هل سيكون البحر ساحة للمعركة القادمة بين المقاومة والكيان؟
المجد – خاص
الحدود البحرية لقطاع غزة لا تقل خطورة من ناحية أمنية عن حدوده البرية، حيث يسيطر عليها جيش الاحتلال منذ مدة طويلة، ولا يسمح للفلسطينيين باجتيازها إلى الخارج، ويضيّق على الصيادين ويطلق النار عليهم بشكل دائم، ويحدد لهم مسافة دخولهم إلى البحر للصيد.
عمليات إطلاق النار من قبل الزوارق الصهيونية تكاد تكون يومية، يستهدف الجيش الصهيوني من خلالها الصيادين ويطاردهم، ويعكس ذلك التخوف المتصاعد من الحالة الأمنية للحدود البحرية مع غزة التي يصرح الجيش بشكل دائم عن تعاظم قوة المقاومة العسكرية فيها.
ساحة صراع استخباري
مع مرور الوقت بات البحر يمثل ساحة صراع استخباري حقيقي تلعب فيها أجهزة الكيان الأمنية بشكل حر، تستخدم فيه عمليات الاعتقال للصيادين من أجل تجنيدهم، ولطالما كان البحر يمثل إحدى منافذ المتخابرين لمقابلة مشغليهم من ضباط المخابرات.
الأوضاع المريحة في عمل المخابرات داخل البحر لم تستمر، خاصة بعد جهد الأجهزة الأمنية التابعة للمقاومة في سد هذه الثغرة ومتابعتها، واعتقال عدد من المتخابرين حاولوا التواصل مع ضباطهم من خلال البحر، حتى وصل الأمر إلى شبه انقطاع في استخدام البحر في هذا المجال.
ساحة صراع عسكري
البحر كان ساحة صراع عسكري في الحرب الماضية على غزة، فقد شهد تحرك واسع لقوات الجيش البحرية، وانطلقت منه عمليات قصف لعدد من الأهداف داخل القطاع، أيضا كان ساحة لعمليات المقاومة تم خلالها استهداف الزوارق الصهيونية وإصابتها بعدد من الصواريخ.
الجيش الصهيوني أعلن وعلى لسان ناطقه خلال الشهر الحالي تعرض بعض زوارقه لعمليات إطلاق نار في بحر رفح، أحرقت على إثرها قواته مراكب للصيادين، وقد تكررت هذه الحادثة على بحر غزة عدة مرات.
استعداد متبادل
تاريخيا كانت هناك محاولات دائمة من قبل المقاومة لتوجيه ضربات للجيش الصهيوني من خلال البحر، إضافة إلى عمليات تسلل من خلاله لتنفيذ عمليات بداخل الكيان، وقد نجحت بعض هذه المحاولات ولم ينجح بعضها، كان أبرزها إحباط عملية بمركب مفخخ كان سيستهدف زوارق الاحتلال.
إعلان المقاومة خلال الفترة السابقة عن استشهاد عدد من عناصرها خلال تدريبات ومهمات خاصة بوحدات بحرية، يعني أن المقاومة تحاول تطوير قدراتها في هذا المجال، ترافق ذلك مع إعلان جيش الاحتلال عن تطوير منظومة لكشف الغواصين وهذا يؤكد خشيته من هجمات قد تأتي من البحر.
ما سبق يدلل على أن حدود قطاع غزة البحرية ستشهد معركة غير مسبوقة، في حال تصاعدت المواجهة مع الكيان، وأن مفاجئات عديدة قد تتفجر خلال هذه المواجهة سيكون عنوانها بحر غزة.