العميل المشاكس
المجد – خاص
يعتقد الكثيرين أن العميل شخصية مهزوزة ضعيف الإرادة لا يمكن أن يتخلص من طوق العمالة ومجاراة المحتل في ما يريد، بالعكس تماما العميل شخصية ذكية يتعامل بدهاء، لكن هناك ظروف أوقعته بدائرة العمالة تتفاوت من عميل لأخر منهم من سقط لعشقه للنساء والفجور ومنهم من سقط لحاجة مالية أو سفر أو وظيفة، لكن كل ما سبق ليست أسباب في سقوط العملاء إنما هي وسائل لإسقاط العملاء.
كلمة عميل كلمة صعبه غير مستساغة ألبته حتى بالنسبة لأصحابها، وإسقاط عميل غاية صعبة تتطلب الوقت والصبر والجهد فالمخابرات في علاقتها مع العملاء أشبه ما يكون بالعلاقة الغرامية بين شاب وفتاه هم يعلمون أنها علاقة محرمة وممنوعة لكن من الحب ما قتل.
هذه هي الفلسفة النفسية التي يحاول ضابط المخابرات إن يسلكها مع العملاء من اجل تقويض إرادتهم مثلهم كمثل الضفدع إذا ما وضعته في ماء مغلي لتسلقه قفز وفر هاربا لكن إذا ما وضعته في إناء به ماء بارد وأوقدت تحته النار شيئا فشيئا ستخذل عضلاته وتتراخي حتى إذا ما وصل الماء إلى درجة الغليان كان من الصعب علية القفز والهروب من القدر المغلي، هذا ما تقوم به المخابرات الصهيونية مع العملاء في تخدير ضمائرهم وتوجيههم أينما تريد.
لكن لكل نظرية شواذ هناك شخصيات من العملاء يصعب السيطرة عليها وترويضها وهذا ما نسميه في فلسفتنا الأمنية العميل المشاكس، الذي يبتز هو مشغليه ويرهقهم في طلباته بدون أن يقدم شيء للطرف الأخر مجدي، فتكون طلباته أكثر من طلباتهم، هنا يفكر رجل المخابرات ألف مرة قبل أن يكلفه في مهمة معينة بل يصل الحد به إلى الاستغناء عن خدماته، ومن ميزات هذا العميل المشاكس التالي :
عميل لا تنتهي طلباته: يأخذ أكثر مما يعطي سواء كلف بمهام أو لم يكلف دائما على اتصال مع مشغليه لابتزازهم والاستفادة منهم إلى أقصي الحدود.
عميل يطلب الغالي بأرخص ثمن: مقابل تنفيذه أي مهمة بسيطة يطلب أشياء غير منطقية وغير معقولة مبالغ طائلة تسهيلات كبيرة لا تناسب مع حجم المهمة المكلف بها.
عميل المتردد: وهنا تستطيع أن تسميه العميل المزاجي الذي ينفذ المهام التي هو يريدها ويرفض المهام التي لا تأتى على هواه ينتقي المهام ولا يخاطر بنفسه من اجل أن يرضي مشغليه متردد في مهامه.
في المجمل هذه النوعية من العملاء تعتبر المخابرات الصهيونية أنها أخطأت في تجنيدها وتحاول قدر المستطاع التخلي عنها إلا في حالات خاصة قد تتحمل تكلفتها العالية من اجل معلومة أو عمل نوعي يفيد المخابرات الصهيونية.