اولمرت يوقف المحادثات مع مصر حول التهدئة في غزة
أمر غلعاد بالعودة من القاهرة بعد تصعيد الخلافات بينه وبين باراك
الاف المتظاهرين يحتجون علي الحصار . وحماس تلوح باقتحام معبر رفح
اولمرت يوقف المحادثات مع مصر حول التهدئة في غزة
القدس العربي
تظاهر آلاف الفلسطينيين الجمعة بناء علي دعوة من حركة حماس قرب الحدود مع اسرائيل للمطالبة برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة.
واصيب متظاهرون بجروح عندما فتح جنود اسرائيليون النار في اتجاه مجموعة كانت اقتربت من الجدار الفاصل، بحسب ما افادت مصادر طبية.
وقال المصدر الطبي ان بعض الجرحي في حالة خطرة .
وشارك المتظاهرون في مسيرة انطلقت من مساجد مدينتي رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة في اتجاه معبر صوفا التجاري علي الحدود مع اسرائيل. وقام بعضهم بإحراق الاطارات.
وحمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات تدعو الي وقف المحرقة التي تنفذها اسرائيل في قطاع غزة، واطلقوا هتافات مؤيدة لحركة حماس.
وقالت حماس إنها ستلجأ الي وسائل أشد وأعنف من أجل كسر الحصار المفروض علي قطاع غزة من دون أن تحدد طبيعة هذه الوسائل أو متي ستستخدمها.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري خلال مؤتمر صحافي مساء الجمعة في غزة المسيرات جزء من الأساليب المتبعة لفك الحصار وهناك وسائل أشد وأعنف ستلجأ إليها الحركة من أجل كسر الحصار .
وقالت حماس في بيان ان التظاهرة قرب معبر صوفا هي رسالة لكل الاطراف بان الشعب الفلسطيني لم ولن يسلم باستمرار هذا الحصار الظالم وسيلجأ الي كل الوسائل الممكنة لكسر هذا الحصار مهما كلف ذلك من ثمن .
واضاف البيان هذه المسيرات هي عنوان مرحلة قادمة لمواجهة هذا الحصار وهي غيض من فيض من الوسائل والخيارات والاوراق وعلي الجميع انتظار الاعظم وسنواصل دورنا وجهدنا بكل ما نملك حتي كسر هذا الحصار .
ودعت حماس النظام الرسمي العربي والقيادة المصرية لاتخاذ قرار سريع بفتح معبر رفح خاصة في ظل استمرار التعنت الاسرائيلي .
وفيما تعمل مصر علي التوصل لاتفاق بين اسرائيل وحماس حول التهدئة، لتلافي تفجر الاوضاع في قطاع غزة، اوقف رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت محادثات التهدئة التي يقودها رئيس الطاقم الأمني والسياسي في وزارة الأمن الجنرال المتقاعد عاموس غلعاد.
وكشف النقاب مساء الجمعة عن أن الخلافات بين اولمرت، ووزير الأمن ايهود باراك، تعدت الخلافات السياسية الداخلية، وباتت تتعلق أيضاً بالتهدئة بين الدولة العبرية وفصائل المقاومة الفلسطينية بوساطة مصرية. ووفق القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، فقد قام باراك، دون أن يبلغ رئيس الوزراء وأعضاء المجلس السياسي والأمني المصغر بإرسال غلعاد إلي مصر للتوصل إلي الاتفاق النهائي مع المصريين وإخراج التهدئة المنشودة إلي حيّز التنفيذ. ولكن اولمرت، كما أكدت المصادر السياسية للتلفزيون الإسرائيلي، الذي علم بالأمر أصدر فورا أوامره إلي غلعاد بالعودة فورا من مصر، كما اتهم باراك بأنه يحاول إدارة شؤون الدولة دون الرجوع إليه وإلي المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر، وبناء علي أوامر أولمرت توقفت المحادثات بين الإسرائيليين والمصريين حول التهدئة، وأشار التلفزيون إلي أنه من اليوم فصاعدا، فإن كل قضية ستطرح علي جدول الأعمال ستشهد خلافا بين اولمرت وباراك، علي خلفية مطالبة باراك اولمرت بالتنحي عن منصبه بسبب تورطه في قضايا الفساد.
