية أو السم قد تم إنتاجها لأول مرة في المعهد البيولوجي.
وكانت آلية عمل السم تقوم على
التأثير التدريجي على صحة الضحية، بحيث لا يموت فجأة، فيتم الكشف عن هوية العميل والآلية
المستخدمة. وبالفعل حدث تدهور على صحة حداد، وتم نقله لإحدى مستشفيات ألمانيا الشرقية،
حيث تم تشخيص مرضه كسرطان دم، وتوفي حداد في 28 مارس عام 1978م، لكن تبين بعد 32 عاماً
إن سبب الوفاة هو السم، الذي أنتج في المعهد البيولوجي.
قتل عرفات
واليوم ينكشف سر موت الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد تسع أعوام من رحيله،
فقد تبين ان سم البولونيوم المتهم الأول بقتل عرفات، هو عنصر كيميائي في الجدول الدوري
يرمز له بـ Po وعدده الذري 84. يعد من أشباه
الفلزات، وله نشاط إشعاعي نادر. والبولونيوم كذلك سام كيميائياً. وهو شديد الخطورة ويتطلب معدات خاصة وطرق صارمة
للتعامل معه.
أجسام ألفا التي يشعها البولونيوم
تدمر الأنسجة الحيوية بسهولة إذا ما ابتـُلع (بالتنفس أو الامتصاص) يتم إعداده داخل
المفاعل النووي ويستخدم البولونيوم مصدرا للنيوترونات في عمليات الطاقة النووية والإشعاع،
ويعتبر “البولونيوم 210” سما مثاليا في مجال الاغتيالات، فهو قاتل ولا يمكن
تحديده إلا بعد فوات الأوان.
إن جرعة من المسحوق الأبيض اقل من حبة الملح كان لها أن توضع في شراب بدون
إن تغير الطعم كفيلة بإنهاء وتدمير أنسجة الجسم، وقد عقب احد المختصين الأردنيين أنه
ربما لن يجد المحققون شيئا من مادة البولونيوم المفترض وجودها في جثمان عرفات لأن عمرها
قصير 136يوما قبل ان تتلاشى نهائيا وحيث ان
وفاة عرفات قد مضى عليها 9 سنوات.
وقد كان أول ضحايا البولونيوم الجاسوس الروسي ألكساندر ليتفيننكو في
2006 أعلن أنه كان بسبب التسمم بالبولونيوم.