الضربة الاستباقية .. كيف أفشلتها المقاومة؟
المجد-ترجمات
استطاعت المقاومة الفلسطينية خلال الحرب الأخيرة افشال قدرة العدو على تنفيذ ضربة استباقية "الضربة الأولى" ضد المقاومة الفلسطينية كما كانت تفعل سابقاً خلال حروبها.
ومع مطلع الحرب ذابت أجهزة استخبارات العدو بحثاً عن هدف ثمين لتضربه وتبدأ به الحرب، إلا أن الإجراءات الأمنية حالت دون ذلك، ما جعلها تضطر للبدء في حربها العدوانية كما سبق في حروبها الأخرى.
وفي هذا الاطار اعتبر المؤرخ العسكري الصهيوني الشهير "مئير أميتاي" أن فشل العملية العسكرية في القطاع جاء على خلفية عدم انتهاج الجيش لسياسة عسكرية مغايرة للسياسات التي اعتمدها في الجولات السابقة ما مكن مسلحي القطاع من الاستعداد جيداً لخطوات الجيش كما أن غياب الضربة الاستباقية أطال عمر الحرب.
ودعا أميتاي الذي خدم في السابق كضابط في شعبة الاستخبارات وقائد الكتيبة 51 في لواء جولاني بالإضافة لعمله كمحدث لنظرية الجيش العسكرية في هيئة الأركان في تحليل بعد انتهاء الحرب، إلى التوقف عن ممارسة نفس أسلوب القتال كل مرة وذلك على غرار عملية "عاصفة الصحراء" بالكويت عام 1991 .
وقد تمكنت المقاومة قبل أسابيع من الحرب من قراءة المخطط الصهيوني ضد قطاع غزة، متخذةً الاجراءات الأمنية اللازمة التي أتعبت أجهزة استخبارات العدو وعملائها.
وبات العدو طيلة أيام يلف حول نفسه ويكثف من نشاطه الاستخباري بحثاً عن الصيد الثمين سواء كان في القيادة العسكرية أو القيادة السياسية، وقد لاحظ الجميع أن العدو اضطر لدخول المعركة بغير ما كان يرسم له خلال المعارك الأخرى.
كما تطرق المؤرخ إلى فشل المستوى السياسي في إدارة المعركة بعد إعلانه منذ البداية عن أهداف المعركة ما مكن الطرف الآخر من معرفة حدود العملية العسكرية، ووصف هذا الفشل بالاستراتيجي الذي منع الجيش من الحصول على صورة النصر المطلوبة.
وأشار إلى أن زيادة الضربات الجوية على القطاع كانت ستحل المشكلة جزئياً ولكن مشكلة الأنفاق هي التهديد الأكبر في القطاع حالياً فلا وسيلة ناجعة لمكافحتها منوهاً إلى فقدان الجيش لعنصر المفاجئة والضربة الاستباقية في هذه الحرب.