وكانت مصادر عسكرية اسرائيلية قالت ان اي اتفاق بين حركة حماس واسرائيل سيكون معقدا وسوف يخلق الكثير من المشاكل لاسرائيل، ويقيد حركة الجيش الاسرائيلي في المنطقة الجنوبية. واكدت هذه المصادر ان الجيش الاسرائيلي سوف يستغل فترة الهدوء التي قد تسود غزة من اجل ترتيب اوضاعه العسكرية والاستعداد لأي طارئ. واعترفت المصادر بأن الاستعدادات تتواصل وتأخذ في الحسبان امكانية فشل مساعي التهدئة وانهيار جهود القاهرة.
وقال المصدر العسكري، كما افادت صحيفة هآرتس أمس ان جميع التقارير الاستخبارية التي تحاول تقدير موقف حركة حماس تشير الي ان الحركة ستعمل خلال فترة التهدئة علي تحسين قدراتها استعدادا لأي مواجهة مع اسرائيل، ولهذا تنصح المؤسسة العسكرية بأن يتضمن اي اتفاق تهدئة مع حماس شروطا وعوامل تصعب علي الحركة مواصلة تسلحها وزيادة قوتها، وان المؤسسة العسكرية تحاول ان تمنع الحركة من استغلال التهدئة في القطاع من اجل الاستعداد لمواجهة عسكرية مع اسرائيل.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول سياسي قوله ان قواعد اللعبة الجديدة تقضي بامتناع اسرائيل عن مهاجمة القطاع طالما أن حماس تمتنع عن اطلاق صواريخ القسام.
وأضاف أنه لا يوجد اتفاق مع حماس انما هناك قواعد غير رسمية. وقال ان قواعد اللعبة الجديدة تتضمن ثلاثة مستويات: في حال توقف اطلاق الصواريخ فان اسرائيل لن تشن هجمات في القطاع، وفي حال اطلاق صواريخ علي مدينة سديروت فان الطيران الحربي سيشن غارات جوية، وفي حال اطلاق صواريخ علي مدينة عسقلان فان الجيش سيرد بتوغلات برية في القطاع علي غرار عملية (الشتاء الساخن)، علي حد تعبيره.
أما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني فقالت في كلمة ألقتها أمام عدد من كبار الخبراء في منطقة الشرق الأوسط اننا لن نسمح لحماس باختيار الوقت الذي تهاجم فيه والوقت الذي تتوقف فيه عن شن الهجمات واعادة حشد قواتها. كما شددت ليفني علي أنه يتعين التصدي فورا لعمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود من سيناء الي غزة.
ونقلت صحيفة هآرتس عن ليفني قولها ان هناك مبدأين لن تتهاون اسرائيل ازاءهما الأول مضمون اقامة دولتين تتمتعان بالسيادة انما يعني ان كل دولة يتعين أن توفر لمواطنيها الحلول الوطنية الكاملة، مما يعني أيضا ان الدولة الفلسطينية ستكون مسؤولة عن توفير الحل لجميع الفلسطينيين علي أن يشمل ذلك اللاجئين في المخيمات الذين يستخدمون كورقة مساومة.
ومضت ليفني الي القول، ان المبدأ الثاني يكمن في ضمان أمن اسرائيل واحتياجاتها الدفاعية، ودعت جميع الحكومات الي الموافقة علي ان أمن اسرائيل يعتبر حقا أساسيا.
كما شددت ليفني علي أنه يتعين علي أي حكومة التصرف طبقا لهذين المبدأين المتعلقين بقضية اللاجئين وأمن اسرائيل، وذلك طبقا لما شرحه الرئيس جورج بوش في رسالة صدرت في الآونة الأخيرة ووقع عليها الكونغرس الأمريكي.