قلب زين وسيلة الاحتلال الصهيوني لابتزاز هداية
المجد –
متابعات
استأذنت “هداية”
وخرجت من عملها متوجهة إلى بيتها، وكل ما يشغل فؤادها مصير ابنها “زين
الدين” الذي يتوقف على إجراء ثلاث عمليات في القلب.
فور وصول
المنزل تفاجأت “هداية” بهاتفها الذي دق جرسه، وكان على الطرف الآخر
امرأة تدّعي أن اسمها حلا وتعيش في مدينة القدس وتعمل في معبر بيت حانون
“ايرز”.. وهنا تبدأ تفاصيل القصة.
أخذت
السيدة التي على الطرف الآخر التعريف عن نفسها، وقالت إنها تعلم حالة زين ومدى
حاجته للعلاج، وادعت أنها جاءت لتساعد هداية التي أنهكها مرض ابنها صاحب الأشهر
الثمانية.
علامات
الشك والريبة تقسّمت على ملامح أم زين التي لم تكن تفكر آنذاك في عروض تلك السيدة
التي بدت مغرية للوهلة الأولى، بقدر ما كانت مهتمة لمعرفة المقابل وما الثمن الذي
ستدفعه.
“ساعِدينا
بنساعدك” كلمتان كانتا كفيلتين بصدمة هداية التي كانت متوقعة ذلك العرض، فقد
تبين لها بعد حين أن تلك السيدة تعمل لصالح جهاز المخابرات الصهيوني، وتسعى بذلك
إلى جرّ الأم للتعاون الأمني.
مكالمة
فتاة المخابرات كانت وليدة معاناة عاشتها أم زين على مدار أشهر طويلة، بدأت
بمستشفى للأطفال في غزة، ومرّت بمستشفى “فيلكسون” ولم تنتهِ بـ “تل
هاشومير” داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتكرر اتصال
“فتاة المخابرات”، مجددًا لكن أم زين قابلت ذلك بالرفض، ودفعها إلى
التواصل مع الأجهزة الأمنية بغزة الذي استقبلت حالات كثيرة خضعت لابتزاز صهيوني.
وكان من
المفترض أن تعود الأم وابنها إلى مستشفى “تل هاشومير” مرة أخرى بهدف
إجراء العملية الجراحية الثانية في العاشر من يناير/كانون الثاني، لكن الابتزاز
الذي تعرضت له أوقف رحلتها.
لجوء
هداية إلى الأجهزة الأمنية بغزة كان مفتاحًا مزدوجًا لإغلاق باب معبر
“ايرز” وفتح بوابة معبر رفح على الحدود الفلسطينية-المصرية، لإكمال
العلاج في تركيا، لضمان عدم اعتقالها وابنها.
وتتوقع
هداية أن يكون السبب في طلب التعاون مع الاحتلال هو أن أحد أشقائها كان يعمل في المقاومة.